الجيش الإسرائيلي يؤكد: حزب الله تمكن من التقاط بث طائرات بدون طيار

"الاستخبارات الإسرائيلية لم يكن لديها أية معلومات حقيقية بشأن قدرات حزب الله التكنولوجية * لوفيجارو: 3 آلاف جندي نظامي 10 آلاف احتياط و 40 ألف صاروخ

الجيش الإسرائيلي يؤكد: حزب الله تمكن من التقاط بث طائرات بدون طيار
 
عنونت "يديعوت أحرونوت" عددها الصادر اليوم، الأربعاء، بتأكيد الجيش الإسرائيلي لرواية حزب الله بشأن ما أسمته "كارثة الـ شييطت"، التي قتل فيها 12 جنديا من وحدة كوماندو تابعة لسلاح البحرية في العام 1997.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلو حزب الله نفذوا العملية بناء على اختراق حزب الله لبث طائرة بدون طيار إسرائيلية، وتمكن من الحصول على تصوير قبل عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان، وكان على علم بالطريق التي سيمر فيها جنود البحرية الإسرائيلية من الوحدات المختارة.
 
كما أكدت الصحيفة بناء على تحليلات خبراء أن الصور التي عرضها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، تم التقاطها من خلال اعتراض بث الطائرة التي قامت بتصوير مسار الحركة المخطط لجنود البحرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هذه الصور هي التي أدت إلى ما عرف بـ"كارثة شييطت" عام 97.
 
وأشارت إلى أنه خلال خطاب نصر الله في بيروت في التاسع من آب/ أغسطس الماضي عرض عدة صور تم تصويرها، بحسبه، من قبل طائرة بدون طيار إسرائيلية قبل وقت قصير من "كارثة شييطت" التي قتل فيها 11 جنديا من وحدات البحرية المختارة. وتوصل الخبراء الإسرائيليون إلى نتيجة أن الصور حقيقية.
 
وبالنتيجة، تضيف الصحيفة، فإن مقتل الجنود كان نتيجة لـ"تسرب معلومات عملانية سرية ووصولها إلى حزب الله، وذلك خلافا للنتائج التي توصلت إليها لجنة إسرائيلية، برئاسة جنرال احتياط غابي أوفير، حققت في حينه بما حصل، وتوصلت إلى أن الحديث عن كمين كان في المكان بمحض الصدفة، ضمن مجموعة كمائن نصبها حزب الله في مناطق مختلفة في جنوب لبنان".
 
تجدر الإشارة إلى أن الضابط المذكور، أوفير، كان قد صرح في أعقاب خطاب نصر الله بأن قام مجددا بفحص رواية الطائرة بدون طيار، وتوصل إلى نتيجة أنه لم يكن هناك أي تسرب للمعلومات.
 
كما تبين أن بث الطائرات التي كانت تصور فوق سماء لبنان لم يكن مشفرا، وأنه من الممكن الافتراض أن الصور لم تكن الوحيدة في تلك الفترة التي تم اعتراضها من قبل حزب الله بشأن عمليات جيش الاحتلال في جنوب لبنان.
 
كما تبين أن الاستخبارات الإسرائيلية لم يكن لديها أية معلومات حقيقية حول مدى قدرات حزب الله التكنولوجية، ولم تكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدرك مدى علاقة إيران بحزب الله، والتي كانت توصف بالسرية في حينه.
 
وبحسب الصحيفة فإن القدرات التكنولوجية التي كانت متوفرة لدى حزب الله، والتي حصل عليها من إيران منذ أواسط التسعينيات كانت تسمح له بالتقاط بث الطائرات، وتحليل الصور الاستخبارية والاستعداد لعمليات الجيش الإسرائيلي المرتقبة.
 
وأضافت الصحيفة أن عدم تقدير قدرات "العدو" يذكر باغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد محمود المبحوح في دبي، مشيرة إلى أن الكشف عن العناصر التي شاركت في عملية الاغتيال، من خلال كاميرات التصوير، كانت بمثابة مفاجأة للغرب الذي لم يكن على دراية بقدرات شرطة دبي في تحليل الصور واستخلاص النتائج بشأن العناصر التي شاركت في عملية الاغتيال.
 
كما أشارت الصحيفة إلى تشكيل لجنة استخبارية للتحقيق في "كارثة شييطت" برئاسة الضابط غادي زوهر، والتي فحصت إمكانية تسرب معلومات ، وطرحت إمكانية أن يكون ذلك من خلال اعتراض بث الطائرة، بيد أنه لم يكن بالإمكان الجزم بذلك.
 
عملية أنصارية أو "كارثة شييطت 13"
 
وكتبت الصحيفة أن العملية وقعت في ليلة 4-5 أيلول/ سبتمبر 1997، حيث وصل 16 جنديا من وحدات البحرية المختارة لتنفيذ عملية سرية في عمق لبنان.
 
وخلال تحرك القوة الإسرائيلية بالقرب من أنصارية، الواقعة الجنوب من صيدا، تم تفجير عبوة ناسفة أدت إلى تفجير عبوات أخرى، كما أدت إلى انفجار العبوات التي كانت تحملها القوة الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل 11 جديا، وإصابة 4 آخرين.
 
وكان رجل الاتصال في المجموعة هو الوحيد الذي لم يصب، فقام باستدعاء قوات إنقاذ، حيث وصلت مروحيات عسكرية إسرائيلية لتخليص الجرحى ونقل القتلى. وخلال تبادل إطلاق نار مع مقاتلي حزب الله قتل الطبيب العسكري ماهر دغش من طواقم الإنقاذ.
 
وبقيت جثة أحد الجنود الإسرائيليين بأيدي مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى أعضاء من جثث أخرى، ولم تتم استعادتها سوى في العام 1998 في صفقة تبادل، أطلق بموجبها سراح 60 أسيرا، و 40 جثة لشهداء، بينهم جثة نجل حسن نصر الله.
 
الكوماندو البحري لحزب الله
 
ونقلت الصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في السياق، عن صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن حزب الله لديه 3 آلاف مقاتل نظامي، و10 آلاف مقاتلي احتياط، ونحو 40 ألف صاروخ، ووحدة جديدة تتألف من غواصين.
 
وتركزت الصحيفة في 3 وحدات لوجستية، الأولى الوحدة 108 ومركزها في دمشق، وهي مسؤولة عن إرساليات السلاح من مواقع التخزين في سورية إلى الحدود السورية اللبنانية. وادعت أن مراكز التخزين تقع جنوب دمشق، وفي موقع آخر قريب من المطار حيث تصل بعض الأسلحة بالطائرات من إيران.
 
أما الوحدة الثانية، بحسب لوفيجارو، فهي 112، وهي المسؤولة عن نقل الوسائل القتالية من الحدود السورية إلى مخازن حزب الله، والتي تتركز أساسا في البقاع.
 
الوحدة الثالثة هي الوحدة 100، وهي المسؤولة عن تنقل مقاتلي حزب الله والخبراء الإيرانيين بين لبنان وسورية ولبنان. وقامت الوحدة مؤخرا بتأمين عودة مقاتلين تدربوا في إيران على تفعيل صواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومترا.
 
وقالت لوفيجارو إن لدى حزب الله خط دفاعي في قرى جنوب لبنان، يشتمل على أنفاق تحت الأرض ومخازن أسلحة في المساجد والمدارس ومبان مدنية أخرى. كما كتبت الصحيفة أن حزب الله شكل وحدة بحرية مدربة على الغوص (كوماندو بحري) بإمكانها تنفيذ عمليات بواسطة قوارب الصيد.

التعليقات