ألوف بن عن خطاب أولمرت: "مجرّد وعود مقابل ثمن باهظ"!

ألوف بن عن خطاب أولمرت:
قال ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، في سياق تعليق له على الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة إيهود أولمرت، أمس الاثنين في سديه بوكير في إطار إحياء ذكرى رئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون، إن أولمرت عرض "رزمة من الإغراءات" على الفلسطينيين لكنه طلب منهم مقابلها "دفعة ثمينة على الحساب، من المشكوك أن تقبلها القيادة الفلسطينية لقاء مجرّد وعود".

وكتب بن يقول: "رئيس الحكومة تخلّص أمس من فترة البلبلة التي فرضها على نفسه بعد الحرب في لبنان وأوضح في "خطاب سديه بوكير" أن لديه أجندة... التجميع الأحادي الجانب، الذي اقترحه في بداية حكمه، تم كنزه وهو الآن يرغب في تنفيذه بـ"حوار" مع السلطة الفلسطينية... وأولمرت تجاوب بذلك مع التحدّي الذي وضعه أمامه الكاتب والأب الثاكل دافيد غروسمان في الخطاب الذي ألقاه خلال مهرجان ذكرى مقتل رابين.
"أولمرت يقترح مجموعة من الإغراءات على الفلسطينيين، لكنه يطلب منهم دفعة ثمينة على الحساب، هي قبول "ِشروط الرباعية" (الاعتراف بإسرائيل) وتطبيق خارطة الطريق (حلّ المنظمات الإرهابية) والإفراج عن الجندي المختطف. وحتى الآن رفضت القيادة الفلسطينية هذه المطالب، ومن المشكوك فيه أن تقبلها الآن فقط مقابل الوعود الصادرة من سديه بوكير. لكن "الكرة" المشهورة بشأن المسؤولية عن الجمود السياسي وترجمة وقف إطلاق النار إلى عملية دبلوماسية تم قذفها الآن بقوة إلى الملعب الفلسطيني".

وتابع: "الهدنة في غزة وخطاب سديه بوكير سيخففان الضغوط الداخلية على أولمرت من طرف كبار وزرائه، وعلى رأسهم تسيبي ليفني وعمير بيرتس، من أجل الخروج بمبادرة سياسية. وعلى الجبهة الدولية سيساعدان في صدّ المبادرات الأوروبية وفي مواجهة الأصوات المتصاعدة في واشنطن لحرف الاهتمام نحو المسار السوري. ومن شأن مديح أولمرت للمبادرة السعودية أن تدفئ القلوب في القصور العربية".

أمّا بالنسبة إلى الحدود فقد أكّد أولمرت أن الحدود المستقبلية مع الفلسطينيين ستتقرّر بموجب "رسالة بوش" إلى أريئيل شارون في 2004. ويجدر التذكير بما ورد هناك: "في ضوء الواقع الجديد في الميدان، بما في ذلك قيام تجمعات سكنية إسرائيلية كبيرة، فمن غير الواقعيّ توقع أن تكون نتيجة المفاوضات حول الحلّ الدائم العودة الكاملة إلى حدود الهدنة في 1949". وفي إسرائيل فسروا ذلك بأنّه اعتراف أميركي بضمّ الكتل الاستيطانية، تقريبًا بحسب مسار الجدار. غير أنّ اللغم موجود في باقي الرسالة، في الجملة التي تعد الفلسطينيين بأن يكون أيّ تغيير في الخط الأخضر متفقًا عليه بين الطرفين. ومعنى ذلك، برأي بن، أن الاقتراح بالانسحاب إلى الجدار هو موقف استهلالي، وستطالب إسرائيل بتعويض الفلسطينيين عن المناطق التي ستضمها إليها.
ونوّه بن بأن هناك لغمًا ثانيًا هو القدس، التي لم يرد ذكرها في الخطاب أمس. وأشار إلى أنّ رئيس الحكومة تغاضى عنها بكل بساطة. وهو لم يعرض شيئًا على الفلسطينيين ولم يعد بأن تبقى "عاصمة إسرائيل الأبدية". وفي رأيه "يمكن فهم ذلك إذا ما تذكرنا أن هذه المشكلة لن تختفي وسبق لها أن فجّرت عملية سلام في الماضي".
وأخيرًا قال بن إنّ أولمرت "يستطيع أيضًا أن يأمل بأن تشجّع أجندته السياسية وسائل الإعلام على أن تتعامل معه وفقما تعاملت مع أريئيل شارون خلال الانفصال، ومطالبة مراقب الدولة والمستشار القضائي للحكومة ولجنة تقصّي حرب لبنان بأن تدعه وشأنه لئلا تفوّت الفرصة لتحقيق تسوية سياسية".

التعليقات