"أولمرت يفضّل استمرار السيطرة على الجولان"

أكّد إيتان هابر، المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ومدير مكتب رئيس الحكومة الأسبق إسحق رابين، اليوم الثلاثاء، أنه في سنوات أخرى كانوا سيتلقفون أقوال الرئيس السوري بشار الأسد (لمجلة "دير شبيغل" الألمانية) كما لو أنها "تنطوي على كنز ثمين". وأضاف: هذا ما كان يحصل في أيام ايهود باراك كرئيس للحكومة، وكذلك في أيام بنيامين نتنياهو وإسحق رابين. لكن في الأوضاع الحالية لحكومة إسرائيل، التي لا تزال تحوم فوق رأسها صدمة الانفصال ولا تتحمس راعيتها، أميركا الكبرى، لمصالحة إسرائيلية- سورية، ليس هناك أدنى احتمال "لمبادرات السلام الجديدة الآتية من عاصمة الإرهاب"، على حد تعبيره. وتابع أن النماذج من الماضي البعيد عن رفض إسرائيل اقتراحات من الجانب العربي لا يتذكرها أحد، وربما يحرم تعلم الدروس منها. ولذا ما زال في مقدور مستوطني الجولان أن يناموا بهدوء بين صخور البازلت السوداء.

ورأى هابر أن "الرئيس السوري بشار الأسد أرسل مرّات عديدة إشارات حول نواياه في السلام ووقف القتال وما شابه ذلك. ولديه ألف سبب لهذه الرغبة، لا ينجم سبب واحد منها عن حبّه لإسرائيل. صحيح أنه في الوقت نفسه هدّد الرئيس السوري إسرائيل بشنّ حرب عليها، لكن يمكن أنه ما كان يفعل ذلك لولا انكشاف ضعف عسكري معين في الجانب الإسرائيلي مؤخرًا".


وكان المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، ألوف بن، قد جدّد التأكيد، اليوم الثلاثاء، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت، والإدارة الأميركية يتحفظان حاليًا من إشراك سورية في أي مسار سياسي. و"دعوات السلام الصادرة عن الرئيس السوري بشار الأسد حظيت بتجاوب إيجابي فقط من جانب وزيرة التربية والتعليم، يولي تمير، المقربة من رئيس "العمل" ووزير الدفاع، عمير بيرتس. لكن رئيس الحكومة يفضّل استمرار السيطرة على الجولان والأميركان لديهم غضبهم المخصوص على السوريين".

وتوقع بن أن يوجّه الاهتمام في الأسابيع القريبة إلى المسار الفلسطيني.


يذكر أن مراسل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، يوآف شتيرن، شدّد أمس الاثنين على ضرورة عدم الاستخفاف بتحذير الرئيس الأسد، ضمن المقابلة نفسها مع المجلة الألمانية، من أنه بدون سلام مع سورية لن يكون استقرار في الشرق الأوسط وأنه "إذا كان الأمل في السلام سيتبدد، فيحتمل أن تكون الحرب هي الحل الوحيد".

وكتب شتيرن: "في الحرب الأخيرة (على لبنان) وصف مسؤول كبير في الاستخبارات الإسرائيلية سورية بأنها "الدولة المردوعة في العالم". صحيح أن البنى التحتية السورية ستتضرر بسرعة أكبر من اللبنانية في أثناء الحرب ولكن سورية تشكل تهديدا كبيرًا على إسرائيل. وسورية، مثل حزب الله، استوعبت التغيير في ميدان المعركة والذي اتضح في أثناء الحرب في لبنان. وكفّت سورية عن الاستثمار في سلاح الجو، إذ فهمت أنها لن تتمكن من التغلب على التفوق الجوي الإسرائيلي، كما كفّت عن تطوير القدرة على استهداف هضبة الجولان. وأساس الموارد موجه إلى السلاح المضاد للدبابات وإلى الصواريخ البعيدة المدى".

وتابع: "الأسد عاد ودعا إسرائيل لاستئناف المسيرة السلمية منذ نهاية 2003، بعد عدة أشهر من قصف إسرائيل معسكر التدريب في عين صاحب المجاور لدمشق. وفي لقائه قبل بضعة أسابيع مع وفد نواب التجمع الوطني الديمقراطي قال إنه لا يعرف ما ينبغي به أن يعمله كي يقنع إسرائيل باستئناف المسيرة السلمية، وذلك على حد تعبيره لأنه دعا المرة تلو الأخرى لاستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها. ودعوته منذئذ واضحة، وكذا الثمن إلى جانبها- وهو انسحاب إسرائيلي من كل هضبة الجولان" .

التعليقات