"إستراتيجية الخروج"..

-

إذا كان صحيحا أن الحرب في غزة تقف على عتبة نافذة سياسية فيجب العمل سريعا في هذه الأيام من أجل تحقيق الأمر الأقرب لإخضاع حماس وخنوعها. يعتقد الجنرال (إحتياط) عوزي ديان أن العبر من حرب لبنان الثانية قد استخلصت جيدا في غزة، وأنه يجب على الطاقم الوزاري المصغر وجنرالات جيش الدفاع أن لا يضيّعوا الإنجاز العسكري والسياسي الذي حققناه.

يجب معرفة كيفية إنهاء الحرب أيضا. والآن هو الوقت الأخير لذلك. ويشكل إطلاق صواريخ الكاتيوشا قبل بضعة أيام والقصف من الأمس في هضبة الجولان تذكيرا آخر بأننا لم نفلح في إنهاء حرب لبنان الثانية بانتصار صريح وعملي ومؤثّر، لكننا وبالذات من تلك الحرب استفدنا وطبّقنا عددا من الاستنتاجات في الحرب الحالية:

* يدرك جيش الدفاع الإسرائيلي اليوم جيدا أن امتحانه الأسمى هو الإنتصار في الحرب، وليس بالنقاط. هنالك إدراك لمعنى الإطلاق الصاروخي على مصير الحرب برمتها. فعّلنا عملية برية كبيرة حيث اتضح أن هناك تحسنا كبيرا في الآلات، والمناورات ولدى القادة وكيفية تصرّفهم.

* هنالك تفهّم لأهمية الجبهة الداخلية، كما أن هنالك تحمّل مسؤولية صريحة لوضعها. ما زالت هنالك فجوات وقصورات (خاصة الملاجئ والإنذار) التي سببتها سياسة الـ "لا حاجة بنا إلى التحصين" سيئة الصيت، لكن تم تجنيد الجبهة الداخلية كما يجب، حيث أعلنت "حالة طوارئ في الجبهة الداخلية"، وهنالك إصغاء للمواطنين ومعالجة لمشاكلهم.

صورة انتصار

إن رأيي بوجوب أن يكون هدف الحرب إطاحة نظام حماس معروف. لكن حكومة إسرائيل لم تقرّر هكذا (الإطاحة بحماس) وهنالك حاجة الآن لمعرفة كيف سننهي فلم يتبقّ لدينا وقت. ليس الجيش وحده من ينتظر التعليمات، بل جميعنا نراقب في توتر وقلق خشية أن نضيّع مرّة أخرى النصر في الحرب الضرورية كثيرا لأمننا.

يجب المبادرة لعمليات إنسانية نصورها جيدا

لا توقّف الآن، بل يجب أن ننهي، بأي شكل، مهام الخطوة البرية التي سنحتاجها:

* إحتلال مساحات واسعة في الجنوب، بين خان يونس والحدود المصرية، و إعلانها والمنطقة الشمالية (التي قد تمّ احتلالها) كـ "منطقتي أمن". على أن تلزم أية تسوية مستقبلية بمراقبة دقيقة في هاتين المنطقتين التي من شأنها منع التهريب عن طريق الأنفاق وتحت قطاع بطول كيلومترات عدّة.

* بتر القطاع، تطويق محكم لمناطق البناء والإستمرار في إلحاق الخسائر لقيادة حماس وناشطيها طالما استمرّ إطلاق الصواريخ.

* تنفيذ اعتقالات واسعة لأفراد حماس. إيانا أن ننسى غلعاد شاليط.

هنالك ضرورة، في موازاة ذلك، لتحديد مواقف صريحة ولتحسين نشاطنا بشكل كبير في الحلبة الدبلوماسية التي لم نحقق فيها سوى إنجازات متواضعة:

* ألتوقف عن إظهار وكأننا متلهفون للتوصل إلى اتفاق، واشتراط أي تقدم لتسوية بوقف النار من غزة. إذ أن حماس تدرك الآن أن كل ما عليها فعله هو الإستمرار في إطلاق النار وقليل من الصمود.

* تحسين للإعلام وبسرعة. نعم، فأنا أعرف.. كان هنالك ذات مرةّ اقتراح لتعيين وزير في البلاد لشؤون الإعلام والأقمار الصناعية، "لكننا لا نملك أقمارا صناعية" قال أحدهم وأجيب في الحال: "وهل يوجد إعلام؟". لذا، على الحكومة أن تتحدث بصوت واحد وجليّ (أجل إنني أعرف..)، تقليص الإصابات في أوساط المواطنين والمبادرة إلى خطوات إنسانية وتصويرها جيدا (من إنشاء مستشفى حقل وحتى إنزال الطعام إلى مخيمات اللاجئين).

كان يجب أن نعمل كل هذا ويجب تنفيذه في هذا الأسبوع. حيث لا وقت لدينا وهذه هي الشروط اللازمة للتوصل إلى أية تسوية. تسوية نحتاج لتحقيقها تصميما ووقتا لكي تشمل على الأقل – وقفا مطلقا للنار، عدم التسلّح وإطلاق سراح غلعاد شاليط.

التعليقات