افتتاحيتا هآرتس ويديعوت احرونوت تهاجمان العدوان على الفلسطينيين

افتتاحيتا هآرتس ويديعوت احرونوت تهاجمان العدوان على الفلسطينيين
هاجمت صحيفتا هآرتس ويديعوت احرونوت، اليوم الاحد، حملة "ايام التوبة" العسكرية الاسرائيلية.

وجاءت افتتاحية هآرتس تحت عنوان "حملة بدو هدف" فيما كتب المحلل العسكري عوفير شيلح افتتاحية يديعوت احرونوت تحت عنوان "وهم احادي الجانب".

واشارت افتتاحية هآرتس الى ان "ايام التوبة" اسفرت حتى نهار امس عن مقتل "اكثر من خمسين فلسطينيا، بينهم مواطنون ابرياء، واصابة جنديين اسرائيليين بجراح، وفي غضون ذلك تجدد اطلاق صواريخ القسام من القطاع الى الاراضي الاسرائيلية".

وقالت الصحيفة انه "على ما يبدو، فان وزير الدفاع شاؤل موفاز، فهم رد الفعل الامريكي (بالامتناع عن المس بالمواطنين) على انه ضوء اخضر امريكي لمواصلة الحملة".

واكدت الصحيفة ان "التجربة تفيد بان استخدام الدبابات في منطقة سكنية مكتظة يزيد، بالضرورة، عدد الضحايا بين المدنيين".

ولفتت الى ان "حجم القوات (الاسرائيلية) الكبير الذي تم ادخالها الى القطاع، والعدد الكبير من القتلى والجرحى بين سكان بيت حانون وجباليا، يثير الشكوك بان حجم الحملة تم تحديده ليس من خلال اعتبارات امنية صرف وانما ايضا من اجل مصالحة (بمعنى ارضاء) سكان سديروت".

وقالت الصحيفة ان "اقوال وزير الدفاع نفسه بان هدف الحملة هو تمرير رسالة واضحة مفادها ان اسرائيل لن تسمح بعمليات ارهابية خلال تنفيذ فك الارتباط، تشير الى ان الضغط الذي يمارسه اليمين (الاسرائيلي) المعارض لخطة فك الارتباط ويستغل معاناة سكان سديروت، أدى الى تصعيد حملة شرعية لوقف هجمات صاروخية على مواطني اسرائيل".

وتابعت هآرتس انه "ثمة شكوك فيما اذا كان قتل المدنيين (الفلسطينيين) وهدم البيوت والحاق اضرار كبيرة بالبنى التحتية الضرورية في قطاع غزة سيجلب الهدوء لسكان سديروت.

"ومع انتهاء اربع سنوات للانتفاضة، لم يقل التأييد الشعبي لحماس ولكتائب الاقصى. والان حصرا، مع بدء الاستعدادات لتنفيذ خطة فك الارتباط من قطاع غزة، المصلحة الاسرائيلية تكمن في تأطير التصعيد وتقليص حجم المعركة الحالية، التي بدأت باطلاق صواريخ القسام على سديروت، قدر الامكان".

واضافت انه "من اجل منع هجمات ارهابية خلال فك الارتباط، كما قال وزير الدفاع، على حكومة اسرائيل العمل على تهدئة الاجواء وتسريع الاستعدادات للانسحاب من القطاع.

"وفي موازاة ذلك عليها استنفاذ الجهود من اجل نقل المسؤولية الامنية في شوارع غزة ومخيمات اللاجئين من مجموعات متطرفة الى ايدي سلطة مركزية، بمرافقة دولية".

وانتهت افتتاحية هآرتس الى القول ان "لا مصلحة للاسرائيليين والفلسطينيين، الذين ينظرون الى خطة فك الارتباط على انها خطوة اولى باتجاه انهاء المواجهة العنيفة والعودة الى مسار المفاوضات، بتصعيد الوضع في قطاع غزة خصوصا وفي الاراضي المحتلة عموما".

من جانبه، كتب عوفير شيلح، المحلل العسكري ليديعوت احرونوت، في افتتاحية الصحيفة اليوم، ان "اسرائيل تعرض دائما الخطوات الاحادية الجانب، في الحرب او في السلم وبالتحرك الى الامام او الى الخلف، على انها ضرورة، وامر يتحتم علينا القيام به لانه لا يوجد احد في الطرف الاخر".

واضاف الكاتب ان "احادية الجانب هي عادة اسرائيلية خاصة. فهذه، في نهاية المطاف، هي دولة ترفع شعارا يقول انه ليس مهما ما يقوله الاغيار، المهم ما يفعله اليهود".

واردف "خصوصا عندما يكون الاغيار عربا، وبالطبع العرب الذي سكنون قريبا منا".

وتابع ان "الغلبية بداخلنا تفهم ان اسرائيل هي فيلا في غابة، جزيرة من التقدم داخل بحر من الاصولية المتشددة والمتخلفة، غير قادرة على ان تكون معنا في المستوى ذاته ولن تسامحنا ابدا على ذلك".

واشار الى انه "لا يوجد لاحادية الجانب نبي اكبر من ارييل شارون. عندما كان وزيرا للدفاع قاد شارون اسرائيل الى حربها الوحيدة التي لم تكن ردا على ما يعتبر تهديدا حقيقيا"، في اشارة الى حرب لبنان.

واضاف ان حرب لبنان "كانت محاولة احادية الجانب لتغيير صورة الوضع في دولة عربية بالقوة والتأثير على ما يحصل في المنطقة كلها. وكما نذكر، فان هذه المحاولة منيت بفشل ذريع".

ومضى قائلا "لكن شارون، وكثيرين اخرين بينهم معظم رؤساء الحكومات منذئذ وحتى اليوم، لم يتعلموا من عبرة 1982. ونسمع تكرارا عن خطوات احادية الجانب لحل مشاكل اسرائيل الاساسية".

واضاف: "دائما يقنعوننا باننا قادرون على تحديد الامور، وانه لن يكون خيارا امام العدو سوى بقبول الواقع".

وقال ان "شارون يصرّ على تسويق فك الارتباط على انها خطة سيدفع الفلسطينيون ثمنها غاليا. وفي كل مرة تجد فيها جهة فلسطينية نقطة ايجابية، يعود رئيس الحكومة ويذكر ان الامر ليس كذلك، وانها (خطة) سيئة للجاني الاخر ونفرضها عليه بالقوة".

واكد ان "هذا التكتيك في التسويق يدل، فقط، الى أي مدى رئيس الحكومة اسير احادية الجانب والى أي مدى يفترض اننا اسراها ايضا".

واضاف شيلح "لكن للواقع خططه الخاصة. وذكّرنا خلال الاسبوع الاخير، مرارا، بان الخطوة الاحادية الجانب هي في غالب الاحيان مجرد وهم.

"انه وهم ان نعتقد بان الرجل في الجانب الاخر سيستسلم للوضع الذي ينشأ من جراء هذه الخطوة. انه وهم ان نعتقد بان حماس سيسمح لنا بتنفيذها اصلا، بظروف ليست لوي الذيل تحت النيران".

واشار الى انه "مع بداية الشهر الذي في نهايته ستصل عملية سن قانون سياسي لفك الارتباط الى اوجها، الجيش الاسرائيلي موجود في عمق القطاع.

"ولم يضع احد بعد حلا لامكانية ان تلاحقنا صواريخ القسام الى ما وراء خطوط الانسحاب، وعندها سوف يطالب الجيش بالعودة فورا الى المناطق (الفلسطينية) التي اخلاها وحتى اعمق من ذلك. ولم يشرح احد حتى الان كيف ستنفذ احادية الجانب هذه".

وخلص المحلل العسكري الى القول ان "هناك قلائل الذين يجرؤون على تمزيق ثياب الملك الجديد هذه والقول انه من دون اتفاق مع الفلسطينيين، والفلسطينيين تعني ياسر عرفات بشكل مباشر او غير مباشر، لن يكون هناك انسحابا ولا فك ارتباط".

التعليقات