"الأمريكيون بالغوا في الاحتفالية"

-

اعتبر المحلل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع أن الأمريكيون بالغوا في الاحتفالية بحيث أن من تغيب عنه تفاصيل الصراع في الشرق الأوسط اعتقد أن الحفل يوم أمس تمخض عن توقيع اتفاق سلام أبدي وليس بداية لبداية المفاوضات في ظروف عسيرة.

واعتبر برنياع أن الضربة الكبيرة للمؤتمر هي تعهد أولمرت ببذل الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل حتى نهاية عام 2008، لأن برأيه: معجزة فقط يمكنها أن تنهي المفاوضات خلال سنة، ودليل على ذلك الجهد السيزيفي الذي تطلب من أجل التوصل إلى بيان مشترك.

ويشير برنياع إلى أن الفلسطينيين رفضوا الموافقة على البيان المشترك لانه بدى لهم شموليا وعاما وغير ملزم، ولكنهم عقدوا الآمال على خطاب بوش ربما يمنحهم ما رفضت إسرائيل منحهم إياه في البيان المشترك: "التزام واضح بجدول زمني للمفاوضات وتحديد حدود عام 1967 كقاعدة للاتفاق". إلا أن بوش تعهد لهم إذا ما وقعوا على البيان أن يجمع الوفود ويعلن عن انطلاق المفاوضات في حفل رسمي يوم الأربعاء، فاستجابوا.

ويشير بارنيع موفد الصحيفة إلى واشنطن إلى أن لفت انتباهه أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لم يستخدم أدوات نقل الترجمة حينما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تعبيرا عن موقف بلاده من إسرائيل.

الكاتب والصحفي الإسرائيلي، ومحرر مجلة العين السابعة الصادرة عن المركز الإسرائيلي للديمقراطية، عوزي بنزيمان، ينتقد خطوات اليمين المتدين واليمين العلماني في أنهما لا يطرحان بديلا لرفضهما لمرتمر انابوليس. إلا أنه في نفس الوقت يغيب عن الكاتب الاحتلال وواقعه والبعد التاريخي للنضال الفلسطيني من أج التحرر. ينتقد بنزيمان خطوة المتدينين اليهود بتنظيم صلاة في حائط المبكى(البراق) والتي شارك فيها الآلاف من أجل الدعاء لفشل مؤتمر أنابوليس.

ويقول إن هذه الخطوة تطرح من جديد الأساس الديني لمعارضة التسوية مع الفلسطينيين، فقد أقام المتدينون الصلوات ضد ما اعتبروه خطر تقسيم البلاد. ونشر الحاخامات بيانات قالوا فيها إن التوراة تحرم تسليم أجزاء من البلاد ليد غرباء فكم بالحري لأعدائنا الفلسطينيين.

ويعتبر بنزيمان أن كل جهود المتدينين جندت ضد اللقاء في الولايات المتحدة الذي يعتبر استعراضيا أكثر منه مسرحية، وطقوس أكثر منه فحوى ونتائج ستتكشف في المستقبل.

وينتقد بنزيمان اليمين العلماني الذي لا يطرح بدائل لمعارضته للتسوية مع الفلسطينين، ويقول أنه جاء بيدين خالية ولم يقدم بديلا لإنهاء الصراع ولديه فقط شعارات فارغة. إلا أن بنزيمان يبرر ذلك بأن تجربة اتفاقات أوسلو تمنح الليكود وباقي أحزاب اليمين سلاحا لحملتهم ضد الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة: الطريقة التي أدار فيها عرفات الأمور منذ عاد إلى غزة ونتائج فك الارتباط تبلور الرأي العام الإسرائيلي المعارض لمبادرة سلام أخرى. ويعتبر بنزيمان أن العمليات التفجيرية والصواريخ وصعود حماس للحكم وما اعتبرها الخطوات الخيانية من قبل القيادة الفلسطينية تطبع آثارها على الجمهور الإسرائيلي وتبعد من وعيه مساهمة منخبيه في انهيار عمليات السلام.


التعليقات