الإعلام الإسرائيلي يعتبر "المركز اليهودي" هدف الهجمات على مومباي..

إسرائيل تعرض على الهند تقديم المساعدة في تخليص الرهائن والهند ترفض * مئات الإسرائيليين يسارعون إلى حجز تذاكر للخروج من الهند * 32 إسرائيليا لم يحصل أي اتصال معهم..

الإعلام الإسرائيلي يعتبر
تميل وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى جعل "المركز اليهودي" في مومباي في الهند هو الهدف من الهجمات التي حصلت في المدينة. كما تشير في الوقت نفسه إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بكافة أذرعها تعجز عن توفير الحماية للإسرائيليين خارج البلاد.

فقد كتبت صحيفة "هآرتس" أنه منذ شباط/فبراير الماضي تعكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إحباط عملية الرد على اغتيال القيادي في حزب الله، عماد مغنية، إلا أن العملية الأخيرة في مومباي في الهند، والتي تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الهدف هو المركز اليهودي في المدينة، تؤكد على أن ذراع أجهزة الأمن الإسرائيلية أقصر من أن تحبط عمليات في العالم الثالث يقف وراءها الجهاد العالمي.

وتضيف الصحيفة أنه بالإمكان، وبالتنسيق مع أجهزة استخبارية أجنبية، صد خلايا تابعة لحزب الله تخطط لتنفيذ عملية في سفارة إسرائيلية، وأنه من الممكن تدريب مبعوثين غير رسميين على إبداء اليقظة والحذر، إلا أنه من المستحيل توفير الحماية لإسرائيليين ومبعوثين يتعرضون لهجمات منظمة وعنيفة مثلما حصل في الهند.

وتتركز الصحيفة في المركز اليهودي الذي تصفه بأنه تحول إلى مركز التطورات. وتشير إلى أنه في الوقت الذي قررت فيه الوحدات الهندية الخاصة الاشتباك مباشرة مع المسلحين في منطقة مسكونة مع عشرات الرهائن، ووسط عشرات الجثث، فإنها قررت التريث في عملية اقتحام المركز اليهودي.

وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة لإسرائيل فقد وصلتها تحذيرات عامة من إمكانية ضرب أهداف إسرائيلية في الهند. ورغم أن "الموساد" يضع عملية جمع المعلومات الاستخبارية حول الجهاد العالمي على رأس سلم أولوياته، ورغم أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قد وسعت نطاق عملها منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، إلا أن حجم المعلومات وعمقها ظل محدودا جدا. فالمركز اليهودي هو مركز بارز ومعروف، إلا أنه ظل بدون حراسة مثل باقي المواقع التي تعرضت للهجمات.

ويبدو أن التريث في اقتحام المركز اليهودي أدى إلى تدخل إسرائيلي في تحليل الظروف التكتيكية حول المركز واستغلال الخبرات المتراكمة. وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي قد وضع خطة لتفعيل قوات خاصة لتخليص الرهائن في خارج البلاد، إلا أن هناك شكوكا بأن توافق الهند على تدخل إسرائيلي عسكري.

ويدعي بعض خبراء مراكز الدراسات الإسرائيلية أن المركز اليهودي كان هدفا ثانويا بوصفه يخص "الشيطان الأصغر"، وأن الهدف هو "الشيطان الأكبر". في المقابل يقول د.يورام شفيتسر، من مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن تنظيم "القاعدة" والتنظيمات التي تدور في فلكها (الجهاد العالمي) يتصاعد اهتمامها بإسرائيل في أعقاب هجمات سبتمبر 2001، حيث تم تسجيل سلسلة هجمات منذ 2002 استهدفت إسرائيليين، بدءا من العملية في مومباسا في كينيا وحتى إطلاق صورايخ كاتيوشا من الأردن ولبنان، علاوة على أن التعاون الأمني المكشوف بين إسرائيل والهند قد وفر الحوافز لتنفيذ عمليات في الهند.


في المقابل، فقد كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن كبار المسؤولين الإسرائيليين، وبضمنهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أن المسلحين لم يصلوا إلى المركز اليهودي بالصدفة، وإنما كان هو الهدف.

ونقل عن ليفني قولها إن المركز اليهودي يقع في شارع جانبي وليس على شارع رئيسي، ومن هنا فإن الفرضية الإسرائيلية تدعي أن المسلحين وصلوا إلى هناك بحثا عن أهداف إسرائيلية وأمريكية وبريطانية.

كما قالت إن الجيش الإسرائيلي قد جهز طائرة خاصة تحسبا لأي تطورات قد تحصل، بيد أنها أضافت أن الهند لا ترغب حتى الآن بالمساعدة الإسرائيلية.

وطلبت ليفني من وزارة الخارجية إجراء اتصالات مع الإسرائيليين للحصول على معلومات دقيقة بشأنهم. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك 32 إسرائيليا في الهند لم يكن بالإمكان إجراء أي اتصال معهم.

وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن مئات الإسرائيليين في منطقة مومباي قد توجهوا إلى مكاتب شركة "ال-عال" في المدينة لجحز تذاكر للعودة إلى إسرائيل. كما هبط يوم أمس، الخميس، في البلاد عدد من الإسرائيليين الذين سارعوا إلى مغادرة المنطقة فورا.

ومن جهتها قالت صحيفة "معاريف" إن مئات الإسرائيليين من السياح ورجال الأعمال قد بادروا إلى إلغاء سفرهم إلى الهند في أعقاب العمليات.

تجدر الإشارة إلى تقارير إسرائيلية سابقة كانت قد أفادت أن عشرات الآلاف من السائحين الإسرائيليين يصلون سنويا إلى الهند، التي وصفت بأنها "الأرض الموعودة" لآلاف اليهود، لدرجة أن بعض القرى الهندية باتت تبدو مثل "الكيبوتسات"، حيث يمكث الإسرائيليون، وخاصة الشبان اليهود بعد الخدمة العسكرية، لأسابيع وأشهر وسنوات، وحال مغادرتهم يحل مكانهم آخرون.

كما تجدر الإشارة إلى تقرير نشرته إحدى أكبر الصحف الهندية حول تصرفات الإسرائيليين في الهند حيث أشارت إلى "تعامل الإسرائيليين المنفر مع السكان المحليين، ومع مرور السنين لم يعمل الإسرائيليون على التقرب من السكان المحليين، ومكوثهم الطويل وتقتيرهم وميلهم للتمايز، وحقيقة احتقارهم بشكل مكشوف للمحليين، كل ذلك خلق المزيد من التوتر.. هم بخيلون ومقترون جداً.. فهم يساومون على كل شيء، حتى على كوب من الشاي.."

كما كتبت الصحيفة أنه "ينظر الإسرائيليون إلى المحليين ككائنات وضيعة، في حين يمتنع الأخيرون عن المواجهة معهم لكون الإسرائيليين عنيفين، خاصة بعد خدمتهم في الجيش، وحتى الشرطة تمتنع عن مواجهتهم، إلا إذا وصلت إلى المكان بقوات كبيرة".

كما نقلت الصحيفة ما قاله أحد الإسرائيليين: "الهنود بدائيون ومتخلفون، إلا أنهم يخدموننا بشكل جيد، تماماً مثلما كان العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل أن يرفعوا رؤوسهم"..


التعليقات