الادارة الامريكية تطالب الحكومة الاسرائيلية بالتفاوض مع الفلسطينيين

قالت صحيفة "هآرتس" اليوم، الاثنين، ان الادارة الامريكية طلبت في الايام الاخيرة الماضية من الحكومة الاسرائيلية بذل جهود من اجل البدء في مفاوضات مع جهة فلسطينية يكون بامكانها تحمل المسؤولية في المناطق التي ستنسحب اسرائيل منها. واضافت الصحيفة ان الادارة الامريكية تؤيد فك الارتباط لكنها اشارت الى ان مسؤولين امريكيين اعربوا عن قلقهم من انسحاب احادي الجانب دون نقل السيطرة الى الفلسطينيين بصورة منظمة. وقالت الصحيفة ان المطلب الامريكي يأتي على اثر تحسبات الادارة الامريكية من سيطرة "جهات اسلامية متطرفة" في قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيل.

وتابعت الصحيفة ان مدير ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلي، دوف فايسغلاس، توجه امس الى واشنطن حيث سيلتقي هناك مع مسؤولين امريكيين. وبحسب "هآرتس" فان فايسغلاس سيبلغ الامريكيين بان رئيس حكومة اسرائيل، اريئيل شارون، "مصر على اقرار خطة فك الارتباط في الحكومة".

واشارت الصحيفة ايضا الى الازمة الحاصلة داخل الحكومة الاسرائيلية، وتوتر العلاقات بين شارون ووزير المالية، بنيامين نتنياهو، على خلفية اقرار خطة فك الارتباط المدرجة. ولفتت الصحيفة ايضا الى انه من المتوقع ان تحصل اليوم، الاثنين، مواجهات بين شارون واليمين خصوصا، في الكنيست التي ستبحث في خطة شارون، اضافة الى التصويت على عدد من اقتراحات نزع الثقة من الحكومة التي تقدمت بها كتل المعارضة.

من جهة ثانية، تناولت الصحف الاسرائيلية استعراض الاوضاع الذي قدمه رؤساء اجهزة الامن الاسرائيلية: قائد هيئة اركان الجيش، موشيه يعلون، قائد شعبة الاستخبارات العسكرية أهرون زئيفي فركاش، ورئيس "الشاباك" افي ديختر. وقال هؤلاء في جلسة الحكومة امس ان الانسحاب من قطاع غزة سيؤدي الى خفض العمليات المسلحة ضد اهداف اسرائيلية. واضافوا ان التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية اضعف من تللك التي في قطاع غزة.

وزعم يعلون انه "على الرغم من ان فك الارتباط سيؤدي الى ظهور قيادة فلسطينية مسؤولة تكون بديلة لعرفات، لكن اذا انسحبنا من غزة بالكامل من دون احاطتها فانه سنكون هناك دولة ارهاب". لكن يعلون اضاف انه من الافضل تنفيذ الانسحاب من غزة مرة واحدة وليس على مراحل.

ومن جانبه قال فركاش ان خطة فك الارتباط تنطوي على احتمالات لوقف الهجمات على اسرائيل اكثر من المخاطر. فيما شدد ديختر على ان الانسحاب من القطاع سيؤدي الى خفض الهجمات ضد اهداف اسرائيلية.

هذا ويستعد اليمين الاسرائيلي لمواجهة امكانية ان ينفذ شارون تهديده باقالة الوزراء المعارضين لخطة فك الارتباط، وخصوصا اذا تم اقالة وزراء الاحزاب اليمينية من دون اقالة وزراء الليكود، بهدف ايجاد اغلبية مؤيدة لخطته داخل الحكومة. وافادت "هآرتس" بان احزاب اليمين ستسعى، في هذه الحالة، الى تجنيد اغلبية داخل الكنيست لاسقاط شارون.