الصحف الاسرائيلية اجمعت على ان فوز بوش جيد لشارون

الصحف الاسرائيلية اجمعت على ان فوز بوش جيد لشارون
اجمعت الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الخميس، على ان "بوش جيد لشارون".

وانتظرت هذه الصحف الاعلان الرسمي بفوز الرئيس الامريكي جورج بوش بولاية رئاسية ثانية لنشر التحليلات والتعليقات حول العلاقة بين نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية واسرائيل.

وكتب المحلل السياسي لصحيفة يديعوت احرونوت، شمعون شيفر، ان المحيطين برئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، "تنفسوا الصعداء" امس. "فقد فاز مرشحهم بولاية ثانية".

واشار الكاتب الى ان "لا احد من المحيطين برئيس الوزراء سيقول علنا مثل هذه الاقوال، لكك على انفراد، كل واحد منهم واجه صعوبة باخفاء رضاه" من فوز بوش.

ورغم ان كلا المتنافسن الامريكيين اطلقا الوعود تجاه اسرائيل، خلال الحملة الانتخابية، الا ان المقربين من شارون قالوا ان ثمة فارق واحد بين هذه الوعود: "بوش كان صادقا بما وعد به، لكننا غير واثقين من ان كيري صدّق الشعارات التي اعدها مستشاروه بهدف جذب الصوت اليهودي".

واعتبر شيفر ان شارون سيحظى "بتأييد جارف" من قبل البيت الابيض، "بعد ان ظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي كمبادر عندما طرح خطوة سياسية (خطة فك الارتباط) بامكانها تحريك العملية السياسية والتقدم نحو سلام مع الفلسطينيين".

ورأى الكاتب انه في اعقاب ذلك "سيقدم بوش الحساب الى الفلسطينيين والاسرائيليين". ولفت الى ان بوش يرغب في ارضاء اوروبا "وعدم الظهور كقوة عظمى تدير سياسة مؤيدة لاسرائيل بصورة مطلقة تماما".

واضاف انه "سيطالب شارون بتسديد جزء من الثمن الذي سيدفعه بوش للاوروبيين، الذين نظروا الى ولايته الاولى على انها كابوس متواصل".

وقال شيفر ان ثلاثة قضايا ستشغل ادارة بوش فيما يتعلق بالشرق الاوسط: العراق وايران وحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

واعتبر انه "كلما كان نجاح الامريكيين، ولو كان ذلك محدودا، في تحقيق هدوء في العراق، كلما كان بمقدوره التفرغ لحل الصراع" الاسرائيلي الفلسطيني، اضافة الى المطالبة باخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية.

من جهة ثانية، نشر المراسل السياسي لصحيفة هآرتس، آلوف بن، مقالا قال فيه ان "شارون راهن على الرئيس بوش".

ولفت بن الى انه على الرغم من شارون "حافظ على الابتعاد عن المعركة الانتخابية الامريكية بشكل علني، وانهمك بمشاغله الداخلية، الا ان الجميع كان يعلم من بين المرشحين يؤيد شارون".
واشار الكاتب الى ان "التحالف مع بوش كان الاساس في استراتيجية شارون منذ ان صعد الى سدة الحكم وقد تمسك بها".

وقال بِن ان "شارون خشي من انه في حال فوز المرشح الدمقراطي، جون كيري، فان طاقم السلام سينهض مجددا، وعندها سيتم اغراق المنطقة بمبعوثين ومبادرات سياسية من واشنطن".

وتابع ان "انتخاب يبوش مجددا يضمن الناحية السياسية لرئيس الوزراء الاسرائيلي".

ورأى بِن ان "بوش سيواصل في دعم العمليات العسكرية الاسرائيلية في الراضي الفلسطينية وتأييد خطة فك الارتباط" وانه "بامكان شارون ان يكون مطمئنا خلال السنة القريبة حتى الانتهاء من تنفيذ الانسحاب من شمال الضفة الغربية وقطاع غزة".

"وحتى بعد فك الارتباط، عندما يبدأ الحديث عن انسحاب اخر من الضفة الغربية"، رأى الكاتب ان "بوش سيكون مريحا اكثر (بالنسبة لاسرائيل) من خصمه المهزوم (كيري)".

وقال بِن انه "من الصعب التفكير في تناقض اكبر من التناقض القائم بين شارون وبوش. فهما مختلفان في الاعمار، وفي خلفيتهما وفي تجربتهما. وهذا (بوش) متدين وذاك علماني بارز.

"لا توجد بينهما صداقة خاصة ولا محادثات هاتفية ليلية. وتبدو اللقاءات بينهما والتصريحات خلالها كأنها منسقة مسبقا. والحوار بينهما يتم غالبا عبر مساعديهما، دوف فايسغلاس وكوندوليزا رايس".

لكن المشترك بين شارون وبوش، بحسب بِن، هو "وجهة النظر بالتعامل بقوة اضافة الى تشابه معين في اسلوب القيادة. كلاهما يفضلان العمل مع مجموعة صغيرة من الاشخاص المخلصين لهما والتركز بقضايا مركزية قليلة".

واشار الكاتب الى ان الموظفين في مكتب شارون فرحوا، امس، لدى اعلان النتائج عن فوز بوش، وهؤلاء "ينتظرون الان التغييرات المتوقعة في الادارة الامريكية".

وقال الكاتب ان "التعييينات المفضلة (بالنسبة لاسرائيل) هي ان تكون رايس وزيرة الخارجية، وان يتم تعيين نائبها الحالي، ستيف هيدلي، مستشارا للامن القومي".

ولفت الى انه قد يتم تعيين مسؤول الملف الاسرائيلي في مجلس الامن القومي الامريكي، اليوت ابرامس، سفيرا في اسرائيل بدلا لدان كرتزر، الذي سينهي مهامه في اسرائيل في الصيف القادم.

واضاف ان "المرشحين الاخرين للترقي في مناصب حكومية في الادارة الامريكية، مثل مساعد وزير الدفاع، بول وولفوفيتس، وبوب بلاكويل، هما اصدقاء بارزون لاسرائيل".

من جانبه اعرب المحلل السياسي في صحيفة معاريف، بن درور يميني، عن قلقه من ان ضررا سيلحق باسرائيل بسبب فوز بوش "لان هذا سيؤدي الى تعميق الشرخ في الغرب (بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي) في وقت نحن بحاجة الى دعم دولي موحد لدولة يهودية ودمقراطية الى جانب دولة فلسطينية".
وتساءل الكاتب فيما اذا كان بوش، فعلا، يقود العالم الحر اصلا، وبضمن ذلك الشرق الاوسط، الى مكان آمن.


وقال انه في هذه الاثناء لم يتحسن شيئا في هذا العالم. "صحيح انه تم القضاء على صدام حسين لكن هذا الاخير لم يشكل خطرا على امن العالم. والغرب لم يعاني منه في واقع الامر".


وتابع يميني ان "زيادة الضغوط الامريكية على اسرائيل بخصوص البؤر الاستيطانية العشوائية سيساعدنا في الحرب ضد فلسطيني الكبرى او اسرائيل الكبرى التي تزحف نحونا".
واعتبر ان لا مبالاة ادارة بوش ستؤدي الى نتيجيتين: "استمرار اقامة البؤر الاستيطانية العشوائية والى تعميق العداء للولايات المتحدة".

ورأى ان "اسرائيل بحاجة الى دعم الغرب، لكن الغرب منقسم على نفسه بسبب بوش".

التعليقات