الصحف الاسرائيلية ترسم سيناريوهات "ما بعد حقبة عرفات"

الصحف الاسرائيلية ترسم سيناريوهات
افردت الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الجمعة، غالبية صفحاتها الاخبارية لقضية مرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وخروجه للعلاج في فرنسا.

وغرقت هذه الصحف في بحر من التحليلات حول ما ستؤول اليه الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، مرجحة في الوقت ذاته ان "حقبة عرفات قد انتهت"، وتطرقت الى "صراعات سياسية" في صفوف قياديين فلسطينيين ولمعسكرات داخل حركة فتح.

وتناولت مقالات تحليلية اخرى تأثير مرض عرفات وامكانية غيابه عن الساحة على اسرائيل، من خلال طرح سؤال مركزي، هو: هل ستتغير قواعد اللعبة بعد عرفات؟

ورجح المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، زئيف شيف، انه "من غير المؤكد ان رئيس الوزراء (الاسرائيلي)، ارييل شارون، يريد ان يغيب رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، عن مسرح الاحداث الان، وينقل مقود القيادة الى زعيم فلسطيني اخر".

واوضح شيف ان "رحيل عرفات الان هو ايضا رحيل فكرة اللا شريك فلسطيني. انه غياب الحجة بان الخطوات السياسية الاسرائيلية الاساسية، مثل الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، يجب ان تكون احادية الجانب".

واعتبر الكاتب انه "من ناحية شارون، من الافضل ان تكون المراحل القادمة لخطته احادية الجانب، فيما عرفات الضعيف ينظر من المقاطعة الى ما يحدث".

واضاف انه "من غير المؤكد ان تكون مصلحة شارون متطابقة مع المصلحة الاستراتيجية لاسرائيل".

وقال شيف "كأن توقيت التدهور الخطير في صحة عرفات تم على ايدي مُخرج سياسي. فهذا يحصل بعد ان اقر الكنيست باغلبية الاصوات خطة شارون لفك الارتباط. وفيما الولايات المتحدة عشية انتخابات يمكن ان توصل الى البيت الابيض رئيس جديد، او ان يقرر الرئيس الحالي (في حال انتخابه مجددا) اتخاذ خط مختلف تجاه الفلسطينيين بعد رحيل عرفات".

واضاف ان "الربط بين هذه الاحتمالات الثلاثة يخلق مفترق طرق سياسي، وربما فرصة سياسية جديدة، وامكانية ظهور قيادة فلسطينية جديدة تعمل بحزم، بالتنسيق مع اسرائيل، على وقف الارهاب واجراء اصلاحات في اجهزة الامن".

وتابع شيف "اذا كان هذا حقا نهاية حقبة عرفات، فانه من المتوقع ان تسمع اسرائيل، بداية من جهة اوروبا وبعدها من جهات سياسية مختلفة، (المطالبة) ان عليها الشروع في مفاوضات مع القيادة الفلسطينية الجديدة، واولها التفاوض حول خطة فك الارتباط".

ورأى انه "اذا كان خليفة عرفات هو ابو مازن (رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، محمود عباس)، فستكون هناك فرصة امام اسرائيل بعدم تكرار الاخطاء التي ارتكبتها تجاهه ومساعدته على الفور، لكي يصبح شريكا جديا والا يخضع لظل عرفات. والامر ذاته ينسحب ايضا على ابو العلاء (رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي، احمد قريع)، الذي يمتنع عن القيام باي عمل".

ومضى شيف ان "على الفلسطينيين (في هذا الوضع) وقف العنف ومحاربة الارهاب، أي حماس والجهاد الاسلامي، اللذان يرفضان وقف القتال ضد اسرائيل".

واعتبر ان "مصر يمكنها القيام بدور مركزي في هذه الناحية، بواسطة تحقيق وقف اطلاق نار في الجانب الفلسطيني ووقف اطلاق نار عموما".

واضاف "ثم على الفلسطينيين تنفيذ الاصلاح الذي التزموا به في خارطة الطريق: تقليص عدد اجهزة الامن الى ثلاثة تكون خاضعة لرئيس الحكومة او وزير الداخلية في السلطة الفلسطينية.

"انطلاق تجديد المفاوضات واعادة الهدوء لا يتم عبر العودة الى اتفاقات واهية، كما حدث في طابا، وانما الالتزام بخارطة الطريق، التي التزم بها الطرفان بتحفظ.

"ووفق خارطة الطريق بامكان كلا الطرفين العودة الى المفاوضات الان".

التعليقات