العدوان على لبنان والعدوان على غزة سبب انهيار حزب "ميرتس"

-

العدوان على لبنان والعدوان على غزة  سبب انهيار حزب
يدور اليسار الصهيوني في فلك «المشروع الصهيوني» ولا يتجاوز الخطوط الرئيسية له. وتبدتت في السنوات الأخيرة الفوارق بين اليسار واليمين. لذلك بدأ حزب "ميرتس" منذ عام 2000 يفقد بعضا من تميزه والانخراط في دائرة الإجماع الإسرائيلي، حتى تلاشت الفوارق بينه وبين حزبي العمل وكاديما في القضايا السياسية. وانهار انهيارا مدويا في الانتخابات الأخيرة.

تستعرض عضو الكنيست السابقة عن حزب ميرتس، زهافا غالؤون، في مقابلة مطولة مع صحيفة "هآرتس" أسباب انهيار «اليسار» الإسرائيلي وتراجعه في الانتخابات الأخيرة. وترى أن محطتين مفصليتين ساهمتا بشكل كبير في فقدان الحزب تميزه وبريقه على حد وصفها: تأييد الحرب على لبنان، وتأييد الحرب على غزة.

وقالت غالؤون أن الحزب «بدأ يحتضر عام 2000 وتوفي عام 2009». مضيفة
أن تأييد حزب ميرتس للحرب على لبنان والحرب على غزة وضعاه في دائرة الإجماع الصهيوني، في حين كان يتطلب منه أن يتميز حتى لو على حساب مواقف لا تلقى التأييد. وسرعان ما أصبح الحزب متكلسا ومملا.

وتوضح أن قادة الحزب اتخذوا مواقف متشددة مؤيدة للحرب على لبنان، وتكشف أن يوسي بيلين قال في اجتماع خلال الحرب إنه يجب « قصف سوريا أيضا إذا تطلب الأمر». وتؤكد أن حاييم أورون وأفشالوم فيلان كانا من أشد المتحمسين للحرب، والوحيد الذي أيد موقفها المعارض هو ران كوهين.

وتضيف غالؤون أن ميرتس ومؤيديها دعموا الحرب ومنحوها الشرعية، مما أزال الفوارق بين ميرتس وكاديما وجعل مصوتي ميرتس يفضلون التصويت لتسيبي ليفني لأنها تقود الحزب الأكبر الذي يمكنه وقف زحف بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة.

وترى غالؤون أن ميرتس فقدت طريقها وجاذبيتها، التي تمتعت بها في حقبة قيادة شولاميت ألوني. كما تكشف عن وجه آخر ليوسي بيلين الذي يحب أن يظهر بمظهر رجل السلام، وتقتبس عنه جملة كان يرددها باستمرار خلال النقاشات: "أن لست أقل وطنية من أفيغدور ليبرمان".

وقالت غالؤون أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت استطاع وضع قادة ميرتس تحت جناحه، وشل قدرتهم على إبداء مواقف موضوعية، من خلال اجتماعاته المتكررة معهم وحديثه عن المفاوضات مع الفلسطينيين. وتقول أن أولمرت وليفني تبنيا شعارات السلام وخاضا حربين خلال ثلاث سنوات. وأنهما "استطاعا التلاعب بالجمهور بالقول إنهما "يصنعان السلام"، وفي الوقت ذاته يشنان الحروب التي عادت بالفائدة على اليمين. وتتابع: " لا يكفي الخطاب عن السلام. ما قيمة الخطاب وأنتم تشنون الحروب وتواصلون البناء في المستوطنات ولا تخلون البؤر الاستيطانية العشوائية ".

إلا أن غالؤون نفسها تقر بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وشن الحرب ولكنها كان يتوجب عليها استنفاذ الوسائل السياسية والديبلوماسية.

لا يقر اليسار بمسؤولية إسرائيل عن الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني وأنه ضحية المسروع الصهيوني في فلسطين، وليس هناك بوادر أنه في الطريق إلى ذلك، بل إلى مزيد من الزحف نحو المركز والإجماع الصهوني.


التعليقات