"المجلس للأمن القومي لا يزال في حاضنة الأطفال الخدج"..

-

كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ما يسمى "المجلس للأمن القومي" الذي يفترض أن يكون المستشار المركزي لرئيس الحكومة، لا يزال على ما هو عليه مثلما كان في حرب لبنان، حيث أن أولمرت يكاد لا يشرك المجلس في الاستعدادات لمؤتمر أنابولس.

وقالت الصحيفة إن المجلس الذي يفترض أن يكون "الدماغ" المركزي والمستشار لرئيس الحكومة في القضايا السياسية والأمنية لا يزال خارج دائرة اتخاذ القرار.

أقيم المجلس للأمن القومي في العام 1999، من أجل تركيز توصيات الجيش والموساد والشاباك، وتحويلها إلى وثيقة تساعد رئيس الحكومة في اتخاذ القرار. وكانت لجنة فينوغراد قد هاجمت في تقريرها غير النهائي رئيس الحكومة لكون لم يقم بالتشاور مع المجلس خلال الحرب، كما أوصت اللجنة بتقوية المجس.

وتابعت الصحيفة أنه وخلافا لتوصيات فينوغراد فإن رئيس الحكومة لم يشرك المجلس للأمن القومي في التحضيرات لما أسمته "الحدث السياسي الأكبر في تاريخ أولمرت، وهو مؤتمر أنابولس. وبدلا من إطلاع المجلس للأمن القومي على المعطيات، فإن كل جهة حكومية ذات صلة بالتحضيرات للمؤتمر، مثل وزارة الخارجية والشاباك وشعبة التخطيط في الجيش، ترسل بتوصياتها بشكل منفرد إلى رئيس الحكومة. ويواصل أولمرت بذلك التقليد الذي اتبعه سابقوه في تجاهل المجلس للأمن القومي.

كما أشارت الصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي، إيلان مزراحي، الذي يفترض أن ينهي مهام منصبه بعد سنتين، يتجنب الحديث علانية عن عدم إشراك المجلس الذي يترآسه في أي عملية سياسية أو أمنية مهمة.

ونقل عن كبار المسؤولين في المجلس قولهم إن "مكتب رئيس الحكومة قد جعل من مجلس الأمن القومي نكتة سيئة. فالحكومة قد منحت المجلس صلاحيات لإرضاء لجنة فينوغراد، إلا أن المجلس ظل مستبعدا على أرض الواقع".

ونقل عن مكتب أولمرت أن الأخير يقوم باستدعاء مزراحي للاستماع إلى رأيه، إلا أنه مثل سابقيه يفضل العمل مع مستشاريه يورام طوربوفيتش وشالوم تورجمان.

وفي المحادثات التي أجريت في واشنطن، بين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وبين مبعوثي أولمرت، مثل إسرائيل طوربوفيتش وتورجمان والمدير العام لوزارة الخارجية أهارون أبراموفيتش، ورئيس شعبة التخطيط في الجيش عيدو نحوشتان، أما ممثلو المجلس للأمن القومي فسوف يبقون في البلاد، ولم يشارك أحد من المجلس في المباحثات التي سبقت مغادرة الوفد الإسرائيلي.

وكتب "إيتان هابر" في الصحيفة أن "المجلس للأمن القومي قد ولد جنينا ولا يزال يعيش في حاضنة الأطفال الخدج"، فأولمرت، بحسبه، لا يختلف عن سابقيه، فهو متشكك، ولا يوجد احتمال بأن يقوم رئيس الحكومة بإشراك آخرين بالمعلومات السرية الموجودة بحوزته، كي لا يشركهم في سلطته.

التعليقات