المخاوف الإسرائيلية من الرد على اغتيال عماد مغنية تتصاعد والجيش يخشى من تجدد الحرب..

تحذيرات إلى الإسرائيليين الماكثين خارج البلاد * تقرير سري يتضمن سيناريو حرب يسقط فيها مئات القتلى وآلاف الجرحى، وصواريخ على الجليل وحيفا والمركز، ويشارك فيها حزب الله وسورية وإيران..

المخاوف الإسرائيلية من الرد على اغتيال عماد مغنية تتصاعد والجيش يخشى من تجدد الحرب..
نشرت الوحدة المسماة "وحدة مكافحة الإرهاب" يوم أمس، الإثنين، صورة محتلنة وشاملة للتحذيرات الموجهة للإسرائيليين الماكثين خارج البلاد. وأشارت الوحدة إلى أنه في ظل الظروف الجديدة التي نشأت في أعقاب اغتيال القيادي في حزب الله، عماد مغنية، قبل 40 يوما، فإنه يجري التأكيد على مختلف التحذيرات.

ونصحت الوحدة المذكورة الإسرائيليين في الخارج بالامتناع، قدر الإمكان، عن المكوث في تجمعات كبيرة. كما وجهت الوحدة تحذيرات شديدة بشأن احتمال اختطاف إسرائيليين، بضمنهم رجال الأعمال، وخاصة ذوي العلاقات مع رجال أعمال عرب أو مسلمين.

وضمن التوصيات التي وجهت للإسرائيليين، جاء أنه يجب إبداء التيقظ والحساسية العالية تجاه أي ظاهرة غير عادية، والامتناع عن زيارة دول عربية أو إسلامية تسري عليها التحذيرات أو المكوث فيها، ورفض أي عرض مغر غير متوقع، ورفض تلقي هدايا غير متوقعة، ورفض عروض الترفيه المجانية التي تعرض من جهات "مشبوهة أو "غير معروفة"، ورفض دعوات لإجراء لقاءات غير متوقعة، وخاصة في أماكن نائية، والتشديد على إجراء لقاءات مع مرافقين مؤتمنين.

وتضمنت التحذيرات أسماء عدة دول، غير واردة ضمن قائمة الدول التي ينصح بعدم السفر إليها، إلا أنه يوجد تهديدات محتملة قد تحصل. وأوصت "وحدة مكافحة الإرهاب" الإسرائيليين باتخاذ وسائل حذر خاصة لدى زيارة هذه الدول أو المكوث فيها، مثل الفليبين وتايلاند وتركيا وأوزباكستان.

كما جاء أنه تم تقسيم العالم بموجب "مستوى التهديدات"، بحيث تم وضع إيران وأفغانستان وكولومبيا في أعلى المستويات، مستوى "عال جدا". وتم التأكيد على تجنب زيارة إيران وأفغانستان. أما بالنسبة للإسرائيليين المرتبطين بالنظام الكولومبي، في "مجالات أمنية" مختلفة فقد طلب منهم تجنب إبراز هويتهم الإسرائيلية واستخدام وسائل النقل الجوية والتحرك في الشوارع الرئيسية نهارا فقط، والامتناع عن زيارة أماكن تعتبر خطرة.

أما أندونيسيا وماليزيا وباكستان فقد تم تصنيف مستوى التهديدات فيها بأنه "عال"، وطلب من الإسرائيليين عدم زيارة هذه الدول والخروج منها بأسرع وقت. وبالنسبة لكينيا فهناك تهديدات عينية أساسية، وطلب عدم زيارتها.

وطلب من الإسرائيليين أيضا تأجيل زياراتهم غير الضرورية إلى بنغلادش ونيجيريا وطاجاكستان بسبب وجود "تهديدات محتملة مستمرة".

كما جرى تقسيم الدول العربية، بحيث تم اعتبار التهديدات "عينية وعالية جدا" في العراق والسودان والأردن وسورية ولبنان والصومال واليمن. واعتبرت التهديدات "عالية" في الجزائر وجيبوتي والسعودية. وتم تصنيف كل من الكويت والإمارات وتونس وقطر والمغرب وتشاد والبحرين ضمن "تهديدات عينية أساسية"، أما ليبيبا وعمان فقد وضعت تحت قائمة "تهديدات محتملة مستمرة".

إلى ذلك، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة صباح اليوم، أن مصادر عسكرية إسرائيلية باتت على قناعة بأن حزب الله سوف يقوم بتنفيذ عملية انتقامية. وأكدت المصادر ذاتها على أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه من غير المحتمل أن يتم تنفيذ العملية في الأيام القريبة.

وتوقعت المصادر ذاتها أن عملية حزب الله المذكورة، سواء تم تنفيذها في إسرائيل أو في العالم، من الممكن أن تؤدي إلى تجدد المواجهات مع إسرائيل في جنوب لبنان.

وتتضمن تقديرات المصادر العسكرية الخشية من تنفيذ عملية أسر لجنود على الخط الحدودي أو التعرض لكبار الضباط أو التسلل إلى إحدى المستوطنات أو إحدى المنشآت العسكرية الاستراتيجية.

وأضافت الصحيفة أن قيادة الشمال العسكرية تستعد لمثل هذه الاحتمالات، وفي أعقاب ذلك تم رفع حالة التأهب في منطقة الشمال.

وفي سياق ذي صلة، تشير تقديرات عسكرية إسرائيلية إلى أن حزب الله ومنذ الحرب الأخيرة على لبنان قام بتعيين ضباط جدد، وأنه، أي حزب الله، قد عزز من قوته بناء على الدروس المستخلصة من الحرب.

كما أشارت إلى أن حزب الله يرصد تحركات الجيش الإسرائيلي في الشمال بشكل يقظ ومتواصل، وفي الوقت نفسه يتجنب دهورة الوضع إلى حد إطلاق النار. وفي السياق ذاته أشارت المصادر ذاتها إلى أن حزب الله لدى تخطيطه لعملية الرد على اغتيال مغنية فإنه يأخذ بالحسبان عدم دهورة الوضع إلى حالة حرب.

وكانت قد عنونت الصحيفة صفحتها الأولى بأن الجيش الإسرائيلي يخشى أن تؤدي "عملية حزب الله" إلى اندلاع الحرب في الشمال.

وقد تطرقت الصحيفة إلى أحد السيناريوهات المتوقعة، مشيرة إلى "مئات القتلى وآلاف الجرحى وصليات صواريخ على المركز وعلى المدن الرئيسية، وشل مطار اللد، وقصف السكك الحديدية والشوارع بدون توقف، وانقطاع التيار الكهربائي في البلاد لساعات طويلة، وانهيار شبكة المياه في مناطق بأكملها، وتغيب أكثر من 60% من العمال عن أماكن عملهم، وإغلاق المدارس والجامعات، ومغادرة العمال الأجانب إلى بلادهم، وهبوط حاد في أسعار البورصة وارتفاع حاد في سعر الدولار".

وأشارت الصحيفة إلى تقرير سري تم توزيعه على مختلف الوزارات والسلطات المحلية يتضمن تفصيلا لسيناريوهات الحرب المحتملة. والإشارة إلى سيناريوهات خطيرة جدا.

وبحسب التقرير فإن الحرب المتوقعة ستستمر لمدة شهر، وتشارك فيها سورية في القتال على جبهة الجولان، وإطلاق صورايخ سكاد كثيرة باتجاه الجبهة الداخلية، في حين يطلق حزب الله من لبنان آلاف الصورايخ باتجاه الجليل وحيفا، وأخرى بعيدة المدى باتجاه المركز، ويشارك الفلسطينيون في مواجهات محدودة نسبيا في إطلاق صواريخ قصيرة المدى من قطاع غزة وعمليات من الضفة الغربية، مثل العمليات الانتحارية.

وبحسب السيناريو نفسه فإن إيران سوف تشارك في "الصورة"، ولكن ليس من خلال إستخدام أسلحة غير تقليدية، وإنما من خلال إطلاق عدد صغير من صورايخ أرض – أرض من أراضيها.

كما يتضمن التقرير احتمال تنفيذ هجمات جوية على أهداف عسكرية واستراتيجية، وقصف منشآت البنى التحتية، ومحاولة خطف إسرائيليين.

ويشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد القتلى إلى 100-230 قتيلا، في حين يصل عدد الإصابات إلى 1900-3200 مصاب، و5000-8000 حالات إصابة بالهلع. وفي حال استخدام غازات كيماوية ( مثل غاز السارين والخردل)، فمن المتوقع أن يصل عدد الإصابات إلى 16 ألفا، بينهم 1200 في حالة خطيرة جدا. وكنتيجة للقصف الصاروخي والتلوث الكيماوي وهدم المنازل فسوف تضطر الدولة إلى إخلاء 169-227 ألفا من بيوتهم، وستستغرق هذه العملية شهورا طويلة، كما سيسعى 100 ألف شخص إلى مغادرة البلاد، بحسب التقرير.

التعليقات