الوف بن في "هآرتس": الهدوء النسبي سيتيح لشارون وبوش التفرغ للصراع دفاعا عن البقاء على الحلبة السياسية

الوف بن في
اعتبر المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، الوف بن، ان الهدوء السائد الآن، في اعقاب الهدنة، يعتبر مريحا لجميع الاطراف ، اضافة الى ان مستقبل رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، يتراوح الآن بين نوعين من الهدوء. فمن جهة هناك الهدوء الامني الذي ساد في أعقاب الهدنة الفلسطينية، ومن جهة ثانية هناك صمت ابنه جلعاد خلال التحقيقات البوليسية – تحت غطاء مطلق من الصمت العام الذي ينتهجه رئيس الحكومة ومكتبه ازاء التحقيقات.

ويرى الكاتب ان وقف النار الذي اعلنه الفلسطينيون، يعتبر مريحا لشارون، رغم تحذيرات جهاز الشاباك والجيش من ازدياد قوة التنظيمات المسلحة. كما يشعر الجمهور الاسرائيلي بالرضى نتيجة الهدوء، فيما استعاد الاقتصاد نشاطه، ولا تتعرض الحكومة الى ضغط حقيقي لاتخاذ قرارات صعبة. ويقول، "يحتمل أن شارون يريد التوصل الى اتفاق سياسي، كما صرح، وانه على استعداد حقا، لتقديم التنازلات المؤلمة "في ملكوت موطن الشعب اليهودي" لكنه لا يجد، في هذه الاثناء، شريكا فلسطينيا لهذا الاتفاق، وكما في العامين ونصف العام السابقة، تهدف جهوده كلها الى اكتساب الوقت والاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من حرية العمل، فساعة الحسم بالنسبة له، لم تحن بعد".

"كما ان جورج بوش يتصرف بحذر. فبعد تدخله الذي قاد الى المصادقة على خارطة الطريق وعقد قمة العقبة، يبدو ان الرئيس الاميركي يكتفي بالانجاز الآني للهدنة ويتحفظ من القيام بخطوات بعيدة المدى، من شأنها توريطه. فبوش لا يحلم بالحصول على جائزة نوبل للسلام، لقد كان هدفه وما زال، يكمن في ازالة قضية الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني عن قائمة المشاكل الضاغطة، وصد الانتقادات التي وجهت اليه بسبب ما يبديه من عجز امام سفك الدماء المتواصل. ولذلك، اعلن انه يتحتم على الفلسطينيين محاربة "الارهاب" قبل حصولهم على مطالبهم المتعلقة بالمستوطنات وغيرها من القضايا الصعبة".

ويعتبر الكاتب أن "الهدنة مريحة للسلطة الفلسطينية، أيضا، لانها لا تريد الدخول في مواجهة مع حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى". ويضيف "لقد تحدث نبيل شعث وسيلفان شالوم، بقلوب مفتوحة، يوم الاحد، حول المصاعب السياسية للجانبين وارتداعهما عن الدخول في مواجهات داخلية - الفلسطينيون مقابل التنظيمات، واسرائيل مقابل المستوطنين".

ويضيف: "في مثل هذه الاجواء يريد الجميع استمرار الهدنة من خلال تبادل الاتهامات حول الجمود الذي يشهده تطبيق خارطة الطريق.

ويرى الكاتب ان "ابومازن، ورغم عدم اعتباره شخصية جذابة، ويحوم الشك حول مدى سيطرته على ما يجري في السلطة الفلسطينية، الا انه تمكن بمساعدة وزير ماليته، سلام فياض من تدمير المكانة المنفردة التي حظي بها شارون في البيت الابيض، وجعل الجدار الفاصل بمثابة شوكة مزعجة بين واشنطن والقدس". ويضيف : "ان بوش لا يسارع الى الدخول في مواجهة مع شارون ومؤيديه اليهود عشية الانتخابات الاميركية وفي الشهر الذي زار فيه 60 نائبا من الكونغرس والسينات القدس. لكن التهديد بتقليص تكلفة اقامة الجدار من الضمانات الاميركية ما زال مطروحا على الطاولة، وكذلك ما زال مطروحا تهديد شارون باقامة الجدار في مستوطنة اريئيل، اذا استؤنفت الانتفاضة".

ويخلص الكاتب الى القول ان الهدوء النسبي سيتيح لشارون وبوش التفرغ لمعارك الصراع دفاعا عن البقاء على الحلبة السياسية، حيث سيخوض الرئيس الاميركي صراعا في مواجهة الاقتصاد الاميركي الذي يراوح مكانه، والادعاء بأنه خدع شعبه في الطريق الى العراق، فيما سيواجه شارون الشرطة والنيابة العامة"، في تلميح الى احتمال التوصية بالتحقيق معه في الملفات الكثيرة التي باتت مفتوحة ضده.

التعليقات