الوف بن، في "هآرتس": اسرائيل تقترب من العمل ضد عرفات

الوف بن، في
يرى المحلل السياسي لصحيفة هآرتس، ألوف بن، في مقاله اليوم (الجمعة)، ان القرارات التي اتخذها الطاقم الوزاري السياسي - الامني الاسرائيلي، بعد عملية القدس، تعبر عن تغيير في الاستراتيجية الاسرائيلية ازاء المواجهات مع الفلسطينيين. وذكر بأن اسرائيل كانت في السابق، تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية الحفاظ على الهدوء، وتعمل ضدها حتى عندما كان رجالات حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الأقصى هم الذين ينفذون العمليات.

اما الآن، يقول بن، "فقد تغير التوجه، اذ باتت اسرائيل توجه ضغطها العسكري ضد التنظيمات "الارهابية" مباشرة، فيما ستكتفي بممارسة الضغط السياسي على السلطة. فلقد فهموا في القدس انه يجب الحفاظ على التظاهر بالتمسك بالعملية السياسية ومنع انهيار حكومة ابو مازن. ولقد تم عرض التعرض لقادة حماس على انه "مساعدة للسلطة" كي تتمكن من بذل جهود اقل في مواجهة "الارهاب"، اذا قررت محاربته. لكن هذه مجرد دعاية، فلقد اوضحت اسرائيل، في الواقع، انها لا تثق بالقيادة الفلسطينية ولا تتوقع شيئا منها."

ويضيف بن: "لقد رفض رئيس الحكومة شارون، منح مهلة لابو مازن ومحمد دحلان كي يعملا ضد "الارهاب". فقد كانوا يعرفون في الطاقم الوزاري بأن كل تأخير يمكنه أن يؤدي الى الغاء العملية، لأن شرعية الرد الاسرائيلي تفقد من قوتها اذا مرت فترة زمنية على وقوع العملية الانتحارية. وقدر اعضاء الطاقم الوزاري بأن ما يريده الفلسطينيون هو اكتساب الوقت حتى تتبخر العملية الاسرائيلية من تلقاء ذاتها".

ويرى الكاتب ان " استئناف عمليات الاغتيال لا يشكل الضربة القصوى التي سينالها الفلسطينيون، فهم، برأيه، سيعانون اكثر جراء المصادقة على بناء السور الذي يسمى حاضن القدس، والذي سيمنع الفلسطينيين من دخول المدينة، وسيرسم الحدود البلدية للقدس الموحدة. فهذا المشروع سيقطع اوصال الاحياء العربية ويبعد فرص اعادة تقسيم المدينة".

ويقول بن "ان الادارة الاميركية لم تفرض قيودا على شارون وعلى الرد الاسرائيلي، وان التقاء الموفد جون وولف والسفير دان كريتشر مع مدير مكتب رئيس الحكومة، دوف فايسغلاس، وكذلك المحادثة الهاتفية التي اجرتها مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي، كوندوليسا رايس، مع فايسغلاس، كانت تهدف الى سماع ما تنوي اسرائيل القيام به ردا على عملية القدس. ويصر الاسرائيليون في مكتب شارون على انهم لم يسمعوا من الاميركيين اي طلب بالانضباط او التحلي بالصبر".

ويضيف ان وولف سارع، امس الاول، الى الضغط على الفلسطينيين بالذات، لأنه شعر بأن مهمته تقف على حافة الانهيار تماما كما حدث لمهمة انتوني زيني. لكن فرصه ضئيلة جداً، يقول الكاتب، اذ ان خارطة الطريق ماتت موتا سريريا بعد عملية القدس، وتبدو محاولات احيائها واهية. ويقول ان الادارة الاميركية التي ستدخل، منذ الآن، في سنة الانتخابات، ستستصعب خلق حالة من الضغط المقنع".

ويخلص الكاتب الى القول "انه يتضح من قرارات الطاقم الوزاري ان اسرائيل تقترب من العمل ضد عرفات مباشرة. فلقد كانت الاجهزة الامنية موحدة في رأيها القائل بأنه يشكل العامل الاساسي الذي يمنع محاربة الفلسطينيين لـ"الارهاب". ويقول انه حتى الوزير ابراهام بوراز، الذي عارض العملية العسكرية، قال انه يجب التفكير بما يجب عمله ضد عرفات."

وبرأي بن "لقد فهموا في القدس من توجه كولين باول الى عرفات كي يساعد ابو مازن، على انها رسالة تحذير لعرفات برفع الحصانة السياسية عنه اذا واصل الاعيبه"، وان واشنطن ستتركه تحت رحمة اسرائيل، هذا في وقت لا يوجد فيه في الحكومة الحالية من يدافع عن عرفات".

التعليقات