اليسار الاسرائيلي يتخبط في تبرير دعمه لخطة شارون، واليمين يرنو الى ما بعد التصويت عليها

اليسار الاسرائيلي يتخبط في تبرير دعمه لخطة شارون، واليمين يرنو الى ما بعد التصويت عليها
تناولت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في تقريرين منفصلين نشرتهما اليوم (الاحد)، ما يحدث في معسكري اليمين واليسار الاسرائيليين عشية تصويت الكنيست على خطة الفصل التي طرحها رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، والمنتظر ان تصوت الكنيست عليها، بعد غد الثلاثاء.

وفي تقرير تحت عنوان: "التحدي في معسكر اليسار - كيف سيمثل الغالبية الداعمة لخطة الفصل والبقاء يساراً"، تناولت ليلي جليلي، حالة التخبط التي يمر بها اليسار الصهيوني الاسرائيلي بين دعم خطة شارون، والحفاظ في الوقت ذاته على المعارضة .

وتستعرض جليلي جانبا من النشاط الذي ستنظمة حركات "يسارية صهيونية" امام الكنيست، يوم غد الاثنين، دعما لخطة الفصل، مشيرة الى قرار مقر ما يسمى "وثيقة جنيف" الامتناع عن المشاركة في هذه النشاطات، رغم مشاركة رئيس المجموعة، يوسي بيلين فيها، بصفته رئيسا لحركة ياحد التي قررت دعم الخطة والتصويت الى جانبها في الكنيست. ويقول غادي بلتيانسكي، المدير العام لمقر المجموعة ان مجموعته لن تتظاهر ضد خطة فك الارتباط، ولا تأييدا لها، مضيفا: "اننا ندعم كل ما يساهم في تحقيق التقدم نحو الاتفاق الدائم، لكن هذا لا يحققه الانفصال من جانب واحد. دعم الفصل يلعب الى ايدي المستوطنين من خلال عرض كاذب يظهر وكأن شعار "الفصل يمزق الشعب" يعكس تمزقا بين اليمين واليسار، بينما يقوم التمزق بين المستوطنين والحكومة. في اللحظة التي يرفع فيها اليسار (الصهيوني) هذه الراية يساهم، فقط، في تضخيم صدمة الاخلاء".

وبرأي جليلي، فإنه على الرغم من الدعم الشخصي لعدد من قادة "وثيقة جنيف" لفك الارتباط، الا انهم يلتزمون وراء الكواليس، بعدم دعم الخطة التي "تساهم باضعاف العناصر المعتدلة في المعسكر الفلسطيني".

يشار الى ان حركة "سلام الآن" ستشارك في النشاطات المساندة للخطة امام الكنيست، اضافة الى حزب العمل الذي اعلن دعمه غير المشروط للخطة. وتقول الكاتبة ان "الحملة الاعلامية العاصفة التي يديرها المستوطنون ضد الخطة دبت الحياة في صفوف اليسار المنهك.

لكن المشكلة التي يواجها معسكر اليسار حاليا، هي رغبته بتمييز نفسه عن اليمين، من خلال الزعم بأنه يمثل في هذه المسألة رغبة غالبية الشعب، الذي لا ينتمي بالذات، الى معسكر اليسار الصهيوني. وتعتقد الحركة الجديدة "الحركة الاسرائيلية من اجل الانفصال"، ان التعبير عن هذا التمثيل يمكنه ان يتم من خلال رفع علم واحد - العلم الاسرائيلي وعليه كلمة "انفصال" - في كل التظاهرات المشتركة للمناصرين للخطة . وبرأي داني عطار، رئيس المجلس الاقليمي جلبواع، الذي بادر الى تشكيل ههذ الحركة، "يمكن لهذا العلم ان يوحد الجميع، بما في ذلك الكثير من رجال الليكود". لكن الحركات اليسارية، تقول جليلي، "تستصعب استيعاب رسالة الراية الموحدة التي ترفعها الحركة من اجل الانفصال، والتحرر في الوقت ذاته من التقسيمة الحزبية. كما يستصعب اليسار استيعاب حقيقة ان المقصود هذه المرة ليس استفتاء، وانما غالبية تتجاوز الانتماء الحزبي.

في المقابل يكتب نداف شرجاي عما يحدث في معسكر اليمين، عشية التصويت على خطة الانفصال في الكنيست، مشيرا الى ان العمل المكثف من اجل اجراء استفتاء عام حول خطة الفصل سيتواصل خلال الايام القادمة دون اي علاقة بالتصويت الذي ستجريه الكنيست على الخطة، بعد غد الثلاثاء.

وحسب الصحيفة، يقوم الوزراء والجهات الاستيطانية المعارضة للخطة بمواصلة العمل على مسارين، الاول، يقود حتى التصويت في الكنيست، بعد غد الثلاثاء، والثاني، وهو الاهم بالنسبة للمستوطنين، فهو مواصلة الحملة الاعلامية والضغط من اجل اجراء استفتاء شعبي او انتخابات عامة.

ويقول الكاتب: يدرك اليمين انه خسر التصويت على الخطة، ويعمل الآن على تقليص الفارق بين المؤيدين والمعارضين لها. وهو يفترض ان تقليص الفارق سيزيد من فرص اجراء استفتاء شعبي او انتخابات". ولذلك يسعى، في المسار الاول، الى تقليص هذا الفارق.

اما المسار الثاني فيجري فيه العمل مع شخصيات مختلفة من الوسط الاسرائيلي، يفترض بها ان تضفي على المعركة ضد الخطة، طابعا جماهيريا واسعا. وتضم هذه المجموعة وزير الامن الاسبق، موشيه ارنس، الممثل حاييم طوبول، الكناب ايال ميجد ونعمي ريغان، وغيرهم.

وسيقوم المستوطنون واليمين بنشاطات واسعة، خلال الايام المقبلة، تطلق شرارتها يوم الثلاثاء، في اليوم الذي ستصوت فيه الكنيست على خطة فك الارتباط.

وسيبدأ المستوطنون نشاطهم باغلاق المدارس والسلطات المحلية في المستوطنات وتنظيم قوافل الى القدس لمحاصرة الكنيست اثناء التصويت على الخطة.

وحسب الصحيفة يرى المبادرون الى هذه النشاطات ان الصراع ضد الفصل يحتاج منهم الى التحلي بنفس طويل، لأن المعركة من اجل الانتخابات او اجراء استفتاء شعبي لن تحسم خلال الفترة القريبة، وانما بعد عدة أسابيع وربما بعد عدة أشهر.

ويقول الكاتب نقلا عن المبادرين الى تشكيل طاقم الربط، ان احد الخطوط المركزية للطاقم سيركز على الخط الامني، من خلال الادعاء بأن الانفصال بالذات لا يوفر الامن ،وانما يزيد من تدهور الاوضاع الامنية. وسيعتمد المستوطنون في هذه المسألة على العديد من رجال الجيش المتقاعدين، في مقدمتهم اللواء يعقوب عميدور، وسيدعي هؤلاء ان خروج الجيش من قطاع غزة سيساهم في تحسين مدى رماية صواريخ القسام والقذائف على الاراضي الاسرائيلية في الجنوب. وبالنسبة لشمال الضفة، سيدعي المستوطنون ان المناطق المأهولة بالاسرائيليين في المنطقة ستصبح مكشوفة اكثر امام القذاائف الفلسطينية التي يحتمل ان يكون الفلسطينيون في الضفة قد حصلوا عليها. والمقصود، حسب هؤلاء، مناطق واسعة من مناطق الشارون، وادي عارة، مستوطنات مرج بن عامر وبيسان.

التعليقات