"انتخاب أوباما بداية عصر جديد"..

-

كتبت هيئة تحرير "هآرتس" أن انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة هو حدث تاريخي مثير ويبث الأمل. وأشارت إلى أن ناشطا اجتماعيا صغيرا في السن، نسبيا، وأسود حقق نجاحا في داخل حزبه على هيلاري كلينتون، وفي النهاية على جون ماكين في معركة انتخابية تعتبر الأكبر والأصعب والأهم في العالم.

وأضافت أنه لا شك في أن جزءا كبيرا من نجاح أوباما ينبع من شخصيته المثيرة. وخلال المعركة الانتخابية، وخلال نشاطه في داخل الولايات المتحدة وخارجها، ارتسم المرشح الديمقراطي كإنسان غير عادي ولامع ومتواضع وسريع الاستيعاب، ولديه قدرة نادرة على الإصغاء، ويمتلك شخصية ميزت عددا من كبار القادة في العالم مثل جون كنيدي وبيل كلينتون وقلائل آخرين.

وتتابع الصحيفة أن أوباما وفي خطاب النصر ألهب جمهور المستمعين له، ما ذكر بمارتن لوثر كينغ. وتضيف أن أوباما لم ينتخب بسبب خططه الجيدة وسحره الشخصي وقدراته الكلامية، وإنما انتخب أساسا لكونه يمثل بشكل حاد وحقيقي التغيير الذي يتوق إليه المواطنون في الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة فإن الحديث عن تغيير ثوري في كافة مجالات الحياة، والذي دأب أوباما على التعبير عنه في العشرات من خطاباته. وانتخبت الولايات المتحدة الضد المطلق لإدارة بوش بكل ما يعني ذلك. فالمواطنون صوتوا ضد القوة والتطرف اليميني وزرع العداء خارج الولايات المتحدة، وضد الاقتصاد غير المسؤول والهدام. وفي العصر الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة مكروهة في العالم، والأزمة في "وول ستريت" سحبت سكان الولايات المتحدة والعديد من سكان العالم إلى هاوية من عدم الوضوح والخوف من المستقبل، فقد اختار سكان الولايات المتحدة التمسك بأمل السلام والحوار والإصلاح الاقتصادي الاجتماعي.

وتتابع الصحيفة أن ملايين الأمريكيين خرجوا هذا الأسبوع، بينهم مصوتون للمرة الأولى، وشاركوا في الانتخابات. وبدلا من تصعيد العنصرية واللامبالاة فقد اختاروا أن يرسلوا رجلا أسود إلى البيت الأبيض. ومع انتخابه فإن الجرح العميق في المجتمع الأمريكي سوف يبرأ ويلتئم.

وتخلص الصحيفة إلى القول بأنه مع دخول أوباما إلى البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة، ومعها العالم كله، تقف على أبواب عصر جديد. وفي حال نجح أوباما في تحقيق الأمل المنوط به سوف يسجل تاريخ انتخابه كتاريخ أحدث تغييرا في العالم، ومنح البشر سببا للتطلع إلى المستقبل بأمل.

التعليقات