ايتان هابر في "يديعوت أحرونوت": "ديمونا" تفصل بيننا وبين ابادتنا

ايتان هابر في
واصلت الصحف الاسرائيلية، اليوم الاربعاء، النشر الواسع في موضوع الافراج عن خبير الذرة الاسرائيلي، مردخاي فعنونو. وكتب الصحفي ايتان هابر مقالا في صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم، بمناسبة الافراج عن فعنونو. وجاء مقال هابر، الذي كان السكرتير الشخصي لرئيس حكومة اسرائيل الاسبق يتسحاق رابين وكاتب خطاباته، مليئا بالعدائية تجاه الدول العربية والاسلامية ليبرر القيود التي فرضتها السلطات الاسرائيلية على فعنونو. وزعم هابلر في مقاله ان "ما يفصل بين دولة اسرائيل والابادة هو ما يسمى بالقرية للابحاث النووية في النقب، او ما يعرف بلغة الشارع ب،"ديمونا"".

وكتب هابر ان "مقابل 200 او 300 مليون مسلم في الدول القريبة منا، واكثر من مليون مسلم في العالم، هناك القنابل في القبو. وقد سارع الرئيس المصري انور السادات الى الحضور للقدس وطلب الملك حسين التوقيع على اتفاق سلام فقط بسبب "ديمونا". ويستيقظ زعماء مسلمون، من ايران حتى باكستان، الذين يحلمون في الليل بابادة الشعب اليهودي، الى صباح مليء بالعرق عندما يتذكرون المفاعل النووي الاسرائيلي".

واضاف انه حتى اليوم، "بعد 50 عاما من عمل مفاعل ديمونا، لم يتم الكشف عن الاسرار الحقيقية للمفاعل بشكل كامل، بالرغم من صدور كتب ومقالات كثيرة حول الموضوع. وهؤلاء الذين يدعون انه بالامكان جمع اسرار ديمونا من جوانب الطرقات لا يفقهون ماذا يقولون.

"وقد كسر مردخاي فعنونو حاجز السرية حول "ديمونا" ودفع مقابل 18 عاما في السجن. وفي كثير من الدول الدمقراطية، ومن دون شك في دول غير دمقراطية، ما كان سيصل الى المحكمة(!). كانوا سيعدون اسمه بين مليون ضحية لحوادث الطرق في العالم. وهذا الصباح سيخرج الى الحرية ويتوجب تهنئته بخروجه الى حياة جديدة. فقد عوقب وسدد دينه للمجتمع.

"غير ان الرجل مصر على مواصلة المس – وبلغته "تدمير" – قرية الابحاث النووية، واذا كان بالامكان (تدمير) الدولة ايضا. كراهيته بالغة للدولة، لمواطنيها، لمشاريعها الامنية وبالطبع للمفاعل في ديمونا.

"في عملية تفتيش في زنزانته تم العثور على كمية كبيرة من الاوراق المكتوبة، اشتملت على تفاصيل حتى البرغي: كل برغي، كل انبوب، كل انبوب اختبار، كل منشأة. اكوام من الوثائق تصف بتفاصيل مثيرة المكان، العاملين فيه، سير العمل ونتائج الابحاث. ورغم ان الرجل كان مجرد تقني لكنه اطلع على الكثير من اسرار "ديمونا". هذا تقاعس من جانب جهاز الامن يجب الا تتكرر. لكن لا يمكن اعادة العجلة الى الوراء. ارتكبت اخطاء. لا شك.

"من يريد ان يفتح صفحة جديدة من حياته، ونسيان ما جرى، لا يتوجب عليه ان يتذكر كل التفاصيل، ورسم خرائط، واعداد مواد يحظر على وزراء في اسرائيل معرفتها. ولصالح فعنونو يتوجب القول انه يلعب باوراق مفتوحة. فهو يعترف وهو لا يزال بالسجن انه ينوي التدمير".

وهنا يصل هابر الى غايته: "بناء على ما تقدم، قررت دولة اسرائيل التي تتوق للحياة، الدفاع عن نفسها وتقييد تحركاته خلال السنة الاولى لخروجه الى الحرية. وقد اتخذ القرار بهذا الخصوص دزينة من الاشخاص بمستويات امنية وسياسية وقضائية مختلفة. هل جميعهم اغبياء؟ جميعهم مخطئون؟ واذا كان الامر كذلك، ما المشكلة: اذا لم يخرج فعنونو كلمة من فمه حول مفاعل ديمونا، فلن يحصل له شيئا. سيعيش خلال فترة غير طويلة مثلي ومثلك في دولة يكرهها. فليصمت هذا الرجل وسيحظى بكامل حريته. واذا فتح فمه في المواضيع الممنوعة؟ سيواجه كل ما يواجهه من يفشي الاسرار وسيحاكم. هذه هي القصة بكاملها. لقد خدمت قريبا من متخذي قرارات في قضية فعنونو عندما قرر الرجل اختيار طريقه الغريبة، الملتوية والخطيرة علينا جميعا".

التعليقات