تيدي كوليك كرجل استخبارات..

-

تيدي كوليك كرجل استخبارات..
كتب يوسي ميلمان في صحيفة "هآرتس" أن رئيس بلدية القدس، سابقاً، تيدي كوليك، الذي توفي الثلاثاء، كان من بين مؤسسي الإستخبارات الإسرائيلية، وهو الذي نسج العلاقات السرية مع وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي إيه)، والذي أصبح فيما بعد حجر الأساس في تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، وأدى في نهاية الأمر إلى الوصول إلى درجة الشراكة الإستراتيجية.

هذه العلاقات التي نسجها كوليك، كانت نتيجة لحدثين كان شريكاً بهما. الأول حصل في إطار عمليه كممثل لـ"الهاغاناه" و"الييشوف" اليهودي، وكونه رجل الإتصال مع المخابرات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية. وعلى هذه الخلفية تعرف إلى جيمس أنجلتون، الذي نشط في إيطاليا كأحد كبار المسؤولين في "أو أس أس" التي سبقت "سي آي إيه". وبعد تشكل ال"سي آي إيه" أصبح أنجلتون أحد كبار المسؤولين في الوكالة، وكان المسؤول عن التجسس المضاد في الحرب على التجسس السوفييتي، كما أخذ على عاتقه الملف الإسرائيلي.

أما الحدث الثاني، فقد حصل في الفترة التي كان فيها كوليك ممثل "الهاغاناه" والممتلكات في الولايات المتحدة. وفي مكتبه في أحد فنادق نيويورك نسج العلاقات التي أتاحت لإسرائيل امتلاك أسلحة بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة ووسط أمريكا. وقد عمل إلى جانبه إلياهو ساحاروف، بالإضافة إلى ناشطين في نقابات مهنية وزعماء عصابات.

بعد ذلك، تحول كوليك إلى محور سياسي في واشنطن، فعمد إلى تعزيز علاقاته السابقة، وكان شريكاً في إحلال التسوية التي تم التوصل إليها شفهياً بشأن التعاون بين السي آي إيه والموساد، الذي أقيم في العام 1951 برئاسة صديقه رؤوبين شيلوح. وحتى في الفترة التي لم يشغل فيها كوليك مناصب رسمية في الإستخبارات والخارجية، إلا أنه واصل المتابعة والإنشغال في مسألة العلاقات السرية، وحافظ على علاقة وطيدة مع أنجلتون.

ونقل عن كوليك، قوله في إحدى المقابلات التي أجريت معه أن المساهمة الإسرائيلية في توطيد العلاقات السرية كانت في الأساس في أعقاب معلومات تم استخلاصها من "قادمين جدد" من الإتحاد السوفييتي ودول الكتلة السوفييتية، والتي تم نقلها إلى السي آي إيه. وكان الإنجاز الأكبر هو الحصول على الخطاب التاريخي لوخوتشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في شباط/فبراير 1956، والذي أدان فيه جرائم ستالين.

وقد تم الحصول على الخطاب التاريخي عن طريق الصحفي البولندي، فيكتور غرايفسكي، الذي قام بنقله إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) برئاسة عاموس منور. وكان تيدي كوليك ودافيد بن غوريون شريكين في اتخاذ القرار بنقل الخطاب إلى السي آي إيه، التي بذلت جهوداً كبيراً للحصول عليه.

التعليقات