جوانب شارونية أخرى.. الخدعة والمؤامرة

-

جوانب شارونية أخرى.. الخدعة والمؤامرة

كشف المعلق في صحيفة هآرتس، زئيف شيف، في عدد الصحيفة الصادر اليوم، أن رئيس الحكومة السابق الذي يصارع الموت، أرئيل شارون، قد استدعاه عندما كان عميدا في الجيش بعيد العدوان الإسرائيلي على الجوار العربي في العام 1967، وطلب اليه أن "لا توجّه انتقادات حادة لرئيس الوزراء (في حينه) ليفي إشكول".

أضاف شيف، "لقد ذهلت من الطلب، لكن شارون قالها بصراحة، " إن من المهم بعد هذا النصر الكبير أن يكون لإسرائيل رئيس حكومة ضعيف، ففي هذه الحالة يمكنني أن أنقل معسكرات تدريب وإرشاد الجيش إلى الضفة الغربية".

هذا ما كان يشغل بال شارون منذها.. فقد انشغل منذ بداياته باعتماد الخدعة والحيلة للوصول إلى مبتغاه.. وقد نذكّر أنّه خدع الشخص الذي منحه كل ثقته، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الليكودي الأول الذي يقود إسرائيل، مناحم بيغين، وذلك في العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 1982، عندما ادعى أنه لن يعبر الليطاني، وطمأن بيغن أن الليطاني هو النقطة الأقصى التي سيصلها جيش إسرائيل، فلم يستفق بيغن إلا وجند إسرائيل في بيروت، الأمر الذي جعل إسرائيل توحّل في المستنقع اللبناني قبل أن تنسحب وتجرّ ذيل خزيها في مجازر صبرا وشاتيلا وغيرها.

ويكشف شيف، في مقالته، "إنني سمعت من شارون في تلك الفترة، عن جدال نشب بين ضباط "جيش الدفاع الإسرائيلي" وبين رئيس الحكومة إشكول عشية حرب "الأيام الستة". حيث حضر إشكول إلى مقر قيادة الجيش مع عدد من الوزراء. وقد حثّه عدد من الضباط ألا يؤجّل قرار الحرب، وكان شارون الأكثر حدّة وحماسة.. لكن إشكول لم ينصع وأجّل قرار الحرب".

وهنا، يكشف شيف عن نيّة اعتملت لدى الضباط المجتمعين باعتماد انقلاب ضد الحكومة، وقال شارون لشيف، بحسب الأخير، "كنا نستطيع أن نتذرّع بأننا سنجري مشاورات فيما بيننا، نحن الضباط، فنخرج من الغرفة ونغلقها عليهم (على إشكول والوزراء المرافقين) ونأخذ المفتاح، ثم نتّخذ القرارات التي نرى اليها مناسبة".

هذا هو عنصر المؤامرة الذي ميّز شارون، والذي اعتمده "البلدوزر" طيلة حياته العامرة بالجرائم والموبقات، كما كشفه زئيف شيف.

التعليقات