زئيف شيف في هآرتس: خدعة الجدار الفاصل تجاوزت الحدود

يكتب زئيف شيف، محلل الشؤون العسكر في صحيفة هآرتس اليوم (الأربعاء)، ان الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة حول الجدار الفاصل ينطوي على بعض الأمور الايجابية، فحسب رأيه سيوافق شارون على تغيير مسار الجدار الفاصل وهذا الأمر "سيشكل اشارة قاطعة من جانبه الى الجمهور الإسرائيلي عامة والى المستوطنين بشمل خاص، بان إسرائيل لن تستطيع التذاكي وضم اجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية الى إسرائيل بشكل غير مباشر".

ويضيف شيف حول موقف الولايات المتحدة فيقول: "عندما سيصر الأمريكيون على مطلبهم بتغيير مسار الجدار فسيكون بذلك رسالة واضحة الى إسرائيل بانها لن تستطيع تكرار الخدعة التي قامت بها بعد اتفاقيات أوسلو وفرض حقائق على أرض الواقع التي تؤثر على نتائج المفاوضات. وفي موقف بوش من مسار الجدار فانه يقول عمليا انه يعتبر خطوط 1967 كحدود مستقبلية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية".

ولكن شيف المتطلع على الموقف الأمريكي الرسمي وليس ذلك المعد للاستهلاك الاعلامي يقول بان هذا الأمر لا يعني "ان الامريكان يؤيدون الموقف الفلسطيني حول الجدار تأييدا كاملا، فالفلسطينيون يريدون ان تبقى المنطقة مفتوجة لتضمان التدفق غير المنقطع لعشرات آلاف سكان المناطق للاستيطان في إسرائيل".

ثم يضيف: "الفلسطينيون على حق بادعائهم ان الجدار تلحق الغبن بالمزارعين الساكنين قرب المناطق التي يمر منها الجدار، وكذلك بادعائهم بان الجدار تفرض حقائق جديدة بالنسبة للحدود، لكن لا يحق لهم أو للأمريكان الطلب من إسرائيل عدم حماية نفسها من الارهاب ومن تدفق الحشود الفلسطينية اليها".

وحول مصدر الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة سور الفصل العنصري يقول زئيف ان هذا الخلاف برز فقط بعد ان قبل شارون بموقف المستوطنين وقرر حرف مسار الجدار بحيث يضم المستوطنات بداخلها وان الموقف الإسرائيلي هذا يعتبر تجاوزا للحدود ولذلك وقفت واشنطن ضد إسرائيل في هذا الموقف.

ثم يدعي شيف ان الموقف الأمريكي المعارض للجدار انما مصدره سوء الاعلام الإسرائيلي الذي لم يشرح هدف الجدار بشكل صحيح. وفي هذا السياق يكتب انه فقط بعد تدخل الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجترال عوزي ديان الذي قال للأمريكان بان الجدار الفاصل ليست مجرد جزء من محابة الارهاب بل شرط أساسي لنجاح أي مبادرة سياسية لانه يكفي عملية استشهادية واحدة لاحباط العملية السلمية وان هدف الجدار هو منع حدوث مثل هذا الأمر.