شلومو غازيت في "معاريف": الصمت ازاء التحريض على المواطنين العرب، بعد توصيات أور، يهدد بمخاطر تطال حقيقة وجود اسرائيل

شلومو غازيت في
اعتبر شلومو غازيت، المسؤول السابق عن جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، والخبير الاستراتيجي، التحريض المتواصل على المواطنين العرب، منذ صدور توصيات لجنة اور للتحقيق في احداث اوكتوبر 2000، والصمت الرسمي ازاء هذا التحريض، بمثابة خطر يهدد بتمزيق ابدي لجوهر العلاقات بين اليهود والعرب في اسرائيل، بل و"يهدد حقيقة الوجود القومي لدولة اسرائيل".

ودعا غازيت في مقالة نشرها في صحيفة "معاريف" اليوم (الثلاثاء)، رئيس الدولة، موشيه كتساب، الى التجند في مهمة المصالحة المطلوبة بين الشعبين وقادة الدولة الى تغيير سياسة التمييز والاضطهاد المنتهجة ضد الاقلية العربية..

ويعرب غازيت في بداية مقالته عن أسفة لتركيز النقاش في الشارع الاسرائيلي حول التوصيات الشخصية التي خرجت بها لجنة اور، قائلا "ان الانشغال بصراخ المتضررين من الاستنتاجات التي توصل اليها التحقيق تمنع التطرق الى الجوهر، الى الخلفية التي ادت الى اندلاع التظاهرات "العنيفة"، قبل ثلاث سنوات، والرد البوليسي الشديد عليها".

وعبر غازيت عن أسفه لكون لجنة اور انتظرت فترة طويلة من الزمن (قرابة ثلاث سنوات)، حتى قررت نشر توصياتها بفتح تحقيق جنائي في مقتل 13 شابا عربيا. وبرأيه، ما دامت اللجنة قد قررت عدم القيام بمهمة التحقيق الجنائي في عمليات القتل، فقد كان يمكنها اقتراح القيام بذلك في تقرير مرحلي، تصدره منذ البداية، حيث سادت في حينه فرصة التوصل الى نتائج.

ويحدد غازيت في مقالته بأنه كان يتحتم على لجنة اور ان تقرر وبشكل واضح بأن نشر القناصة بهدف المس بمدنيين متظاهرين يعتبر أمرا غير قانوني، تضلله راية سوداء.

ويطرح غازيت في مقالته ثلاثة عوامل، يقول انها شكلت المحرك الاساسي للتظاهرات التي يعتبرها "غير عادية"، مضيفا انه طالما لم يتم التوصل الى حل مقبول لكل واحد من هذه العوامل، سيبقى خطر تكرار المواجهة وتعمق الازمة قائما، لا بل سيتعمق التمزق القائم بين الدولة ومؤسساتها وجمهورها اليهودي من جهة، والجمهور العربي، من جهة اخرى. وهذا برأيه "سيدفع الكثير من الشبان العرب الى العمل في اطار التنظيمات "الارهابية" الفاعلة وراء الخط الاخضر".

وبرأي غازيت فان العوامل الثلاثة التي يتحدث عنها هي: استمرار تقاليد التمييز والاضطهاد البالغين للأقلية العربية المواطنة في الدولة، وهي ظاهرة تمتد جذورها الى الايام الاولى للدولة وتشمل كل حكومات اسرائيل.

العامل الثاني، برأيه، "يكمن في الصراع السياسي العنيف والمؤلم والقاسي، بين اسرائيل والشعب الفلسطيني. فعرب اسرائيل لا يمكنهم تجاهل ما يحدث وراء الخط الاخضر، في المناطق المحتلة منذ 36 سنة". اذ ان الحديث لا يجري عن دعم اخوانهم الفلسطينيين، فحسب، وانما عن دعم اشقاء حقيقيين وابناء عائلاتهم.

العامل الثالث يعتبره غازيت قائما في المسار الديني. ويعتبر ان هتافات مثل "الاقصى في خطر"، تثير حماسة كل عربي مسلم وتدعوه للتجند في المعركة. وبهذا الصدد يطالب قادة اسرائيل بادراك وابداء الحساسية لابعاد كل خطوة او قرار يتخذونه بشأن الاماكن المقدسة.

التعليقات