"صدفة: 5 أسرى ثم أكثر من 100 أسير؟؟"..

-

كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل استكملت يوم أمس، الأربعاء، التزاماتها بصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله (عملية الرضوان)، وتم إطلاق سراح 5 شبان فلسطينيين كان قد تم اعتقالهم في أعقاب قيامهم برشق قوات الاحتلال بالحجارة. وقد تم إطلاق سراحه كبادرة حسنة تجاه السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة.

وأشار في هذا السياق إلى أن الأمن العام لحزب الله حسن نصر الله كان قد طلب إطلاق سراح مئات الفلسطينيين، بينهم من كان له دور في عمليات قتل فيها إسرائيليون. ورفضت إسرائيل من جهتها، وأصرت على تخفيض العدد إلى الحد الأدنى.

ويتابع أنه حصلت "صدفة" مثيرة، حيث أنه بعد ساعات من إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الخمسة، أعلن رئيس الحكومة إيهود أولمرت عن بادرة حسنة تجاه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بموجبها تقوم إٍسرائيل بإطلاق سراح أكثر من 100 أسير فلسطيني خلال شهر.

ويتساءل الكاتب في هذا السياق عن وجود علاقة بين القضيتين. ويضيف أنه من الناحية الرسمية فإن إسرائيل تنفي ذلك. إلا أن هناك حقيقة تؤكد أنه لم تحصل مثل هذه البوادر خلال الشهور التسعة الأخيرة، منذ مؤتمر أنابوليس. وفي الوقت الذي كانت فيه جثتا الجنديين إلداد ريغيف وأودي غولدفاسر لدى حزب الله لم يتم إطلاق سراح أي أسير فلسطيني. أما الآن، وفجأة وبدون أي علاقة، تقوم إسرائيل بإطلاق سراح أكثر من مائة أسير.

ويشير أيضا إلى أن قضية الأسرى الفلسطينيين كانت أحد العقبات السياسية في المفاوضات مع حزب الله. وأنه كان من المهم لحسن نصر الله أن يحافظ على العلاقة بينه وبين إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، التي وضع أساسها في صفقة تننباوم. ومن جهتها طلبت إسرائيل خفض عدد الأسرى الفلسطينيين إلى الحد الأدنى. ويضيف أنه مع اقتراب موعد المصادقة على صفقة تبادل الأسرى قال منسق المفاوضات عوفر ديكل إن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم سيكون على ما يبدو 8-9 أسرى. وبعد ذلك ارتفعت التقديرات إلى 30-40 أسيرا. وبينما يدعي مكتب أولمرت أن عدد سينخفض إلى 5 أسرى، وذلك بذريعة عدم الرضا من تقرير حزب الله بشأن مصير رون أراد، إلا أنه على أرض الواقع فإن الحديث هو عن أكثر من مائة أسير.

ويضيف الكاتب أن هذا النقاش حول الأرقام هو ذو صلة خاصة لأنه من الممكن أن يتكرر في صفقة الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط في حال خرجت إلى حيز التنفيذ. حيث تتحدث مصادر إسرائيلية عن 450 أسيرا سيتم إطلاق سراحهم وان الخلاف هو على هوية الأسرى. أما الطرف الفلسطيني فيتحدث عن 1000 أسير، وليس أقل من ذلك. ومن أجل تقليص هذه الفجوة، يضيف الكاتب أنه على ما يبدو سيكون هناك عملية إطلاق سراح أسرى أخرى تصل إلى مئات الأسرى وذلك كبادرة حسنة تجاه السلطة الفلسطينية، بدون أي علاقة مع صفقة التبادل، خاصة وأنه إذا أمكن تمرير ذلك في حالة الصفقة مع حزب الله، فلماذا لا يتم الأمر نفسه مع حماس.

ويغفل الكاتب في هذا السياق الإشارة إلى تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأنه سيتم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بدون أن تتم تسمية ذلك في إطار صفقة "عملية الرضوان"، وإنما تحت مسميات أخرى، قد تكون بادرة حسنة تجاه السلطة الفلسطينية أو تجاه الأمين العام للأمم المتحدة، على اعتبار أن الأهم هو إطلاق سراح الأسرى وليس التسميات.

التعليقات