صفقة لم تتم: البرغوثي في مقابل بولارد

كشف النقاب عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرئيل شارون اقترح على الامريكيين تحرير بولارد في مقابل اطلاق سراح الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي. وقد رفض الأمريكيون الصفقة، لكن السفير الاسرائيلي آنذاك قال إن الوقت قد حان لمناقشة الأمر ثانية.

صفقة لم تتم: البرغوثي في مقابل بولارد
كشف النقاب عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرئيل شارون اقترح على الامريكيين تحرير بولارد في مقابل اطلاق سراح الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي. وقد رفض الأمريكيون الصفقة، لكن السفير الاسرائيلي آنذاك قال إن الوقت قد حان لمناقشة الأمر ثانية.

وقالت صحيفة "معاريف" التي أوردت النبأ، إن أريئيل شارون وافق على اطلاق سراح مروان البرغوتي بشروط معينة، هذا ما يتكشف من تفاصيل جديدة تم كشفها بخصوص الصفقة التي اقترحها شارون قبل حوالي عامين على الإدارة الامريكية. وبحسب هذه الصفقة تقوم اسرائيل باطلاق سراح مروان البرغوثي مقابل أن تقوم الولايات المتحدة باطلاق سراح جوناثان بولارد.

وقد قام السفير الاسرائيلي في واشنطن في حينه، داني أيالون، بنقل اقتراح صفقة المبادلة هذه على لسان شارون إلى الأمريكيين. بكن الادارة الامريكية رفضت هذه الصفقة ولم يتم اطلاق سراح البرغوثي. وبحسب أيالون قإن "الوضع اختلف، الآن هناك مصلحة امريكية، اسرائيلية وعالمية من اجل صد حماس وتقوية فتح. البرغوثي هو أداة هامة جدا في هذا المجال، وربما حان الوقت من اجل طرح الصفقة مجددا للامريكيين".

وكانت تفاصيل الصفقة الإسرائيلية ظلت سرا، والتي كان أطرافها آنذاك أريئيل شارون، مستشاره دوف فايسجلاس، والسفير أيالون. وقد طلب شارون من أيالون فحص الموضوع مع الادارة الامريكية بشكل سري. فما كان من أيالون، الذي كانت له علاقة مباشرة وحميمة مع كوندوليسا رايس، إلا أن طلب مقابلة خاصة. وفي هذه المقابلة التي تمت بينهما فقط، قام بطرح الفكرة مشددا على انه يتحدث بلسان رئيس الحكومة. أما رايس فقد رفضت الفكرة كلية قائلة إن "اطلاق سراح بولارد ليس واردا في الحسبان... هذا موضوع مؤلم جدا".

وبحسب "معاريف" قثد حاول أيالون أن يمارس ضغوطاته قائلا لرايس إن "بولارد قد دفع الثمن، وبقي في السجن حوالي 20 عاما"، ومضيفا ان "جواسيس أكثر خطورة منه قد تم اطلاق سراحهم". لكن رايس أصرت على رفضها طالبة من أيالون: "أن لا يكثر في الكلام في هذا الموضوع، وزادت إن بولارد خان وطنه وهذا الموضوع شائك وممنوع الحديث فيه في واشنطن".

ولقد حصل كل هذا إبان خطة شارون الإنسحاب من غزة فيما يسمى "الإنفصال" عن غزة من جانب واحد، حيث أن رئيس الحكومة الإسرائيلية كان في أمس الحاجة لدعم اعتقد أن تحرير بولارد سيوقره له، علما أن نجاحه في إطلاق بولارد كلام سيعطيه دعما جماهيريا كبيرا.

وزعمت الصحيفة أن المداولات لإطلاق مروان البرعوثي ما زالت جارية على قدم وساق في حكومة إيهود أولمرت، وقد جرى في الايام الأخيرةبحث مستفيض في هذا الشأن في أرقة الحكومة الإسرائيلية، لكن جهاز الأمن ما فتئ يعارض إطلاق البرغوثي الذي حكم عليه بخمسة مؤبدات لضلوعه، بحسب المحاكمة العسكرية الإسرائيلية، بـ "تنفيذ، وتخطيط، وإرسال عمليات تفجيرية ضد إسرائيليين".

ويقدر الإسرائيليون أن إطلاق سراح البرغوثي من شأنه أن يعزز أبو مازن في الضفة الغربية وبين الفلسطينيين أمام تصاعد قوة حماس وهيمنتها في قطاع غزة.

التعليقات