قادة إسرائيل يحثون الدول الكبرى ضد إيران..

-

قادة إسرائيل يحثون الدول الكبرى ضد إيران..
يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك صباح اليوم الخميس في زيارة خاطفة إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما التقى وزير الأمن الإسرائيلي، ايهود باراك، في واشنطن مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وكان الملف النووي الإيراني في صلب هذه المحادثات. كما ستطالب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني المسؤولين الصينيين بعدم معارضة مشروع قرار في الأمم المتحدة لفرض عقوبات جديدة على إيران.

وفاجأ مكتب أولمرت ظهر أمس الأربعاء بالإعلان عن زيارة أولمرت لموسكو التي تأتي بعد يوم واحد من انتهاء زيارة بوتين لإيران، والتي أعلن خلالها عن دعمه لمشروع نووي إيراني لغايات سلمية.

ويرافق أولمرت إلى موسكو أربعة من مستشاريه لكن لا يرافقه صحفيون. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أولمرت وبوتين سيجتمعان على انفراد لساعتين في الكرملين وسيعود بعدها أولمرت إلى إسرائيل.

واتفق الجانبان الإسرائيلي والروسي على اجتماع أولمرت وبوتين أمس الأول، فيما تم الإعداد للاجتماع خلال نهار أمس. وسيرافق أولمرت رئيس طاقم مستشاريه يورام توربوفيتش والمستشار العسكري مائير كليفي والمستشار السياسي شالوم ترجمان والمستشار الإعلامي يعقوب غلانتي.

وسيبحث أولمرت مع بوتين إضافة إلى الموضوع الإيراني في موضوع تزويد روسيا سورية بالأسلحة، وسيشير إلى وجود مقرات منظمات تصفها إسرائيل بـ"الإرهابية" في دمشق وعلى رأسها حركة حماس.

وكانت إسرائيل قد عبرت في الماضي عن احتجاجها على وصول أسلحة روسية إلى حزب الله في لبنان عن طريق سورية.
إلا أنه على الرغم من هذه الخلافات بين الجانبين إلا أن التقارير الصحفية الإسرائيلية تشير إلى أن علاقة جيدة تربط أولمرت ببوتين، وكان أولمرت قد زار موسكو قبل سنة والتقى بوتين مطولا في حينه.

وتعتبر التقارير الإسرائيلية أن العلاقات الإسرائيلية الروسية الجيدة لا تمنع الأخيرة من الحفاظ على نفوذها ومصالحها في الشرق الأوسط في محاولة لاستعادة روسيا لمكانتها كقوى عظمى في العالم.

وهاتف رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو أولمرت أمس، وطالبه بإبلاغ بوتين بأن "الجميع في إسرائيل موحدين في الموقف من إيران ومنعها من حيازة سلاح نووي".

وقال نتنياهو لأولمرت إنه "في هذا الموضوع لا يوجد في إسرائيل تحالف ومعارضة".

كذلك سيطلع أولمرت بوتين على الاتصالات التي يجريها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتائج جولة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في المنطقة هذا الأسبوع عشية انعقاد مؤتمر أنابوليس في الخريف الحالي، وسيطالب بوتين بدعم العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

من جهة أخرى التقى باراك الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة مع تشيني في واشنطن وكان الملف النووي الإيراني في صلب اللقاء لكن باراك رفض لدى خروجه من الاجتماع التطرق لفحوى اللقاء بهذا الخصوص، واكتفى بالقول إن "زيادة المساعدات الأمنية الأمريكية تمكن إسرائيل من تعاظم قوتها".

كذلك بحث باراك مع تشيني في صفقة الأسلحة الأمريكية – السعودية بقيمة 20 مليار دولار، وقال باراك إن إسرائيل لا تعارض هذه الصفقة التي تشمل بيع السعودية قنابل ذكية موجهة بالأقمار الاصطناعية من طراز "جي دام".

وكان باراك قد التقى في وقت سابق وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس ومسؤولين أمريكيين آخرين.

وقال باراك "لقد توصلنا (مع الأمريكيين) إلى تفاهم وترتيبات تمكننا من الحفاظ على تفوقنا النوعي وليس لدينا أية نية لمعارضة الصفقة".

وبحث باراك مع تشيني في بناء أنظمة دفاعات جوية خصوصا من الصواريخ القصيرة المدى مثل صواريخ القسام والكاتيوشا ضمن مشروع "قبة حديدية".

كذلك يزور الولايات المتحدة وفد من لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست برئاسة رئيس اللجنة السابق يوفال شطاينيتس من حزب الليكود والمعروف بمواقفه المتطرفة وبحث الوفد موضوع الملف النووي الإيراني مع عدد من المسؤولين الأمريكيين.

من جهة أخرى تتوجه وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني يوم السبت المقبل إلى الصين بهدف إقناع القيادة الصينية بعدم استخدامها لحق النقض "الفيتو" في مباحثات مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات جديدة على إيران في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في محاولة لمنعها من الاستمرار في مشروعها النووي.

وكانت ليفني قد قالت في مؤتمر صحفي مشترك، عقدته أمس مع رايس، إن "إيران لبم تبدِ استعدادها حتى الآن للعمل في المسار الدبلوماسي" وأنه "يحظر على إيران امتلاك سلاح نووي".

في غضون ذلك قال رئيس الموساد الإسرائيلي السابق افرايم هليفي إن "التهديد الإيراني هو تهديد كبير لإسرائيل، لكنه ليس تهديدا على وجودها ودولة إسرائيل ليست قابلة للإبادة لأسباب عديدة بعضها معروفة وبعضها الآخر يمكن تخيلها" في إشارة إلى امتلاك إسرائيل سلاح نووي.

ودعا هليفي حكومة إسرائيل، أثناء محاضرة ألقاها في مؤسسة يد بن تسفي في القدس الغربية أمس، إلى اقتراح أفق دبلوماسي على إيران في موازاة العقوبات الإقتصادية المفروضة على إيران.

ورأى هليفي أنه في حرب لبنان الثانية نجحت إسرائيل في ضرب جهود إيرانية لإقامة "بؤرة" في لبنان يتم استخدامها ليس ضد إسرائيل فحسب وإنما ضد أوروبا أيضا.

وقال هليفي إن "إيران كانت على وشك تحقيق إنجاز إستراتيجي من الدرجة الأولى وها هي البؤرة الإيرانية في لبنان تتلقى ضربة قوية للغاية"، في إشارة إلى حزب الله.

واضاف أن غياب رد إيراني على الهجوم الإسرائيلي "مباشرة بين أعين الإيرانيين" يؤكد على أن "الإيرانيين ليسوا عمالقة".
وقال "أنا أخشى التهديد الإيراني لكني أعتقد ايضا بأن ثمة احتمال كبير جدا أن لا يحقق الإيرانيون غايتهم".

وامتدح هليفي المسؤولين الإسرائيليين لأنهم توقفوا مؤخرا عن التحدث عن "خطر وجودي".

التعليقات