"كيف يمكن فهم دولة يهودية وديمقراطية"..

-

كتبت دافنا غولان، وهي محاضرة في كلية الحقوق في الجامعة العبرية، في صحيفة "هآرتس":


[[في امتحان "البجروت" الذي يجري اليوم في موضوع "المدنيات/ المواطنة"، يطلب من الطلاب، بالاستناد إلى توجهات مختلفة كانوا قد درسوها تتناول طابع إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، تحليل قطعة من مقال. والقطعة التالية، على سبيل المثال، لن تكون مشمولة في المتحان: "في الرابع والعشرين من أيار/ مايو 2007، وبعد يوم واحد من موافقة حماس على وقف إطلاق صواريخ القسام في حالة جرى توسيع وقف إطلاق النار ليشمل الضفة الغربية، قام الجنود الإسرائيليون باعتقال ما يقارب 30 شخصية مركزية في السلطة الفلسطينية في الضفة. وكان من بين المعتقلين وزير التعليم الفلسطيني، ناصر الدين الشاعر، الذي لم يكن يعرف التهمة الموجهة إليه، كما قام الشاباك بمنع محاميه من الحصول على أسباب اعتقاله. ويسري مفعول أمر الاعتقال بدون محاكمة حتى الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2007، ويتم احتجازه في ظروف مهينة في داخل إسرائيل، بالرغم من أن القانون الإنساني يمنع ذلك بشكل واضح".

ولحسن حظ الطلاب، فهم لن يضطروا إلى تفسير وتحليل أية توجه يتضح للدولة "اليهودية والديمقراطية" من القطعة السابقة..

أشعر بالسعادة لأن موضوع "الاحتلال" قد تم شطبه من تعليم "المواطنة" في إسرائيل، لأن ابني سيتقدم لامتحان "البجروت" في الموضع، وهو لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن أن تكون الدولة يهودية وديمقراطية، في حين أن 20% من مواطنها ليسوا يهوداً، بالإضافة إلى بلبلته مع 4 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال منذ 40 عاماً، بدون أية حقوق.. وفي كتاب "أن تكون مواطناً في إسرائيل- دولة يهودية وديمقراطية"، مكتوب بشكل واضح أن حقوق الإنسان ومشاركته في الانتخابات هي الأساس للدولة الديمقراطية. ولكن لم يكتب أي شيء عن الاحتلال، ولا عن الواقعين تحت الاحتلال..

كلي أمل أن يتم تجاوز امتحانات "البجروت" بنجاح كبير في هذا العام، لأنه سيذهب سدى صرف الوقت والأموال على لجنة أخرى لوزارة المعارف لتقوم بفحص سبب فشل العدد الكبير من الطلاب والطالبات في هذا الموضوع. وقد سبق أن تم تشكيل لجان، وقدمت توصيات، وأعلنت وزيرة المعارف عن توسيع تدريس "المواطنة"، مثلما أعلن وزراء المعارف السابقين. هناك عشرات الخطط لتوسيع تدريس الموضوع، ولكن كل هذه الخطط هي سراب، عندما تكون وزيرة المعارف شريكة في حكومة تعتقل وزير معارف (تعليم) وتسجنه بدون محاكمة، في الأيام التي يتقدم بها آلاف الطلاب الفلسطينيون إلى امتحانات التوجيهي.

وهناك ما يقارب 880 معتقلاً فلسطينياً بدون محاكمة، سوية مع وزير المعارف الفلسطيني، بينهم 14 فتى يدرسون في المدارس الثانوية. وهم لا يعرفون أيضاً متى سيتم إطلاق سراحهم، أو لماذا تم اعتقالهم. وليس من المؤكد أنهم يدركون العلاقة بين الضابط العسكري الذي وقع على أمر اعتقالهم الإداري، وبين عناصر الشاباك الذين لا يتيحون لمحاميهم معرفة سبب اعتقالهم، وبين مأمور السجن الذي يحتجزون بداخله. ولحسن حظهم فهم ليسوا مضطرين لتقديم امتحانات "البجروت" الإسرائيلية في موضوع "المواطنة". فهم ليس لديهم مواطنة، وقادتهم يسجنون بدون محاكمة منذ أن ولدوا، وعندما كبروا كانت مدارسهم مغلقة لمدة سنوات، والجامعات مغلقة، وليس من المؤكد أنهم تمكنوا من دراسة المجتمع المدني الديمقراطي الفلسطيني الذين هدمته إسرائيل سنوات التسعينيات.

إلا أن مستقبل هؤلاء الفتية الذين يحتجزون في السجون، بعيداً عن عائلاتهم، مرتبط بمستقبل الفتية الإسرائيليين الذين يتقدمون لامتحانات البجروت في موضوع "المواطنة". فهم سيجدون الطريق للمواطنة المحترمة والتي تحترم البشر، والتي تتيح المشاركة في حياة ديمقراطية للجميع، وتحترم حقوقهم كأفراد وكمجموعات.. وليتهم يجدون طريقاً أخرى للمواطنة في دولة أو دول سلام، وليس حياة تحت الاحتلال أو ليس حياة في دولة هي ليست يهودية وليست ديمقراطية]]..

التعليقات