"معاريف": امريكا وافقت ان ينفذ الجيش الاسرائيلي عمليات بغزة بعد الانسحاب

قالت صحيفة "معاريف"، اليوم الاربعاء، نقلا عن مصادر سياسية اسرائيلية في حاشية رئيس حكومة اسرائيل، اريئيل شارون، ان الفلسطينيين مارسوا ضغوطات مكثفة على الادارة الامريكية بشكل مباشر وغير مباشر، وبواسطة ممثلين عن الدول العربية، خلال الايام الاخيرة الماضية. وذلك لكي لا تكون تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش معادية بشكل كبير للحقوق الفلسطينية. واضافت المصادر ذاتها ان الامريكيين اجروا مشاورات مع ممثلين عن الامم المتحدة واوروبا، للحصول على موافقتهم على بيان بوش.

واضافت الصحيفة نقلا عن مصادر في ديوان شارون، قولها انه "من دون مقابل مناسب قد لا تحظى الخطة (لـ"فك الارتباط") بتأييد من خلال الاستفتاء (بين منتسبي "الليكود"). وهكذا فان بوش يرزح تحت ضغوط متناقضة ومن غير الواضح بعد مدى استجابته لمطالب شارون". ويذكر ان طاقما ضم كبار المسؤولين في ديوان رئيس حكومة اسرائيل برئاسة دوف فايسغلاس، وصل الى واشنطن يوم الاحد الماضي، وطالبوا خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الامريكيين بان تكون تصريحات بوش واضحة وحادة بتأييدها مواقف شارون، اضافة الى الاستجابة لمطالب اسرائيل بخصوص المقابل لتنفيذ خطة "فك الارتباط".

واوضحت الصحيفة ان اسرائيل طلبت من بوش ان يعلن انه لن تكون هناك عودة الى حدود 1967 عندما يتم التوقيع على اتفاق الحل الدائم في المستقبل وان تبقى "الكتل الاستيطانية الكبرى" تحت السيطرة الاسرائيلية وهو ما يعني ضم اراض فلسطينية محتلة الى اسرائيل. كما طالبت اسرائيل بان بان يكون هناك اعلان امريكي واضح بان لا تكون هناك امكانية لعودة اللاجئين الى تخوم دولة اسرائيل وانما الى الدولة الفلسطينية "اذا ما قامت"..
وقالت الصحيفة ان الوفد الاسرائيلي تمكن من تحقيق عدة انجازات بينها تصريح امريكي بانه لن تكون هناك مبادرات سياسية تتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني، مثل "مبادرة جنيف"، غير "خارطة الطريق". "وكذلك اتاحة الفرصة امام اسرائيل بمواصلة محاربة الارهاب بعد الانسحاب، وهكذا ستتمكن قوات الجيش الاسرائيلي من القيام بعمليات عسكرية في قطاع غزة في حال ورود تحذيرات عينية بخصوص نشاط معاد في غزة"!! واتفاق صامت آخر، بحسب "معاريف"، تم التوصل اليه بين الاسرائيليين والامريكيين، بخصوص مسار جدار الفصل العنصري على ان يضم مستوطنة اريئيل والشارع رقم 443 الموصل بين مستوطنة "موديعين" والقدس، وذلك كما زعمت المصادر "شرط ان يأخذ مسار الجدار في هذا المقطع بعين الاعتبار الاحتياجات الانسانية للمواطنين الفلسطينيين".

ووصف سفير اسرائيل لدى واشنطن، داني ايلون، زيارة شارون الحالية الى واشنطن بانها "اهم زيارة قام بها شارون الى واشنطن. ورغم ان هذا هو اللقاء العاشر بين شارون وبوش لكنه اللقاء الاكثر اهمية".
ولفتت "معاريف" الى تقارير صحفية نشرت في الصحف الامريكية. وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ان "بوش يعمل على دفع خطة غزة من دون ان يؤيدها بشكل كامل". ونقلت الصحيفة الامريكية عن مصدر في الادارة الامريكية قوله انه قبل بضعة اسابيع كاد يتم الاتفاق على صفقة بخصوص مكانة المستوطنات، لكن الادارة الامريكية تراجعت عن التفاهمات بهذا الصدد. ونقلت "معاريف" عن "واشنطن بوست" قولها ان ينوي طرح تأييد متحفظ من خطة شارون بمعنى التعبير عن تأييده لانسحاب احادي الجانب ولكن من دون ضم منطقة اريئيل وغلاف القدس. .

ولفتت "معاريف" الى ان شارون توقع ان يحقق من خلال زيارته لواشنطن ان يحقق انجازات ملموسة ولذلك اراد العودة بسرعة قدر الامكان من اجل عرض انجازاته. "الا انه حتى ساعة متأخرة من ليلة امس لم يكن واضحا اذا ما كان قد حقق الانجازات التي تطلع اليها".

التعليقات