موشي آرنس: هزمنا..

-

موشي آرنس: هزمنا..
تحت عنوان "إسرائيل هزمت في الحرب"، كتب وزير الأمن السابق، موشي آرنس، إن تقرير فينوغراد الذي استغرق سنة ونصف من الجهود التي بذلها خمسة أعضاء مثقفين وذوو نفوذ، في حين كان الجمهور الإسرائيلي ينتظر النتائج متلهفا، وأن مئات صفحات التقرير التي من الممكن قراءتها ودراستها وتفسيرها، ولا جدال أنها ستثير مناقشات كثيرة في السنوات القادمة.. كل ذلك، كان من الممكن الاستعاضة عنه بكلمة واحدة "هزمنا"، هذه هي كل القصة، وكل كلمة إضافية لا حاجة لها.

وقال إن إسرائيل التي تملك الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، وبالرغم من النواقص التي تكشفت خلال الحرب، هزمت من قبل بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله في حرب استمرت 34 يوما.

وتابع أن هذه الحقيقة كانت معروفة لغالبية الجمهور الإسرائيلي منذ سنة ونصف، وقبل أن تبدأ لجنة فينوغراد بعملها، وأن هذه الحقيقة نالت مصادقة اللجنة مع نشر تقريرها الأولى، غير النهائي.

وبحسبه لم يكن هناك حاجة لأي شيء آخر، بالرغم من أن مسؤولي العلاقات العامة في مكتب رئيس الحكومة واصلوا الادعاء بأن الحرب كانت إنجازا استراتيجيا كبيرا. ومنذ نشر التقرير الأولي الذي أثار الكثير من التخمينات والتوقعات استعدادا للتقرير النهائي، فإن السنة التي مضت كانت كافية لإخفاء الحقيقة الكئيبة وهي أن زعماء إسرائيل قادوها، للمرة الأولى في تاريخها، إلى هزيمة عسكرية في الحرب.

ويتساءل أرنس عما إذا كان هناك لحاجة إلى لجنة فينوغراد لتقرر من المسؤول عن هذه المهانة، وعما إذا كان الإسرائيليون بحاجة إلى الشروحات المدروسة لأعضاء اللجنة بشأن مسؤولية المستويات السياسية والعسكرية، وعما إذا كان ليس من الواضح أنه في الديمقراطيات فإن القائد المنتخب هو الذي يتحمل المسؤولية العليا في الفشل، مشيرا إلى قول الرئيس الأمريكي هاري ترومان بأن المسؤولية تتوقف عند طاولته، وليس عند الجنرالات والموظفين والمستشارين، أما في إسرائيل فإن رئيس الحكومة هو المسؤول، ويتحمل الآخرون جزءا من المسؤولية، ولكن المسؤولية العليا تقع عليه.

ويضيف أن إيهود أولمرت وعندما تسلم منصب رئاسة الحكومة كان يعرف أن المسؤولية عن مصير إسرائيل يقع على عاتقه. وذلك لأن هذا المنصب ليس وظيفة، ولأن مكتب رئيس الحكومة هو أكثر بكثير من مجرد مكان عمل. فقد كان بحاجة إلى وزراء جيدين ومستشارين واعين، وكان عليه أن يصغي إلى آراء ضباط الجيش، وبعد ذلك إلى آراء أولئك الذين راكموا تجربة ذات صلة. وبعد كل ذلك، فإن القرار والمسؤولية تعودان إلى رئيس الحكومة، وهذا هو معنى "رئاسة الحكومة"، فالمسؤولية تتوقف هنا، على حد تعبيره.

ويتساءل آرنس مرة أخرى عما إذا كان يعرف ذلك أولمرت الذي يمتلك سنوات طويلة من التجربة السياسية، بما في ذلك إشغال منصب وزير، ويجيب أنه بالتأكيد كان يعرف.

ويشير إلى أنه في اليوم العشرين من تموز/ يوليو 2006، في اليوم التاسع من الحرب التي بادر إليها، قال لرئيس هيئة أركان الجيش، دان حالوتس، إنه لن يصادق على عملية برية واسعة (تقرير فينوغراد صفحة 90)، وهو ما حسم مصير هذه الحرب التعسة، على حد تعبيره.

كما يتساءل كيف حصل وأن استحوذت طريقة التفكير هذه، والتي كانت خاطئة من أساسها، على الإستراتيجية الإسرائيلية في الحرب الثانية على لبنان، وهل كان سبب ذلك تصميم أولمرت على عدم الغرق في الأوحال اللبنانية مرة ثانية، أم أن ذلك يعود إلى فرضية رئيس هيئة الأركان التي فرضها بشأن قدرات سلاح الجو؟ والتي بحسبها لم تكن هناك حاجة لأن تطأ قدم على الأرض، وهذا ما كانت أذنا رئيس الحكومة ترغبان بسماعه. ويضيف آرنس أن هذا بالضبط ما أراد أولمرت سماعه، بعد أن صرح قبل فترة قصيرة: "لقد تعبنا من الحروب، وتعبنا من هزيمة أعدائنا"..

وينهي آرنس مقالته بالقول إنه بإمكان أفراد طاقم أولمرت مواصلة رفع كؤوس الشمبانيا، وترديد الأوهام بشأن تصميمهم على فحص التقرير وإصلاح النواقص، والادعاء بأنه على الجميع الاعتذار من أولمرت بعد أن تم تطهير اسمه من قبل اللجنة، بيد أنه لا يمكن بذلك إزالة المسؤولية عن عاتقه بشأن مسؤوليته عن المهانة التي حصلت في حرب لبنان الثانية، وأن التاريخ سيعتبره مسؤولا.

التعليقات