هآرتس": السجانون صعدوا من اهانة وضرب الاسرى الفلسطينيين خلال الاضراب

هآرتس
نشرت الصحفية الاسرائيلية عميرة هس، في صحيفة "هآرتس"، اليوم الاحد، تقريرا استعرضت فيخه ثلاث افادات ادلى بها اسرى فلسطينيون حول ما تعرضوا له من اهانة واذلال في سجن نفحة، خلال الاضراب عن الطعام، الذي اعلنه الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي، الشهر الماضي، واشارت هس الى شكوى الاسرى الفلسطينيين من قيام سلطات السجون الاسرائيلية بتصعيد اجراءاتها القمعية ضدهم خلال فترة الاضراب عن الطعام الذي جاء بالذات احتجاجا على مثل تلك الاجراءات.

وقالت هس في تقريرها نقلا عن اسرى في سجن نفحة، في جنوب اسرائيل، ان ضباط السجن والسجانين تعمدوا اهانتهم واذلالهم خلال ايام الاضراب الذي بدأ في الخامس عشر من آب، وانتهى في الثالث من ايلول الجاري. وحسب ما قاله الاسرى، وبينهم من يقضي عقوبة في السجن منذ عشر سنوات واكثر، فانهم لم يواجهوا ابدا معاملة قاسية ومهينة كتلك التي عوملوا بها خلال ايام الاضراب بالذات.

يشار الى ان ويزر الامن الداخلي السابق، تساحي هنغبي، ومدير سلطة السجون، يعقوب غانوت، كانوا اعلنوا، عشية بدء الاضراب، انهم لن يتجاوبوا ابدا مع مطالب الاسرى، لا بل اعلن هنغبي انه لن يهتم اذا مات الاسرى جوعا اثناء الاضراب، فيما توعد غانوت الاسرى باجراءات صارمة وبانتزاع ما حققوه من انجازات في السابق. وقد نفذ تهديداته.

وتشير الصحيفة الى قيام سلطات السجون الاسرائيلية في اطار محاولتها كسر الاضراب، بنقل الاسرى من سجن إلى آخر . وتقول انه تم في 23 آب، نقل 60 أسيرا من المضربين عن الطعام، من سجن عسقلان الى سجن نفحة،. ويتضح من افادات خطية وشفوية وصلت الى الصحيفة ان السجانين والضباط تعمدوا اهانة الاسرى، تحت ستار تفتيشهم. وتقول ان هؤلاء ارغموا كل واحد من الاسرى على التعري، والقيام بحركات الصعود والهبوط، كالضفدع، امامهم، وكذلك الاستدارة عدة مرات وعرض اجسادهم العارية امام افراد الشرطة .

وقال الاسرى ان الضباط والسجانين كانوا يسخرون منهم، بل قاموا بضرب بعضهم، ولم يوفروا لهم، خلال الليلة الاولى لتواجدهم في نفحة، البطانيات والملابس ومعدات الاغتسال. بل قامت سلطات سجن نفحة بمصادرة معدات الاغتسال والمناشف التي احضرها معهم الاسرى من سجنهم في عسقلان. وقال الاسرى ان من بين السجانين والضباط الذين نكلوا بهم، تعرفوا على ضابط يدعى "دودو" وآخر يدعى "سامر ط"، كما تعرفوا على اثنين من محققي الشاباك هما "امير س" و"ايلي خ".

وتنشر الصحيفة مقاطع من افادات كتبها الاسرى، من بينهم "أ"، وهو في العشرين من عمره، الذي كتب يقول: "في البداية قاموا بادخالنا عبر البوابة الألكترونية - المغناطيسية، المخصصة لكشف المعادن. طلبوا مني العبور من البوابة عدة مرات، رغم عدم العثور على أي شيء على جسدي. بعد ذلك اخذوني الى غرفة تشبه القفص، وكان يتواجد فيها 12 شرطيا، طلبوا مني خلع ملابسي. وعندما وقفت عاريا تماما امامهم، اقتربوا منه وطلبوا مني المباعدة بين ساقي، فرفضت لأنه لم يكن هناك اي مبرر امني او اخلاقي (كالاشتباه بتهريب السموم) لهذا الطلب. لكنهم اجبروني بالقوة على المباعدة بين ساقي، وعندما اعدت ساقي الى وضعهما الطبيعي قيدوا يداي إلى الوراء وانهالوا علي ضرباً، ضربوني على خاصرتي ووجهي، وركلوني على يداي ورجلاي ، وعندما حرروا يداي من القيود قالوا لي: "انت في العزل الانفرادي في نفحة وليس في عسقلان".

وروى "ف" (في الثلاثينات من عمره)، ما مر به، قائلاً: وصلنا الى السجن قرابة الساعة 12 ظهرا. فكوا قيودنا ودفعونا بالقوة وبعنف الى غرفة الانتظار، وبقينا هناك لمدة اربع ساعات. لم تكن هناك مراحيض، وفشلت كل محاولاتنا للخروج الى المراحيض. اجبروني على خلع كل ملابسي، بما في ذلك اللباس الداخلي، حتى اصبحت عاريا تماما. وعندها بدأوا "بتفتيش" جسدي بآلة كشف المعادن، ثم انتقلوا الى "التفتيش" اليدوي، طالبوني بالجلوس والقيام عدة مرات، ثم طلبوا مني رفع رجلي كالكلب الذي يبول بجانب شجرة أو جدار، وذلك كي يتمكنوا من تمرير جهاز كشف المعادن في المنطقة الحساسة من جسمي، ثم أمروني بالانحناء الى الامام واخذوا بفحص مؤخرتي بواسطة مصباح يدوي. كان هناك خمسة افراد شرطة يحيطون بي اثناء تفتيشي، وكانوا يتضاحكون ويهزأون من مظهري. لم ننم تلك الليلة، رغم ما شعرنا به من ارهاق، لأن أفراد الشرطة كانوا يركلون الابواب بارجلهم وعصيهم، طوال الليل.

وروى "ع"، وهو في الاربعين من العمر، ما مر به قائلاً: "عند الباب وقف ثلاثة افراد شرطة يحملون العصي باياديهم، وكان خمسة افراد آخرين يقفون داخل الغرفة رافعين العصي كما لو كانوا جاهزين للضرب. طالبوني بالتعري. وعندما كنت اخلع ملابسي، قاموا بدفعي وتوجيه عصيهم الى وجهي. وكانوا يقتربون من وجهي ويصرخون بي ويشتمونني، رغم أني لم انبس بكلمة واحدة، ونفذت كل ما طلبوه مني. وطلب مني المدعو "دودو" النزول على الارض والوقوف ثانية، كما تفعل الضفدع، ثم طلبوا مني الاستدارة حول نفسي، كانوا يضحكون ويسخرون مني، ثم طلبوا مني الوقوف والمباعدة بين ساقي اكثر ما يمكن، حتى شعرت بالألم، وقاموا خلال ذلك بتمرير جهاز كشف المعادن على جسمي العاري.

ويقول "ع" إنه سمع لدى دخوله الى الغرفة صراخ "أ" وهو يتألم بسبب ما تعرض له من ضرب. كما شهد "هـ"، وهو في العشرينيات من عمره، بأنه سمع "أ" يصرخ ألماً.

ويدعي عوفر لافلر، المتحدث بلسان سلطة السجون، انه تم في السنة الاخيرة العثور على رسائل مشفرة واجهزة هواتف خليوية مخبأة في المواضع الحساسة من اجسام الاسرى! وزعم ان الرسائل المشفرة تضمنت توجيهات عسكرية!
كما ادعى لافلر انه تم منذ انتهاء الاضراب العثور على عدة هواتف خليوية ورسائل مشفرة ، وان عمليات التفتيش العاري تتم "من خلال احترام كرامة الاسرى"!

التعليقات