"هارتس": اور يحذر اسرائيل من تكرار احداث اكتوبر 2000 على خلفية استمرار التمييز

ذكرت صحيفة هارتس اليوم(الخميس) تحذير رئيس لجنة التحقيق في العدوان البوليسي الاسرائيلي على الجماهير العربية في الداخل، في اكتوبر 2000، القاضي المتقاعد ثيودور اور، من "احتمال عودة الصور القاسية التي شهدناها في اكتوبر 2000، جراء عدم تقليص سياسة التمييز ضد المجتمع العربي".

وذكرت الصحيفة تطرق اور خلال محاضرة قدمها، امس، في مؤتمر عقد في جامعة تل ابيب، في اطار "برنامج كونراد للتعاون اليهودي - العربي"، الى التوصيات التي اصدرتها لجنته بخصوص ذلك العدوان، وقال "لم يتم حتى الآن، عمل ما يكفي في مجال تقليص التمييز (ضد المواطنين العرب)، الامر الذي قد يؤدي الى تكرار الاحداث ووصولها إلى وضع خطير لا يمكن لأحد تقدير نتائجه".

يشار الى ان الحكومة الاسرائيلية قررت في حينه "تبني توصيات لجنة اور"، لكنها عينت لجنة لمتابعة تطبيق التوصيات. وضمت تلك اللجنة وزراء من الجناح اليميني المتطرف للحكومة الاسرائيلية ، أصبح بعضهم خارجها الآن، بسبب الأزمة التي تواجهها حكومة شارون.

وقد ترأس تلك اللجنة الوزير تومي لبيد، الذي اعلن مؤخرا توصيات تلك اللجنة، حيث تبين ان تلك اللجنة قامت، وكما كان متوقعا بحسب تركيبتها التي يطغى عليها اليمين المتطرف والعداء للعرب، بقلب الحقائق رأسا على عقب، والعمل، بدل تطبيق توصيات لجنة اور فعلا، على توجيه المزيد من اللوم الى الضحية والتحريض على المواطنين العرب وقيادتهم، ومحاولة ترسيخ الاسرلة من خلال فرض الخدمة القومية والعسكرية، ورموز الدولة وغيرها من توصيات اعتبرتها العديد من الهيئات والقيادات العربية في الداخل، تدفن توصيات اور.

وقال القاضي اور، امس: ان العوامل الأساسية التي ادت الى احداث اكتوبر 2000 ما زالت قائمة.

وذكّر اور بتوصية لجنته بالتحقيق مع افراد وقادة الشرطة المشبوهين بقتل 13 مواطنا عربيا خلال ذلك العدوان، وقال: "لقد كان الهدف هو اتخاذ قرار يحدد ما اذا كان سيتم تقديم لوائح اتهام وضد من، الا انه يتضح، بعد مرور عام، انه لم يتم حتى الآن، التوصل الى اية نتائج في أي من الأحداث التي تم تحويلها قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة. لقد برروا ذلك بعدم توفر القوى العاملة، وقالوا انه تم تسريع وتيرة التحقيقات فقط بعد تلقي مساعدة. ومن المؤسف انه لم يتم عمل الكثير، حتى اليوم، على الرغم من مرور عام واحد على تقديم التوصيات".

واعتبر القاضي المتقاعد اور انه اذا لم يتم القيام بالمطلوب، فقد نجد انفسنا نواجه وضعا أشد خطورة. يمكن حدوث مواجهات لا يمكن لاحد التكهن بعواقبها. وعلى خلفية الادراك الى اين يمكن للامور أن تصل، تولد هنا شباك فرص يجب استغلاله. يجب استغلال الفرصة المؤاتية لتوفير حلول للمشاكل الأساسية . وكلما ابتعدنا عن احداث تلك الأيام، يتسلل الينا الخوف بأن يتعرض الشعور الملح بمعالجة تلك القضايا الى الانسحاق.

واختتم القاضي اور قائلا: لقد كان هناك من ادعى أن العنوان كان واضحا على الحائط في احداث اكتوبر، من المؤكد أنه يمكن القول، اليوم، ان العنوان ما زال مخطوطا على الحائط".

التعليقات