"يديعوت أحرونوت": الحكومة الاسرائيلية ستمنح امتيازات مغرية لمستوطني القطاع الذين يستوطنون في النقب

في موازاة الهجمة العنصرية الشرسة التي تشنها السلطات الاسرائيلية على المواطنين العرب في النقب وسلب اراضيهم بشتى الوسائل، والتي كانت آخرها من خلال جهاز المحاكم الاسرائيلي، كما افاد موقع "عرب 48"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر اليوم، الاحد، ان الحكومة الاسرائيلية ستمنح امتيازات للمستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم في اطار خطة "فك الارتباط"، شرط ان ينتقلوا للاستيطان في النقب.

وأوضحت الصحيفة ان الطاقم المشترك لوزارتي المالية والقضاء الذي "يستعد لتنفيذ خطة فك الارتباط" يجري في هذه الايام ابحاثا تتعلق بمجموعة من الامتيازات الخاصة التي سيتم منحها للمستوطنين الذين يختارون الانتقال للاستيطان في النقب، في مستوطنات قائمة او في مستوطنات جديدة ستقام في النقب". واشارت الصحيفة ايضا الى ان هذه "الحملة" مخصصة لـ7000 مستوطن الموجودين الان في مستوطنات قطاع غزة وبضعة مئات اخرى في اربع مستوطنات (غنيم، كديم، شا-نور وحومش) في الضفة الغربية.

وتابعت الصحيفة ان رئيس حكومة اسرائيل، ارييئل شارون، اصدر تعليمات مفادها ان على الجهات الحكومية المختصة "القيام بكل شيء" من اجل اقناع المستوطنين بالانتقال للاستيطان في النقب. واوردت في هذا السياق اقوال مدير عام وزارة القضاء، اهرون ابراموفيتش، ان لا نص في القانون الاسرائيلي يلزم المواطنين الاسرائيليين بالاستيطان في مكان معين، "ولذلك سيتم اغراؤهم من خلال عرض عليهم شروط خاصة".

وستشمل هذه الاغراءات منح المستوطنين اراض بدون مقابل، قروض يتم تسديدها بشروط مريحة واعفاء من الضرائب. ونسبت الصحيفة الى وزير كبير لم تذكر اسمه، قوله ان "جميع الذين سيتم اخلاؤهم سيحصلون على مبالغ كبيرة من المال من الدولة من دون علاقة بمكان سكناهم الجديد. سنشجعهم على الاستيطان في النقب".

وسيحاول شارون ان يقنع الرئيس الامريكي جورج بوش، في اثناء لقائهما في الرابع عشر من نيسان الجاري، بالاعلان عن منح مساعدات مالية لاسرائيل يتم رصدها لمجالين: الامن وتطوير النقب. وذكرت الصحيفة ان الادارة الامريكية كانت قد اوضحت انها لن تحول اموالا لتعويض مستوطنين في مستوطنات لم توافق عليها الادارة في الماضي.

كشفت "يدعوت أحرونوت" ان سلطان الامن في المطارات الامريكية اجرت تفتيشا دقيقا لجميع المسؤولين الاسرائيليين الذي سافروا الى الولايات المتحدة، باستثناء شارون.

واعربت الصحيفة عن دهشتها من قيام سلطات الامن في هذه المطارات من اجراء تفتيش دقيق للغاية على جسد واغراض رئيس المعارضة البرلمانية، شمعون بيرس، مشيرة الى انه كان يشغل مناصب هامة في اسرائيل مثل رئيس حكومة ووزير خارجية وانه شخصية معروفة عالمية اضافة الى انه حائز على جائزة نوبل للسلام.

وتبين من تقرير الصحيفة ان وزير الامن الاسرائيلي، شاؤول موفاز، ورئيس حكومة اسرائيل السابق، ايهود براك، ووزير الاسكان افي ايتام، وغيرهم من الوزراء تعرضوا للتفتيش الدقيق في المطارات الامريكية.لم تشر الصحيفة بتاتا الى النفي الذي أعلنه، امس، وزير الامن الفلسطيني في حكومة ابو مازن، العقيد محمد دحلان، لما نسبته اليه صحيفة "التايمز" البريطانية بان "حان الوقت لاستبدال عرفات". وقد افردت الصحيفة مساحة كبيرة جدا لاقوال دحلان الواردة في الصحيفة البريطانية وفي صحيفة كندية.

وقد استغلت الصحيفة، كما هو متوقع، الاقوال المنسوبة لدحلان لمواصلة التحريض على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكانت هذه الاقوال قد نشرت بالتزامن مع تهديدات شارون باغتيال عرفات.

كذلك نسب مراسل الصحيفة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، روني شاكيد، الى "القيادة الشابة في المناطق"(!) قولهم انه "لامر جيد ان يكون هناك شخص شجاع لا يخاف من قول الحقيقة حتى لعرفات نفسه". وزعم شاكيد ان هذه "القيادة الشابة" اشترطت الحديث اليه دون الكشف عن هويتها..

وفي مقال كتبه شاكيد الى جانب الخبر عن اقوال دحلان، زعم ان "الانتقادات الحادة (من جانب دحلان) هي جزء من الصراع بين الاجيال (الشابة والمسنة) في السلطة الفلسطينية". وزعم ان "اقواله تعبر عن مشاعر الجيل الشاب في السلطة الفلسطينية التي عافت عرفات وزمرته، الذين قادوا الحركة الوطنية الفلسطينية الى الانتحار"!!!

التعليقات