يديعوت احرونوت" تستعرض اولويات العمل في جهاز "الموساد" في عهد مئير دغان: تنفيذ اكثر ما يمكن من عمليات الاغتيال

يديعوت احرونوت
يستعرض الصحفي رونين برغمان، في صحيفة "يديعوت احرونوت"، اليوم (الثلاثاء)، ما يسميه بـ"الرياح الجديدة" التي تهب على جهاز المخابرات الاسرائيلي – الموساد – بعد تعيين مئير دغان، احد المقربين جداً من اريئيل شارون، رئيسا لهذا الجهاز.

ويستعرض برغمان في تقريره، شيئا من المفاهيم التي يتعامل بها رجل الموساد الاول، دغان، الذي يعتبر احد مخططي عملية اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (ابو جهاد) قبل 15 عاماً في تونس (في 16 نيسان 1988). ويشير الى الخلافات في الرأي بين دغان وبعض مرؤوسيه في جهاز الموساد، حول اولويات العمل. ففي الوقت الذي يرى فيه بعض المسؤولين في الجهاز ان ما يسمى بـ"الارهاب الدولي" لا يشكل خطرا على وجود اسرائيل، وان هناك قضايا اهم يجب الاهتمام بها، وفي مركزها "التحذير من الحرب" وليس "قطع رأس هذا المسؤول او ذاك" حسب وجهة نظرهم، يختلف معهم دغان الذي يسعى الى تكريس جل العمل في جهاز الموساد لمحاربة ما يسميه بـ"الخطر الارهابي الذي يتهدد اسرائيل". ويقول الكاتب ان اكثر ما يهم دغان هو تنفيذ اكثر ما يمكن من عمليات الاغتيال تحت ستار ما يسمى بـ"محاربة الارهاب"، وهو "لا تهمه الابحاث التي تجريها شعبة المخابرات حول نوايا الرئيس السوري او حول فرص التوصل الى عملية سلام حقيقي في الشرق الاوسط". فما يهمه هو "تنفيذ عمليات مختلفة، وبرأيه يجب ان تستغل الابحاث التي يجريها الجهاز، من اجل طرح افكار لعمليات جديدة والاشارة الى طرق العمل الصحيحة".

كما يستعرض الكاتب جانبا من "تحليل دغان للوضع الدولي"، اليوم، مشيرا الى انه (دغان) لا يثق بمقدرة اجهزة المخابرات الاميركية والبريطانية على محاربة التنظيمات، التي يعتبرها "ارهابية"، والمنتشرة في شتى انحاء العالم. ويقول دغان انه لا يثق بجهازي المخابرات في هذين البلدين، خاصة انهما منشغلان الآن في العراق. وعليه فانه يرى ان من يتحتم عليه القيام بمحاربة هذه التنظيمات هو جهاز الموساد. ويضع تنظيم حزب الله اللبناني، وتنظيم القاعدة في مقدمة اولويات العمل.

وبما انه لا يمكن لاسرائيل فتح جبهة دولية، حسب دغان، فان الموساد الاسرائيلي سيركز على بعض الجوانب المتعلقة بمحاربة من يسميها "التنظيمات الاسلامية الارهابية" في المواقع التي يمتلك فيها جهاز الموساد الاسرائيلي تفوقا نسبيا. وسيتم التركيز، مثلا، على العمليات في الشرق الأوسط والعالم العربي، وعلى الاتصالات مع حزب الله (يقصد العملاء الذين زرعهم في لبنان للعمل في صفوف حزب الله – حسب ما اشار اليه التقرير في موقع آخر – عرب48). كما سيركز الموساد على تنفيذ العمليات في المناطق التي خلق فيها شبكة علاقات جيدة.
الجبهة الثالثة التي سيعمل فيها جهاز الموساد الاسرائيلي في عهدة دغان، هي الدول التي يحاول تنظيم القاعدة العمل فيها. والمقصود، من وجهة نظر دغان، الدول الاسلامية المناصرة للتنظيم او تلك التي تقوم فيها اجهزة نظام هشة (مثل كينيا) او دول تفتقد الى نظام حكم مركزي، كأفغانستان. ويقول انه يمكن لاسرائيل ان تعمل في هذه الدول من خلال استغلال التجربة التي راكمتها من خلال عملها في مناطق كهذه، خاصة في لبنان والسلطة الفلسطينية.

امر آخر يطالب به دغان هو منح حرية العمل بشكل مطلق لعملاء جهاز الموساد في كل ما يتعلق بعمليات الاغتيال المركز، بحيث يتمكن من تفعيل وحداته دون أية عوائق.

التعليقات