"نهاية بن لادن، ولكن ليست نهاية القاعدة"

"الفترة الطويلة من المطاردة تم استغلالها جيدا من قبل بن لادن ومساعديه لبناء التنظيم (القاعدة) بحيث لا يكون مرتبطا بقائد واحد أو "رئيس خلية واحد"

كتب تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين، أن الولايات المتحدة أنجزت يوم أمس التعهدات التي أطلقها الرئيس السابق جورج بوش بتصفية أسامة بن لادن. واعتبر ذلك نجاحا استخباريا وعملانيا عظيما لا تنتقص منه السنوات العشر التي مرت من الملاحقة المكثفة في أفغانستان وباكستان.
 
وأضاف الكاتب أن هذه الفترة الطويلة تم استغلالها جيدا من قبل بن لادن ومساعديه لبناء التنظيم (القاعدة) بحيث لا يكون مرتبطا بقائد واحد أو "رئيس خلية واحد". وبحسبه فإن القاعدة عملت بشكل مستقل في العراق، كما تعمل بشكل مستقل أيضا في اليمن وشمال أفريقيا. وأنه في كل منطقة يوجد "مسؤول منطقة" لا يحتاج إلى مصادقة بن لادن من أجل العمل، ويقوم بتعيين نواب له يحلون مكانه في حال تم اعتقاله أو جرت تصفيته.
 
ويضيف الكاتب أن بن لادن اعتمد على منظمات راديكالية كانت تنشط في السابق في الدول العربية والإسلامية، وأنه قام باستدعائهم لتنفيذ عمليات عندما يحتاج ذلك، فيما هم يعملون بشكل مستقل تماما في ساحاتهم المحلية. والنتيجة، بحسب الكاتب، فقد تمت تصفية بن لادن، ولكن تنظيم القاعدة يستطيع أن يواصل العمل، ومن المتوقع أن تدفع عملية الاغتيال إلى محاولة الفروع المختلفة للقاعدة إثبات قدراتهم والرد على عملية الاغتيال، وخاصة ضد أهداف أمريكية.
 
وبحسبه ففي ظل المخاوف الحقيقية من أعمال انتقامية تنفذها القاعدة، فإن واشنطن بحاجة إلى إجراء فحص مجدد للتعاون الاستخباري بينها وبين باكستان. ويشير في هذا السياق إلى أنه خلافا للتقديرات السابقة التي أشارت إلى أن بن لادن يختبئ في أفغانستان فقد كان في مكان بارز قرب العاصمة الباكستانية.
 
ويتساءل الكاتب عما إذا كانت الاستخبارات الباكستانية تعلم بذلك، وإذا كان بن لادن يحظى بغطاء جهات راديكالية داخل الجيش أو الاستخبارات أو السلطة الباكستانية. ويضيف أنه يجب أن يتم فحص ذلك مجددا على خلفية استمرار القتال في أفغانستان وشمال غرب باكستان ضد العناصر الراديكالية.
 
وفي نهاية مقاله، يشير الكاتب إلى أن الخشية من قيام القاعدة بتنفيذ عمليات في أفغانستان وباكستان قد تراجعت، وأن تقديرات الاستخبارات الأمريكية في الشهور الأخيرة تشير إلى أنه بقي في كلتا الدولتين بضع مئات من ناشطي القاعدة، إلا أن الحرب تحولت من حرب على القاعدة إلى حرب ضد حركة طالبان، والتي يصفها الكاتبة بأنها "قوة إرهابية تفوق قدراتها قدرات القاعدة".

التعليقات