"تصريحات شديدة اللهجة ضد نتانياهو في البيت الأبيض"

"لم يحصل من قبل وأن كان الدبلوماسيون الإسرائيليون وأصدقاء إسرائيل في واشنطن بحاجة إلى بذل جهود كبيرة من أجل شرح لماذا تعتبر إسرائيل مهمة للولايات المتحدة"

كتب مراسل "هآرتس" في واشنطن، اليوم الاثنين، أنه قبل دقائق من خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام مؤتمر "إيباك" عرضت الشاشات العملاقة أفلاما قصيرة بهدف إدخال الجمهور إلى الأجواء المناسبة، حيث عرضت صور تظهر علمي إسرائيل والولايات المتحدة، وتضمنت العناوين المتبدلة مضامين تؤكد على وحدة الحال في القوة وصنع السلام.
 
وبحسب المراسل باراك رفيد فإن هذه المحاولة التي جاءت للتأكيد على التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة إنما أبرزت علامة الاستفهام الكبيرة بشأن العلاقات، وخاصة في الأيام الأخيرة والتي وصلت حدة التوتر وعدم الثقة أوجها بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.
 
ويضيف أنه لم يحصل من قبل وأن كان الدبلوماسيون الإسرائيليون وأصدقاء إسرائيل في واشنطن بحاجة إلى بذل جهود كبيرة من أجل شرح "لماذا تعتبر إسرائيل مهمة للولايات المتحدة".
 
ولفت الكاتب في هذا السياق إلى أن سفير إسرائيل في واشنطن، مايكل أورون، كان قد نشر مقالا قبل عدة أسابيع بهذا الشأن في "فورين بوليسي"، ووصف المقال بأنه مفصل وكأنه كاتبه مؤرخ إسرائيلي من أصل أمريكي، وتضمن شرحا لعمق التعاون الأمني والاقتصادي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والقيم المشتركة. ولكن البارز في المقال الذي كتب للجمهور الأمريكي هو اللهجة التي تنم عن وجود العلاقات بين البلدين في اختبار صعب أو أزمة حادة.
 
ويضيف الكاتب أن نتانياهو ومستشاريه كانوا بحاجة إلى 24 ساعة كي يستوعبوا أن الطريقة التي انتهى بها اللقاء مع أوباما في البيت الأبيض، الجمعة، والعناوين التي أعقبت ذلك في وسائل الإعلام الأمريكية هي مشكلة خطيرة.
 
وأشار الكاتب إلى أن نتانياهو بادر إلى إجراء اتصالات مع مراسلي وكالات الأنباء الأجنبية، وأجرى مقابلات قصيرة وذلك في محاولة لـ"خفض ألسنة اللهب" مع الرئيس الأمريكي. وادعى نتانياهو في المقابلات أنه لا يوجد أزمة في العلاقات، وأن وسائل الإعلام قد ضخمت الأمور، وأن الحديث عن مجرد خلاف بين أصدقاء.
 
وبحسب المراسل فإن ذلك لم يخفف من غضب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية. ونقل عن مسؤولين أمريكيين إن هناك إحساسا لدى الإدارة الأمريكية بأن نتانياهو استغل خطاب أوباما، الخميس، لأغراض سياسية إسرائيلية داخلية.
 
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن اللقاء بين نتانياهو وأوباما كان جيدا نسبيا، ولكن تصريحات نتانياهو في المؤتمر الصحفي مست بالرئيس كثيرا. وقال مسؤول أمريكي "إن تصرف نتانياهو بعد اللقاء يثير علامة سؤال حول ما إذا كان نتانياهو سيقف إلى جانب الولايات المتحدة إذا احتاجت مساعدة إسرائيلية".
 
كما نقل المراسل عن مصادر إسرائيلية تحدثت مع مسؤولين أمريكيين في الأيام الأخيرة قولهم إنهم سمعوا تصريحات شديدة اللهجة تجاه نتانياهو، وأن مشاعر وزيرة الخارجية الأمريكية تجاهه تتراوح ما بين "الإهانة والكراهية".
 
وأضاف أن نتانياهو مدرك للمشكلة، ولكنه يكرر نفيه لوجود أزمة في العلاقات. وبحسب مقربين منه فإن نتانياهو يعتقد أن هناك تقاربا بين إسرائيل وبين الإدارة الأمريكية.
 
وخلص إلى القول إن نتانياهو سيلقي اليوم كلمة أمام "إيباك"، وكلمة أخرى مركزية أمام الكونغرس، في حين أن البيت الأبيض ينتظر سماع أقواله ويتوقع أن يلمح نتانياهو إلى أنه ينوي تحقيق تقدم سياسي حقيقي، إضافة إلى تحسين العلاقات مع أوباما، خاصة وأن خطابه أمام "إيباك" في العام الماضي قد أثار غضب الإدارة الأمريكية واعتبر أنه هجوم على الرئيس.

التعليقات