القدس في "معاريف": تقسيمها أم التخلص من العرب

"مخيم شعفاط لم تطأه قدم يهودي منذ سنوات.. صور باهر وكفر عقب وقلندية يمكن التخلص منها.. جبل المكبر لا يمكن إعادته ولا يمكن تقسيمه..

القدس في
بمناسبة ما يسمى بـ"يوم أروشليم الموحدة" تناول قضية القدس عدد من كتاب صحيفة "معاريف"، جمع بينهم الإجماع على القدس بأقل عدد ممكن من العرب في مواجهة المشكلة الديمغرافية التي تواجه مخطط تهويد المدينة.
 
وكتب عوفر شيلاح، تحت عنوان "القدس مثل إسرائيل" مشيرا إلى تحول أحياء في المدينة إلى "حريدية" في حين يحاول رئيس البلدية تسويق المدينة للعلمانيين عن طريق برامج ثقافية وتحسينات للطلاب وتسهيلات لنقل أعمال ذات صلة بالهايتك إلى المدينة، إلا أن محاولته تلك ستنتهي بالفشل.
 
وبحسبه فإن القدس مثل إسرائيل، وأن الأمراض التي تصيب الأخيرة تظهر في القدس أيضا. ويضيف أن الهدف الصهيوني لم يكن بناء بيت للشعب اليهودي فحسب وإنما بناء مجتمع مثالي. ويضيف أن القدس تحول إلى رمز يحمله الكثيرون، ولكن القلائل يعرفون حقيقته.
 
ويشير في هذا السياق إلى الالتصاق بـ"القدس الموحدة" وعدم تقسيمها، بما في ذلك مخيم شعفاط للاجئين، والذي لم تطأه قدم يهودي منذ عشرات السنوات. ويضيف أن "معظم الذين يتحدثون عن تطوير المدينة لم يصلوا إليها منذ مدة طويلة، وحتى رئيس الحكومة الذي ولد في القدس يقضي نهاية الأسبوع في قيسارية".
 
ويكتب أيضا أن كل إسرائيلي يعرف أنه في نهاية المطاف فإن "الأحياء العربية" في محيط القدس ستكون جزءا من الدولة الفلسطينية، إلا أن أسطوانة "تقسيم القدس" لا تزال تستخدم كسلاح في مواجهة الخصم والاتهام بالخيانة.
 
ويخلص إلى أن النقاش في إسرائيل بشأن القدس لا يتم، منذ مدة طويلة، على مستوى الواقع والحقائق، وإنما على مستوى "الغضب والمخاوف والكلمات الفارغة".
 
وكتب أليك مرغليت في الصحيفة أيضا تحت عنوان "المدينة المفقودة" أن السياسيين يواصلون إطلاق الشعارات، والحكومة تكرر التزاماتها بـ"المدينة الموحدة"، في حين أن الشباب يواصلون الهجرة من المدينة.
 
ويدعي الكاتب استنادا لمعطيات عدد من معاهد الأبحاث في القدس أن 80% من قرارات الحكومة بشأن القدس لم تطبق. وبحسبه فإن "الثروة البشرية" تغادر القدس وكأنما المدينة تعرضت لوبأ يقضي على ذوي الألقاب الأكاديمية من جيل 25 عاما فما فوق.
 
ويخلص إلى أن التدخل الحكومي من خلال استثمار المليارات في المدينة من شأنه أن يغير الوضع في مواجهة ما أسماه "الشبح الديمغرافي" الذي يهدد "الطابع اليهودي للمدينة".
 
وفي المقابل، كتب أفراهام تيروش تحت عنوان "لم أغن لشعفاط" أن المناطق التي تم ضمها للقدس بعد حرب 67 لا يوجد لها أي علاقة بـ"المدينة التي صلى من أجلها اليهود خلال أجيال".
 
ويضيف أن الواقع في القدس يشير إلى أن القدس مقسمة فعليا، و"هي بؤرة للخلاف وأرض خصبة للمواجهات والكراهية والمظاهرات، وأبعد ما تكون عن خدمة السلام".
 
ويتابع أن كل شيء في القدس "حساس وهش" وأن الحريديين يسيطرون على المدينة في حين أن العلمانيين يهربون منها. وعلى الجبهة القومية والديمغرافية، وفي حال ظلت حدودها البلدية كما هي، فإنها ستصبح بعد عدة سنوات مدينة "عربية – حريدية".
 
ويخلص إلى أن الحل هو "لا مناص من تقسيم القدس"، مشيرا إلى أن "تقسيم القدس" كان لسنوات مصطلحا ملحقا بـ"الخيانة".
 
وفي توضيحه لـ"تقسيم القدس" يكتب أن إسرائيل بعد حرب 67 ضمت أحياء وقرى عربية في محيط القدس، لأسباب عسكرية أساسا، وضاعفت منطقة نفوذ البلدية بـ11 مرة. ويضيف أن شعفاط وأبو ديس وغيرها لا يوجد لها أية علاقة بالقدس، وأن الحديث عن تقسيم القدس يعني الانفصال عن المناطق العربية فيها وحولها والتي لا يدخلها أي يهودي.
 
كما كتب شالوم يروشالمي تحت عنوان "تقسيمها من أجل إنقاذها" أنه على إسرائيل أن تعيد فورا كافة الأحياء غير المختلطة في القدس؛ صور باهر وكفر عقب وقلندية وأحياء الأطراف الفلسطينية.
 
وكتب أنه كان للقدس قبل 67 طابعها، وحدودها واضحة ومعترفا بها ويمكن الدفاع عنها، ولكنها اليوم مشتتة في كافة الاتجاهات، وتغرق في مشاكل ديمغرافية واقتصادية.
 
ولفت في هذا السياق إلى أن قادة الدولة افتتحوا الأربعاء الماضي حي "معاليه زيتيم" الاستيطاني في داخل حي راس العامود، والتي سيصل عدد سكانها قريبا إلى ألف. ويضيف "لا يمكن اعتبار هذا الحي عربيا عندما يكون في داخل الدولة الفلسطينية، ولا يمكن اعتباره يهوديا إذا تم ضمه إلى إسرائيل، ولا يمكن أن تمر خطوط الحدود بين البيوت في الحي".
 
ويخلص إلى أنه يجب "إعادة كل ما هو غير مختلط قبل أن يفوت الأوان.. لا يمكن إعادة سلوان المختلطة، ولكن يمكن إعادة صورباهر، أما جبل المكبر فلا يمكن إعادته أو تقسيمه، ويمكن إعادة كفر عقب وأحياء الأطراف الفلسطينية بحيث يصبح عشرات آلاف العرب من سكان الدولة الفلسطينية".
 
وفي حديثه عن قلندية، يكتب أن "هذا المخيم يقع خلف الجدار في منطقة يعيش فيها 20 ألف فلسطيني يعتبرون مقيمين في إسرائيل ومن سكان القدس ويحملون بطاقات شخصية زرقاء ويعتمدون على التأمين الوطني الإسرائيلي، في حين يحصلون على الخدمات الاجتماعية والبلدية من السلطة، فما الجدوى من استمرار اعتبار مثل هذه الأحياء ضمن منطقة القدس".
 
ويختتم مقالته بالإشارة إلى رد شمعون بيرس على سؤال "لماذا يتنازل للعرب"، ويرد بيرس بالقول "أنا لا أتنازل للعرب، أنا أتنازل عن العرب".

التعليقات