"ضغوط أمريكية أم إسرائيلية منعت إصدار بيان مشترك؟"

"يجب على إسرائيل ألا تتراجع وتقدم تنازلات، في حين أن الفلسطينيين ليسوا على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات، أو الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية"

كتبت "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، أن قرار الرباعية الدولية عدم إصدار بيان مشترك يطالب بتجديد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يثير علامات استفهام وتخمينات مختلفة بشأن ما يحصل وراء الكواليس، مشيرة إلى أن من بينها "التعنت الإسرائيلي أو مبادرة جديدة من نتانياهو أو ضغوط أمريكية".
 
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه في إطار الحوار مع الإدارة الأمريكية فقد أوضحت إسرائيل بأنها لن توافق على مسار سياسي يتضمن مصطلح "حدود 67"، كما عرض في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكما تعامل مع الاتحاد الأوروبي.
 
وأضافت المصادر ذاتها أن نتانياهو قد أكد أن إسرائيل لا تستطيع الاستجابة لأي مبادرة دولية تتضمن "حدود 67".
 
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، وصفته بأنه "مطلع على ما يدور في الدوائر الإسرائيلية المصغرة" أن إسرائيل بلورت اقتراحا لـ"مسار سياسي بعيد المدى"، بيد أنه لم يتم تأكيد ذلك بشكل رسمي من قبل مكتب رئيس الحكومة. وقالت مصادر إسرائيلية في هذا السياق أنه جرى حوار مع واشنطن وتم تبادل أفكار واقتراحات.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد اللقاء الذي طال أكثر من الوقت المخطط وفي ظل خلافات كثيرة، فإنه على ما يبدو من المتوقع أن تحاول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي سيرجي لافروف، والأوروبية كاثرين أشتون، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبعوث الرباعية الدولية إلى المنطقة طوني بلير، العمل على تحريك ما يسمى بـ"العملية السياسية".
 
يذكر أن مسؤول أمريكي كان قد صرح صباح اليوم أن المشاركين في لقاء الرباعية يجددون الدعوة العاجلة للطرفين؛ إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لإيجاد طريقة لتجديد المحادثات المباشرة بدون شروط مسبقة.
 
كما تجدر الإشارة إلى أن نتانياهو كان قد أجرى الأحد الماضي مشاروات مطولة مع وزراء المجلس السباعي الإسرائيلي، تمت خلالها مناقشة البنود التي توافق عليها إسرائيل لكي تتمكن الرباعية الدولية من عرض "مسار سياسي" يؤدي إلى تجديد المحادثات مع السلطة الفلسطينية. كما تمت مناقشة سيناريوهات مختلفة، بضمنها طرق العمل الممكنة لإسرائيل في حال أصدرت الرباعية بيانا يضع إسرائيل في الزاوية ويعرضها لضغوط دولية شديدة.
 
وبحسب الصحيفة فإن التقديرات تشير إلى أنه بسبب معارضة إسرائيل دمج مصطلحات من خطاب أوباما، فإن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا لتجنب إصدار بيان يرفضه نتانياهو، مشيرة إلى أن تسلسل الأحداث لا يساعد على تجديد المفاوضات وممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية للعودة إلى المحادثات ووقف المسعى الفلسطيني للاعتراف الدولي من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول.
 
وكتبت الصحيفة في موقعها على الشبكة نقلا عن أحد وزراء السباعي قوله إنه "يجب على إسرائيل ألا تتراجع وتقدم تنازلات، في حين أن الفلسطينيين ليسوا على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات، أو الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية".

التعليقات