مرشح جمهوري للرئاسة الأمريكية: انسحاب إسرائيل إلى حدود 67 انتحار

ويضيف: لا يمكن إجراء مفاوضات مع حماس والسلطة الفلسطينية.. يجب إسقاط النظام الإيراني.. عداء لليهود في فلسطين قبل قيام إسرائيل.. الإسلام المتطرف لا سامي منذ عشرينيات القرن الماضي

مرشح جمهوري للرئاسة الأمريكية: انسحاب إسرائيل إلى حدود 67 انتحار
قال نيوت غنيغريتش، السياسي الجمهوري المخضرم الذي أعلن اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إن انسحاب إسرائيل إلى حدود 67 هو بمثابة انتحار.
 
وفي مقابلة مع صحيفة "هآرتس" قال غينغريتش إن الكثير من المحافظين الأمريكيين يرون أن أمن الولايات المتحدة وإسرائيل يواجهان التهديد نفسه. وقال إنه يعتقد أنه كان من الأفضل لإسرائيل أن يكون إجماع على أن بقاء الولايات المتحدة لا ينفصل عن بقاء إسرائيل، وأن إسرائيل هي قضية غير حزبية.
 
وأضاف أن ذلك لم يكن ممكنا مع الرئيس الأمريكي الحالي. وبحسبه فإن اقتراحه بالعودة إلى حدود 1967 هو انتحاري. وقال إن موافقة إسرائيل على حدود 67 تكون قد حكمت على نفسها بالموت.
 
وتابع أن أوباما تحدث عن "حدود 67 مع تبادل مناطق متفق عليها"، في حين أن رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت تحدث عن الفكرة نفسها، ولكن يوجد فرق بين ما قاله أوباما وبين ما يدعي أنه قاله، ففي خطابه الأصلى أنشأ إطار يسمح لحركة حماس والسلطة الفسطينية بالقول "نحن نبدأ المفاوضات بالحدود".
 
وردا على سؤال بشأن ماذا يقترح لحل الصراع الذي أسمته الصحيفة بـ "الإسرائيلي - الفلسطيني"، وبشأن المستوطنات، قال غنيغريتش إن المستوطنات ليست ذات صلة، وإنه في حال قامت إسرائيل بإخلاء جميع المستوطنات فسوف تبرز مطالب جديدة.
 
وأضاف أنه لا يرى الصراع سياسيا، وإنما "صراع هوية" أكثر منه سياسيا. وبحسبه فإن "الإسلام المتطرف هو لا سامي منذ سنوات العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، قبل قيام إسرائيل".
 
وتابع أن "العداء لليهود في فلسطين كان غير عادي، وأن مفتي القدس قد دعم النازية".
 
وفي إجابته عما إذا كان يؤمن بحل الدولتين، قال إنه إحدى مساهمات الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان المهمة في هزيمة الاتحاد السوفييتي هي تعريفه بأنه "إمبراطورية الشر" منذ العام 1983. وأضاف أن حركة حماس هي "الشر"، وليست منظمة سياسية عادية وشريكة في المفاوضات، وأنها تصرح علانية وتكرر في كافة وسائل الإعلام الممكنة أن هدفها هو "قتل اليهود والقضاء على إسرائيل"، على حد تعبيره.
 
أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية، فقال إن رئيس السلطة محمود عباس قال قبل شهر إنه يريد فلسطين بدون يهود (ما فسر من قبل السلطة بأنه إشارة إلى خلوها من جنود الاحتلال). وتابع غرينغيتش أن هناك مشكلة جدية في رفض الاعتراف بإسرائيل منذ 60 عاما، وبالتالي لا يمكن إجراء مفاوضات مع "من يحاول قتلك".
 
وردا على سؤال "هآرتس" بشأن أن المفاوضات تتم مع "الأعداء" وأن الولايات المتحدة غيرت من توجهها نحو حركة طالبان، أجاب أن إدارة أوباما تحاول مصالحة طالبان لكي تتمكن من مغادرة المنطقة، ولكن ذلك، برأيه، سيجعل طالبان أكثر خطرا وأكثر عداء للغرب.
 
أما بشأن التصويت في الهيئة العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال إنه يقترح على الولايات المتحدة أن تعمل بنصحية وزير خارجية بوش الأب، جيمس بيكر، وهي التهديد بوقف تمويل الأمم المتحدة.
 
ولدى سؤاله عما إذا كان هذا الاقتراح واقعيا، قال غرينغيتش إن الإدارة الحالية لن تفعل ذلك، رغم أن الحديث عن سياسة واقعية. وأضاف أنه ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة لا تستطيع قيادتها مواجهة التهديدات. وقال إن مجرد مشاركة 60 دولة في مؤتمر ضد الإرهاب في إيران، بما فيها العراق وباكستان وأفغانستان، فإن ذلك يجب أن يغضب الولايات المتحدة أكثر من إيران نفسها، ولكن ذلك لم يحصل.
 
وعن الإستراتيجية التي يتوجب اتباعها لمواجهة النظام الإيراني، قال إنه يجب التعلم من ريغان وتاتشر والبابا يوحنا بولس الثاني، حيث أن الهدف يجب أن يكون استبدال النظام الإيراني الحالي بوسائل سرية وعقوبات ومساعدات مالية لمعارضي النظام وتشويش الاتصالات.
 
وقال أيضا إنه يجب أن يكون هناك تغيير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ووقف بناء أوهام بشأن الثورات في العالم العربي. وأضاف أنه كان من الأجدى للولايات المتحدة أن تعمل على التخلص من معمر القذافي بطرق سرية، مشيرا إلى اعتقاده بأنه كان يجب على الولايات المتحدة ألا ترسل جنودا إلى الدول بشكل عام، بما فيها أفغانستان والعراق وليبيا.
 
وقال في هذا السياق إنه سيلقي خطابا في آب/ أغسطس يتحدث فيها عن أن الولايات المتحدة وبعد 10 سنوات من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 تواجه خطرا لم تواجهه من قبل.  

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن غينغرتش (67 عاما) كان رئيسا لمجلس النواب الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
 
وتميزت فترة رئاسة غينغريتش لمجلس النواب بالتوتر في العلاقات مع الرئيس الديمقراطي كلينتون خاصة فيما يتعلق بالميزانية وفضيحة مونيكا لوينسكي.
 
وكان غينغريتش قد ترك منصبه البرلماني في عام 1999، ويعرف بتوجهاته المحافظة وهو يدير عددا من المنظمات غير الربحية والمشروعات الخاصة.
 
لكن حياته الشخصية غير مستقرة فقد طلق زوجتين، وفي تسعينيات القرن الماضي وحين كان يقود الحملة في الكونغرس لعزل كلينتون بسبب فضيحة مونيكا لوينسكي تكشفت علاقة غينغريتش بالمرأة التي أصبحت فيما بعد زوجته الثالثة.
 
ويعد غينغريتش أول الشخصيات المعروفة من الحزب الجمهوري التي تعلن اعتزامها الترشح في انتخابات الرئاسة 2012.

التعليقات