قلق من تعاظم عزلة إسرائيل الإقليمية والدولية بسبب الجمود في العملية السلمية

"عدم الاعتراف بالعلاقة التي تربط المسلمين بالقدس، واعتبارها العاصمة الموحدة والأبدية للشعب اليهودي، هذا الاعتقاد، يقول إلدار، يضرب ركنا أساسيا من معتقدات جيراننا، لأن الفلسطينيين يعتقدون أن عدم الاعتراف بالعلاقة التي تربطهم بالقدس معناه محو هويتهم"

قلق من تعاظم عزلة إسرائيل الإقليمية والدولية بسبب الجمود في العملية السلمية
وصف المحلل السياسي، في صحيفة "هآرتس" عكيفا إلدار رد فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وجوقته على حد تعبيره على الخطوة الإسرائيلية ببناء 1,100 وحدة استيطانية جديدة في القدس، وصفها بأنها عذر أقبح من ذنب، مشيرا إلى أن الاعتقاد اليهودي بأن القدس كلها لنا ولنا فقط، بما في ذلك ما أسماه بـ"الحوض المقدس"، البلدة القديمة والقرى الفلسطينية المحيطة، التي ضمتها إسرائيل على عاتقها، وعدم الاعتراف بالعلاقة التي تربط المسلمين بالقدس، واعتبارها العاصمة الموحدة والأبدية للشعب اليهودي، هذا الاعتقاد، يقول إلدار، يضرب ركنا أساسيا من معتقدات جيراننا، لأن الفلسطينيين يعتقدون أن عدم الاعتراف بالعلاقة التي تربطهم بالقدس معناه محو هويتهم.
 
ويضيف إلدارفي مقال نشرته الصحيفة اليوم تحت عنوان "فاقدو الوعي" أن محاولة إقناع مسلم متدين بأن الحديث يدور عن أسطورة عمرها مئات السنين فقط، هي كمحاولة إقناع يهودي أن يأكل لحم الخنزير في يوم الغفران، كما يشير إلى أن المقابر مليئة بأناس تجادلوا حول معتقدات دينية وقومية.
 
إلدار يشير، أيضا، إلى استغراب نتنياهو، في خطابه أمام الجمعية العامة، من عدم اعتراف الفلسطينيين بحق الشعب اليهودي بإقامة دولته على أرض إسرائيل، دون أن يذكر ولو بكلمة واحدة حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم على نفس الأرض. هذا النهج تجلى لدى نتنياهو في خطابه الشهير المعروف بخطاب "بار إيلان" أيضا كما يقول إلدار، حيث لم يتطرق ولو بإشارة إلى الحق التاريخي للشعب الفلسطيني، وعندما ذكرالفلسطينيين في سياق الحق التاريخي لليهود على هذه الأرض، وصفهم بالسكان الذين يعيشون هنا، أي في إطار مشكلة ديمغرافية يجب أن نجد لها حلا.
 
إلدار لا يدخر في انتقاد الخطاب الفلسطيني المتنكر لحقوق اليهود التاريخية والدينية، كما يزعم ويرى أن هذا التوجه يغذي توجه عدم وجود شريك للمفاوضات، ويفضي إلى طريق مسدود وإلى مزيد من العزلة. العزلة الإقليمية والدولية التي تعاني منها إسرائيل، شغلت وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الذي حط في إسرائيل صباح اليوم، الاثنين، حيث حذر عشية زيارته من ازدياد العزلة التي تحيط بإسرائيل وطالب قادتها باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وتحسين العلاقات مع مصر وتركيا، مشيرا إلى أن التفوق العسكري غير كاف لتوفير الأمن، وأن المطلوب هو دمج هذا التفوق مع جهود دبلوماسية، وأن إسرائيل يجب أن ترسخ علاقاتها مع بعض الدول تحسبا لنتائج غير متوقعة قد يفضي إليها الربيع العربي.
 
بانيتا، (73 عاما ) يعتبر من أصدقاء إسرائيل المقربين في إدارة أوباما، ربطته خلال إشغاله منصب رئيس الـ"سي آي إيه"، علاقات وثيقة بإيهود باراك وزار إسرائيل عدة مرات. منذ توليه منصب وزير الدفاع في شهر تموز الماضي عزز العلاقة مع إسرائيل ولعب دورا مركزيا في إنقاذ طاقم السفارة الإسرائيلية في القاهرة واستقبل قبل أسبوعين وزير الأمن ايهود براك في واشنطن، وسيقوم خلال زيارته لإسرائيل ببحث ما يعرف بالخطر الإيراني والتحولات في المنطقة في ظل الربيع العربي. وكما هو معروف فإن الإدارة الأمريكية تسعى إلى التقريب بين إسرائيل وكل من تركيا ومصر التي تسعى الأخيرة جاهدة إلى إبقائها في محورها بعد التغيير الذي أحدثته الثورة.

التعليقات