مراقبون: حكومة نتنياهو لن تستطيع الصمود أمام التسونامي الداخلي

عودة تسونامي الاحتجاج إلى الشارع، قد بدأت ومعها قد يبدأ العد التنازلي لحكومة نتنياهو، كما يعتقد بعض المراقبين

مراقبون: حكومة نتنياهو لن تستطيع الصمود أمام التسونامي الداخلي
بعد أن فرغت من التسونامي السياسي، الذي جاء أقل بكثير من التنبؤات عادت إسرائيل حكومة وشعبا، إذا جاز التعبير إلى الانشغال بمشاكلها الداخلية التي تحاول تغطيتها في كل مناسبة تحت سجادة الأمن والأزمات السياسية الخارجية.
 
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي فشل قبل أسبوعين في تمرير توصيات لجنة طراختنبرغ التي شكلها هو، في أعقاب موجة الاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت إسرائيل، تمكن من تمريرها مؤخرا، ليس قبل أن يدفع ثمن تصويت بعض أطراف ائتلافه الحكومي، وفي مقدمتهم شريكه أفيغدور ليبرمان، علما أنه فشل في إقناع حركة "شاس" التي يعاني جمهورها من الظلم الاجتماعي الواقع على الفئات المهمشة في إسرائيل.
 
 عودة تسونامي الاحتجاج إلى الشارع، قد بدأت ومعها قد يبدأ العد التنازلي لحكومة نتنياهو، كما يعتقد بعض المراقبين، الذين يقدرون أن الأخير التي فشل في التعاطي مع هذه الظاهرة، ولم يقدر مدى تغلغلها داخل المجتمع الإسرائيلي من جهة، ومن جهة ثانية هو أعجز ما يكون عن التعاطي مع مطالب العدل الاجتماعي، كونه، نتنياهو، من آباء الخصخصة والاقتصاد الحر، بل إن سياسته الاقتصادية التي اختطها عندما كان وزيرا للمالية ورئيس حكومة هي التي قادت الأوضاع الاجتماعية في إسرائيل إلى ما هي عليه.
 
 قادة حركة الاحتجاج الذين اجتمعوا أمس، الاثنين، في تل أبيب، أعلنوا عن مظاهرة كبرى في 29 من الشهر الجاري، ستكون، على حد قولهم، بمثابة الإنذار الأخير لحكومة نتنياهو قبل ما وصفوه بإضراب الشعب، الذي سيكون يوم الأول من تشرين ثاني القادم، كذلك أعلن اتحاد الطلاب الجامعيين عن نيته إعلان الإضراب في الجامعات التي يفترض أن تفتح أبوابها في الأول من تشرين ثاني القادم.
 
من جهته صرح رئيس الهستدروت، عوفرعيني، أنه سيعلن عن نزاع عمل غدا، الأربعاء وهو نزاع يستطيع بعده بأسبوعين إعلان الإضراب العام في القطاعات الاقتصادية المختلفة، الأمر الذي يؤشر إلى انضمام الهستدروت إلى حركة الاحتجاج، علما أنه لم يعرف بعد فيما إذا كان إضراب الشعب، الذي يتحدث عنه قادة الاحتجاج سيتم بالتعاون مع الهستدروت أو بدونها.
 
قائدة حركة الاحتجاج، دافني لايف، قالت في هذا الصدد، إننا منذ ثلاثة أشهر ونحن نصرخ دون أن يسمع من يجلسون في الحكومة صرختنا، مشيرة إلى أننا خرجنا إلى الشارع بعد أن فاض بنا الكيل، ولم نستطع تحمل المزيد من العبء الواقع على كاهلنا. وأضافت لايف، التي سبق ووصفت توصيات لجنة طراختنبرغ بحبة المهدئ التي تعطى لمريض سرطان، إننا في الأول من تشرين سنثبت أننا نحن المواطنين نملك القوة.
 
حكومة نتنياهو التي اعتقدت أنها عبرت امتحان حركة الاحتجاج الأجتماعى الأوسع التي اجتاحت إسرائيل بتشكيلها لجنة طراختنبرغ، خاصة في ظل المصداقية التي تمتع بها الرجل، عادت إلى نقطة البداية بعد فشل اللجنة المذكورة بقلب سلم الأولويات الإسرائيلي الذي يحتل الأمن والاستيطان درجته الأولى وهو ما لا يستطيع ولا يريد نتنياهو او أي حكومة إسرائيلية تغيير. نتنياهو الذي استطاع تجاوز المحنة السياسية لن يستطيع برأي المراقبين تجاوز المحنة الداخلية فالمناورات الائتلافية فتحت ملف الحديث عن انتخابات قريبة في إسرائيل وحكومته لن تستطيع الصمود ربما حتى نهاية العام القادم 2012.

التعليقات