"عشية حرب أم استدعاء المزيد من العقوبات على إيران"

"إسرائيل تلعب قريبا من ألسنة اللهيب في ساحة أخرى غير الساحة الإيرانية، فوقف تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية يعطل عمل أجهزتها الأمنية، الأمر الذي يمس بأمن الإسرائيليين وعلى رأسهم المستوطنون"

تحت عنوان "حرب أعصاب" بين إسرائيل وإيران، أشار الكاتبان في صحيفة "هآرتس"؛ عاموس هرئيل وآفي يسسخاروف، إلى أن سلسلة أحداث وقعت مؤخرا باعتبار أنها تذكر بواقع أشبه بعشية الحرب، حث أن إسرائيل تجري تجربة إطلاق نادرة لصاروخ باليستي، في حين يعلن سلاح الجو عن مناورة ناججة في سردينيا الإيطالية، في المقابل فإن القيادة العسكرية الإيرانية تقلل من احتمالات شن هجوم إسرائيلي، ولكنها تهدد بأن إيران سترد بشدة، بينما تعلن مصادر بريطانية عن استعدادات لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وفي هذه الأثناء يزور رئيس أركان الجيش البريطاني إسرائيل سرا، في حين يتوجه وزير الأمن الإسرائيلي إلى بريطانيا لإجراء محادثات في لندن.
 
وبحسب الكاتبين يجب عدم التسرع إلى الدخول إلى الملاجئ، باعتبار أن الحديث عن حرب بالإشارات، وتهديدات علنية ليست موجهة بالضرورة إلى الجماهير في منازلها، وإنما إلى فيينا ونيويورك ولندن وواشنطن، حيث أن الطريقة التي يتم فيها استيعات التصريحات وترجمتها إلى أفعال في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن هو ما سيفرض التطورات في الأسابيع القادمة.
 
ويشير الكاتبان إلى أن بعض هذه الخطوات هي جزء من حملة لا تهدف بالضرورة إلى شن هجوم إسرائيلي، وإنما من الممكن أن تكون جزءا من عملية دبلوماسية واسعة لتشديد العقوبات المفروضة على إيران.
 
وبحسبهما أيضا، فإن الانشغال الإعلامي الواسع بإمكانية شن هجوم على إيران ينطوي على نظرة خاطئة، حيث أنه لو كان رئيس الحكومة ووزير الأمن يسعيان إلى شن الحرب فسوف يكونان أول من يقلق مما يمكن وصفه بأنه كشف تفاصيل عملانية سرية في الصحافة.
 
وفي هذا السياق يتناول الكاتبان التجربة الصاروخية يوم أمس، مشيرين إلى أن مصادر أجنبية كانت قد كتبت أن إسرائيل قادرة على تركيب رؤوس نووية على صورايخ بالستية، في حين نشر تقرير بريطاني قبل عدة أيام تضمن إن إسرائيل تعمل على تطوير مدى الصاورخ من طراز "يريحو 3". وينوه الكاتبان إلى أن تجربة الصاروخ تنطوي على استعدادات استغرقت شهورا شارك فيها المئات، وليس الحديث عن قرار اتخذ في لحظة. ومن الجائز الافتراض أن توقيت التجربة قد حدده وزير الامن، وأن رئيس الحكومة ووزير الأمن يدركان ما يمكن أن تثيره التجربة في هذا التوقيت.
 
ويقول الكاتبان، فقط نتانياهو وباراك يعرفان، وربما لم يقررا بعد. ولكن كثيرين ينسبون لهما اتباع خطة محكمة من الحرب النفسية، بدون أي نية للعمل العسكري. وفي هذه الحالة فإن إسرائيل في وضع (Win-Win) الرابح في كل الحالات، حيث من الممكن أن يقوم المجتمع الدولي بفرض المزيد من العقوبات على إيران، وإلا سيكون هناك بدائل أخرى. ورغم ذلك يعتبر الكاتبان أن هذه اللعبة خطيرة، حيث أن خطأ قاتلا واحدا قد يجر المنطقة إلى المواجهة.
 
ويتناول الكاتبان ساحة أخرى، غير الساحة الإيرانية، "تلعب فيها إسرائيل قريبا من اللهيب"، وذلك في إشارة إلى قرار المجلس الوزاري الثماني، يوم أمس الأول، معاقبة السلطة الفلسطينية في أعقاب قبولها عضوا في منظمة اليونيسكو، من خلال تسريع بناء 2000 وحدة سكنية في الضفة الغربية، وتجميد تحويل أموال الضرائب.
 
ويشير الكاتبان في هذا السياق إلى أن كثيرين من بين عشرات آلاف العاملين في أجهزة الأمن الفلسطينية سيحتفلون بعيد الأضحى في الأيام القريبة، ما يعني أن عدم تحويل الأموال، إضافة إلى تجميد مبلغ 192 مليون دولار معدة للسلطة في الكونغرس، وبالتالي عدم دفع رواتب العالمين في الأجهزة الأمنية في الأشهر القريبة، وهي الأجهزة التي ينسب لها الشاباك والجيش الفضل في الهدوء الأمني النسبي في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة.
 
ويخلص هرئيل ويسسخاروف إلى أن الخطوات الإسرائيلية التي تهدف إلى ردع السلطة الفلسطينية عن التوجه إلى منظمات ومؤسسات أخرى تابعة للأمم المتحدة من الممك أن تمس في نهاية المطاف بأمن الإسرائيليين، وعلى رأسهم المستوطنين. كما يشير الكاتبان إلى أن هناك 150 أسيرا من حركة حماس في سجون السلطة، غالبيتهم محتجزون بسبب التخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية أو خطف جنود إسرائيليين.
 
ويلفت الكاتبان إلى أن رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، الذي ألقى كلمة في "المعهد لدراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب قد أكد أن السلطة الفلسطينية لن تخضع للضغوط. كما يلفت الكاتبان إلى تهديدات مسؤولين في حركة فتح، يوم أمس، بوقف عمل الأجهزة الأمنية، إضافة إلى أن ذلك يعجل من إمكانية حل السلطة الفلسطينية.

التعليقات