يديعوت أحرونوت: أوباما يفضل تجاهل استخدام الغاز الكيماوي في سورية

"الولايات المتحدة لا تريد التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.. وتخشى من ردود فعل روسية وإيرانية، كما تخشى من ارتفاع أسعار النفط ووقف الانتعاش الاقتصادي العالمي"..

يديعوت أحرونوت: أوباما يفضل تجاهل استخدام الغاز الكيماوي في سورية

جنود إسرائيليون قرب الحدود السورية..

كتب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن إيتي برون، رئيس شعبة الدراسات في الاستخبارات، لم يصرح بمعلومات عن طريق الخطأ، وأن قراره القاطع بأن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي كان لهدف ومخططا بشكل مسبق.

وأضاف أن برون لم يحدد تاريخا دقيقا، 19 آذار/مارس، اليوم الذي ألقيت فيه قنبلة غاز "سارين" على سكان قرب دمشق ومدينة حلب وأدى إلى مقتل 20-30 شخصا، وإنما كرر ذلك وبتفاصيل أكثر، ردا على سؤال، مشيرا إلى أن استخدام "الغاز القاتل يعتبر حقيقة مقلقة من وجهة نظر إسرائيلية".

ويضيف بن يشاي أنه لا شك في أن المسؤول في الاستخبارات العسكرية قد صرح بما صرح به ليس بمصادقة رئيس أركان الجيش فحسب، وإنما بمصادقة وزير الأمن أيضا، والذي أراد بشكل متعمد إثارة أصداء دولية، وبشكل خاص لمواجهة الإدارة الأمريكية بحقائق تفضل تجاهلها. بحسب المحلل العسكري.

ويعتقد بن يشاي أن العملية كانت منسقة مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، وأن الأخير كان مطلعا على ذلك، رغم أنه لم يكن مستعدا لتأكيد استخدام الأسلحة الكيماوية لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي هاتفه يوم أمس للسؤال عن صحة المعلومات.

وبحسب الكاتب فإن نتانياهو تجنب الإحراج المباشر لرئيس الأمريكي وإدارته بعد زيارة الأخير للبلاد، وحاجة إسرائيل إلى الاعتماد على الولايات المتحدة في الشأن الإيراني.

ويضيف أنه لإسرائيل كان هناك أسباب للإدلاء بتصريحات بشأن "الأسلحة الكيماوية السورية". وكتب أن التجربة العالمية تشير إلى أن استخدام أسلحة غير تقليدية مرة واحدة يسهل استخدامها مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك مخاوف إسرائيلية من إمكانية لجوء الرئيس السوري بشار الأسد إلى استخدام هذه الأسلحة ضد إسرائيل، لافتا إلى تصريح الرئيس الأمريكي بأن استخدام السلاح الكيماوي يعتبر خطا أحمر بالنسبة للولايات المتحدة.

ويتابع أن الولايات المتحدة لا تريد العمل على وقف استخدام السلاح الكيماوي في سورية لعدة أسباب، من بينها أن الولايات المتحدة خرجت للتو من حروب مكلفة في العراق وأفغانستان، ولا تريد الإدارة الأمريكية التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.

أما السبب الثاني، بحسب الكاتب، فهو أن الإدارة الأمريكية تخشى في حال قصف المنشآت الكيماوية السورية من رد روسي وآخر إيراني، وبالتالي نشوء "موجة إرهاب" في الشرق الأوسط والعالم كله. مضيفا أن الولايات المتحدة لا تريد اليوم التورط مع روسيا أو الصين، ولا تريد توريط دول حلف شمال الأطلسي.

ويضيف أن السبب الثالث هو أن الهجوم على سورية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وعرقلة حالة الانتعاش الاقتصادي في العالم من الأزمة الحالية.

ويقول بن يشاي إن إسرائيل لم تكن وحدها من جزم بأن النظام السوري قد استخدم السلاح الكيماوي. وأشار إلى أن فرنسا وبريطانيا فعلا ذلك في رسالة أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي قام بإرسال بعثة خاصة لفحص الحقائق على الأرض، ولكنها لا تزال في قبرص ولم يسمح لها بالدخول إلى سورية.

وتابع الكاتب أن الإدارة الأمريكية أدخلت بعض المرونة على لهجتها بشأن الأسلحة الكيماوية، وأوضحت بان الرد الأمريكي يكون في أعقاب "استخدام واسع النطاق للسلاح الكيماوي".

ويشير الكاتب أخيرا إلى أنه لا يوجد لدى إسرائيل أدلة قاطعة بشأن استخدام أسلحة كيماوية، وإنما يوجد صور تشير إلى استخدام الغاز الحربي، و"شهادات ظرفية أخرى غير كافية بنظر الإدارة الأمريكية، وليس لأنها غير جيدة، وإنما كما يبدو فإن الإدارة الأمريكية تفضل تجاهلها". على حد قوله.
 

التعليقات