غدعون ليفي يدعو لتعلم درس جنوب أفريقيا ورفع شعار الدولة الديمقراطية الواحدة

وحان للفلسطينيين أن ينتبهوا لذلك ويعترفوا بأن حلم الدولتين أصبح غير ممكن وأن الاحتلال أقوى منهم وأن المستوطنات أكبر منهم وأن الدولة الفلسطينية إذا نشأت فلن تكون أكثر من مجموعة كانتونات منثورة بين الكتل الاستيطانية التي زادت حتى بلغت أبعادا ضخمة وتحولت إلى إجماع إسرائيلي ودولي، وحان للفلسطينيين تغيير الإستراتيجية واستعمال لغة جنوب أفريقيا وطلب حقهم الأساسي".

غدعون ليفي يدعو لتعلم  درس جنوب أفريقيا ورفع شعار الدولة الديمقراطية الواحدة

دعا الصحفي اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي، الفلسطينيين إلى مواجهة دولة الفصل العنصري بتعلم الدروس، مما فعلته جنوب أفريقيا برفع شعار نيلسون مانديلا "إنسان واحد .. صوت واحد".


وقال ليفي في مقالة له بصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، "يجب أن يرفع الفلسطينيون ذاك الشعار هدفا استراتيجيا والذي حقق لسكان جنوب أفريقيا إقامة دولة ديمقراطية، وأنهم برهنوا في نجاحهم بتحقيق الانتصار وتحقيق الحرية، وأن تلك الخطوة كانت الأكثر مصيرية في نضال الشعب الجنوب أفريقي الذي أدرك أن العنف لن يفضي بهم إلى أي مكان وأن الإرهاب الأهوج سيسلبهما التأييد الدولي الضروري لنضالهما وهو ما يحتاجه الفلسطينيون".


وأضاف "فشل الفلسطينيون في توحيد صفوفهم حتى الآن لكن وحدة الهدف قامت فوق كل موقف، إنها إنسان واحد .. صوت واحد، وحان للفلسطينيين أن ينتبهوا لذلك ويعترفوا بأن حلم الدولتين أصبح غير ممكن وأن الاحتلال أقوى منهم وأن المستوطنات أكبر منهم وأن الدولة الفلسطينية إذا نشأت فلن تكون أكثر من مجموعة كانتونات منثورة بين الكتل الاستيطانية التي زادت حتى بلغت أبعادا ضخمة وتحولت إلى إجماع إسرائيلي ودولي، وحان للفلسطينيين تغيير الإستراتيجية واستعمال لغة جنوب أفريقيا وطلب حقهم الأساسي".


وتابع ليفي في مقالته "سيُخيف هذا المطلب الإسرائيليين كما أخاف البيض في جنوب أفريقيا على الأقل، وسيصرخون، وبقدر كبير من الصدق، بأن ذلك نهاية الصهيونية ونهاية الدولة اليهودية، لكن إسرائيل جلبت ذلك على نفسها باحتلالها، وبرهنت جنوب أفريقيا على أن خوف الأمس يمكن أن يزول اليوم، وأنه بدستور ناجع وسلوك حكيم يمكن الحفاظ على حقوق الجميع، وإن الدول العرقية أصلا آخذة بالزوال، ولا يستطيع العالم أن يظل غير مبالٍ بهذا الطلب لأنه من ذا يستطيع أن يقول لا لحق أساسي جدا لكل إنسان لكونه إنسانا".


وختم المقالة قائلاً "آنذاك سيحدث أمر من اثنين: فإما أن ينجح الفلسطينيون مثل مانديلا في إزالة المخاوف، ويظهر أن الكابوس الإسرائيلي العام وهو الدولة الديمقراطية الواحدة، هو مستقبل واعد، وإما أن يصحو الإسرائيليون آخر الأمر ويسارعوا إلى إخلاء جميع المناطق لإنشاء دولة فلسطينية ذات بقاء، ولا يوجد خيار عادل ثالث".

التعليقات