"المعركة على القنيطرة مصيرية بالنسبة للأسد ولإسرائيل"..

"صحيح أن الأسد فتح الباب لكل من يرغب بفتح جبهة ضد إسرائيل من الجولان، إلا أنه على أرض الواقع فإن آخر ما يصبو إليه هو توفير الذريعة لإسرائيل لمهاجمة سورية"..

كتب تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، أن المعارك التي دارت اليوم للسيطرة على معبر القنيطرة مصيرية بالنسبة لإسرائيل، مشيرا إلى أن "سيطرة قوات النظام السوري مرة أخرى على المعبر لن تحسم المعركة مع قوات المعارضة".

وأضاف أن السيطرة على المعابر بين سورية وجاراتها حسمت قبل شهور طويلة، حيث استولى المعارضون على غالبية المعابر بين سورية وتركيا والعراق وبعض المعابر شمال لبنان، منوها إلى أن السيطرة على المعابر كانت حيوية من أجل ضمان انتقال مقاتلين وأسلحة وذخيرة لقوات المعارضة، وإظهار "سيادتهم" على التواصل البري بين سورية والدول المجاورة.

وكتب أن معبر القنيطرة، في المقابل، ليس مسلك إمداد للمعارضين، وأن أهميته منخفضة من الناحية الإستراتيجية. ومن جهة النظام السوري فإنه يرى في المعبر أهمية إستراتيجية عليا وذلك بسبب قربه من الحدود مع إسرائيل.

وكتب أيضا أنه "صحيح أن الأسد فتح الباب لكل من يرغب بفتح جبهة ضد إسرائيل من الجولان، إلا أنه على أرض الواقع فإن آخر ما يصبو إليه هو توفير الذريعة لإسرائيل لمهاجمة سورية بسبب إطلاق النار من قبل قوات غير نظامية باتجاه إسرائيل". وتابع أنه في حال سيطرة قوات معارضة ليست ذات توجه أيديولوجي معروف، مثل "راديكاليين إسلاميين"، فإن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع القتال بينهم وبين إسرائيل.

في المقابل، يكتب أن السيطرة على مدينة القصير أحدثت تحولا "مصيريا وتكتيكيا وربما إستراتيجيا" بالنسبة لقوات المعارضة، مشيرا إلى أنها تحولت إلى "رمز للمقاومة، وأن هناك من وصفها بستالينغراد". وبحسبه فإن احتلال القصير يعتبر هزيمة قاسية أثارت خلافات وتبادل تهم داخل الجيش الحر. كم أشار إلى التوقيت باعتبار أن الدول الغربية؛ روسيا وتركيا وإيران ودول عربية، تستعد لعقد مؤتمر جنيف، حيث كان من المهم لقوات المعارضة إظهار قدرات عسكرية من شأنها أن تؤدي ترجيح الكفة لصالح تلقي مساعدات عسكرية غربية.

كما اعتبر سيطرة الجيش السوري على القصير يلعب في صالح روسيا وإيران، حيث يمكنهما الادعاء بأن النظام يستعيد السيطرة، وأنه يجب تقديم المساعدة له لتثبيت الاستقرار.

ويخلص إلى القول إن السيطرة على القصير ليست نهاية المعركة، حيث أن الجيش السوري يستعد لمعركة كبيرة على حلب والأجزاء الشمالية من حمص، ومواجهة قوات المعارضة في درعا في الجنوب، وجيوب أخرى شمال حمص.  وبالنتيجة فإن الحسم الإستراتيجي يتعلق بقرار الدول الغربية والدول العربية، وهنا يكمن ما أسماه "التناقض الإستراتيجي"، فهذه الدول ستضطر إلى تقدير احتمالات انتصار قوات المعارضة قبل اتخاذ قرار بتقديم المساعدة التي تحسم احتمالات النتيجة.

التعليقات