موشيه آرنس: إسرائيل هي دولة ثنائية القومية اليوم

حذر فيه من العودة الى حدود الرابع من حزيران 67 ،التي قال انها تذكرنا ب"أوشفيتس". واستشهد ارنس باقوال لوزير الخارجية والدبلوماسي الاسرائيلي المعروف من عهد السبعينيات، أبا أيبان، الذي قال في حينه، ان هذه الحدود تساوي الخطر وانعدام الأمن.

موشيه آرنس: إسرائيل هي دولة ثنائية القومية اليوم


تحت عنوان "إسرائيل هي دولة ثنائية القومية اليوم"، كتب وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشيه آرنس، مقالا نشرته صحيفة "هارتس" في موقعها على الشبكة، اليوم الثلاثاء، حذر فيه من العودة إلى حدود الرابع من حزيران 67 ،التي قال إنها تذكرنا بـ"أوشفيتس". واستشهد آرنس بأقوال لوزير الخارجية والدبلوماسي الإسرائيلي المعروف من عهد السبعينيات، أبا أيبان، الذي قال في حينه، إن هذه الحدود تساوي الخطر وانعدام الأمن.

آرنس الذي افتتح مقالته بالقول "إن كل من يتأمل في الشرق الاوسط في الفترة الراهنة يدرك أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين هي مهمة مستحيلة"، لم يجد غضاضة، بالرغم من ذلك، من التحذير من أن اتفاقا من هذا القبيل سيقلص مساحة إسرائيل ويعيدها الى حدود ما قبل حرب حزيران 67، التي يعتبرها خطرا داهما على إسرائيل. قد تكون ليفني التي أوفدت من قبل نتياهو للتفاوض على مستقبلنا، كما يقول آرنس، لا تتفق مع رؤيا أبا ايبان الإستراتيجية وقد تكون مقتنعة بالكلام الفارغ الذي يقول إن مساحة الأرض باتت غير مهمة في عصر الصواريخ، الاأنها يجب أن تدرك أن مساحة الأرض تكتسب اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى لأن اقتراب صواريخ صغيرة وقصيرة المدى والتي يصعب اكتشافها وتدميرها من المراكز السكانية الإسرائيلية يشكل خطرا كامنا، كذلك فإنه بما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى فإن تقليص مساحة الهدف هو خطأ أيضا.

آرنس، يقتبس وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، الذي قال إن الضعف بحد ذاته هو عامل استفزاز، ليثبت أن "إسرائيل مقلصة" سوف تعكس ضعفا وتشجع الاعتداءات ضدها من قبل "إرهابيين" وقوى مسلحة وأطراف قد تمتلك سلاحا نوويا، وهو يرى أن أي ترتيبات أمنية أو اتفاقات حول مناطق منزوعة السلاح لن تساعد إسرائيل على المدى البعيد، لأن إسرائيل صغيرة يعني أن تكون  قابلة للانكسار، معرضة للأخطار، تبعث على الضعف ويمكن قصفها أو غزوها وتدميرها، على حد قوله.

 مثال جيد على التداعيات الإستراتيجية لتقليص مساحة الأرض، وفق آرنس، هو إعادة سيناء لمصر في إطار اتفاقية السلام عام 1979 والذي قلص المساحة التي تسيطر عليها إسرائيل بالثلثين، وفي هذه الحالة إسرائيل آمنت أن التنازل عن الأرض التي تسيطر عليها سيؤدي إلى إقامة علاقات سلام بين إسرائيل ومصر – اعتقاد زعزته نوعا ما الأحداث الأخيرة في مصر،على حد قوله. هذه التداعيات الإستراتيجية للتنازل لتقليص مساحة الأرض التي تسيطر عليها إسرائيل تكشفت، حسب آرنس، في السنوات الأخيرة حيث تحولت، بدون سيناء، في اللحظة التي تسنى لأعدائها امتلاك سلاح نووي إلى نقطة هدف في حالة وقوع هجوم نووي .

الآن تريد ليفني استكمال المهمة وتقليص 6000 كيلومتر مربع إضافية من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل ونقل " يهودا والسامرة" إلى أيد لا يمكن الوثوق بها وتقريب تل أبيب من مرمى الصواريخ، إنها روشيتة أكيدة للعدوان على إسرائيل. كيف يمكن تفسير هذا الانزلاق الخطير إلى الكارثة، ليفني وليست هي فقط، كما يقول آرنس، مصابة بلوثة يعتقد المصابون بها أن عليهم بأي ثمن منع تشكل دولة ثنائية القومية وذلك من خلال منع إضافة ولو عربي واحد للمواطنين العرب داخل إسرائيل ( داخل الخط الأخضر). هي تعتقد أن عليها ملقاة مهمة حماية الدولة اليهودية الديمقراطية وأنه اذا لم يتم تقليص ال 6000 كيلومتر مربع تلك، من مساحة الدولة وإذا لم يتم "اقتلاع" عشرات آلاف الإسرائيليين من بيوتهم فإن إسرائيل لن تبقى دولة يهودية أو ستتوقف عن أن تكون ديمقراطية، الموت يبدو أفضل عليها من تكون دولة ثنائية القومية.

 "كلام فارغ"، يقول آرنس الذي يختم مقاله بالقول، إن إسرائيل اليوم هي دولة ثنائية القومية – يعيش فيها مواطنون يهود ومواطنون عرب والتحدي الذي يواجهها، على حد زعمه، هو دمج المواطنين العرب في المجتمع الإسرائيلي. إضافة أراض من "أرض إسرائيل" الى دولة إسرئيل هو ليس تحديا لا تقدر إسرائيل على التعامل معه، بالمقابل فإن تقليص مساحة إسرائيل يعرض مستقبلها للخطر، على حد قول آرنس. 

التعليقات