غدعون ليفي: "سفسيبا موسكو" أو " شكرا روسيا"

فهذا التفرد لم يحقق أي سلام بل جلب المزيد من الحروب التي شنتها امريكا نفسها، او اسرائيل بدعمها وبعتادها العسكري، بل ان اتفاقية السلام الوحيدة التي ابرمت في المنطقة " معاهدة كامب ديفيد"، كا يقول الكاتب، وقعت في عهد الحرب الباردة، مشيرا الى ان أمريكا لم تصنع شيئا لجلب السلام للمنطقة ولو ارادت لكان السلام قد حل ولكان الاحتلال الاسرائيلي قد وصل الى نهايته.

غدعون ليفي:


روسيا انقذت العالم من حرب غير ضرورية، فلولا تدخلها لكانت صواريخ الكروز في طريقها لسفك المزيد من الدماء دون طائل. ولتم قصف دولة اخرى في الشرق الأوسط، لن يساهم قصفها في مساعدة أي انسان اللهم سوى تعزيز هيبة أوباما وموقع الولايات المتحدة. وبعد القصف الذي كان سيتم بسلاح امريكي كما هو معلوم سيأتي التورط واعادة الاعمار الذي سينفذ بأيدي شركات أمريكية أيضا، ولكانت سوريا التي يهتم الجميع بها ب"اخلاص يقطع القلب" كانت ستنزف اليوم دما أكثر، بينما يبقى السلاح الكيماوي في مخازنه.
هكذا وصف الصحفي الاسرائيلي اليساري، غدعون ليفي، المبادرة الروسية في مقال نشرته صحيفة "ها رتس"، اليوم الخميس،تحت عنوان شكرا روسيا بالروسي.   

  
ليفي يقول، ان ما حدث يبشر باقتراب نهاية العالم القديم الذي فعلت فيه الولايات المتحدة ما يحلو لها، حرب دون طائل على العراق وحرب دون هدف على افغانستان، ويدشن عالم جديد متعدد الاقطاب، وهو عالم لن يكون كله جيد ولكن افضل مما كان قائما. هذا العالم، كما يقول، اثبت نفسه في سوريا وقد يثبت نفسه بعدها في ايران ايضا، الحديث يجري عن عودة الى ايام الحرب الباردة في عالم ثنائي القطبية- صحيح ان روسيا ضعيفة جدا وفاسدة من الداخل ولكن الروس رفعوا رؤوسهم والصينيين على الطريق وبعدهم الهنود وحتى في جنوب امريكا هناك عالم يصحو - ما يهدد بتصدع الاحتكار الامريكي للقوة.  


تفرد السيطرة الامريكية والغياب الروسي الذي دام اكثر من 20 عاما في الشرق الاوسط، كشف كذب الادعاء الذي كان سائدا بان "الدب الروسي" هو من يقرع طبول الحرب وان امريكا هي داعية السلام، فهذا التفرد لم يحقق أي سلام بل جلب المزيد من الحروب التي شنتها امريكا نفسها، او اسرائيل بدعمها وبعتادها العسكري، بل ان اتفاقية السلام الوحيدة التي ابرمت في المنطقة " معاهدة كامب ديفيد"، كا يقول الكاتب، وقعت في عهد الحرب الباردة، مشيرا الى ان أمريكا لم تصنع شيئا لجلب السلام للمنطقة ولو ارادت لكان السلام قد حل ولكان الاحتلال الاسرائيلي قد وصل الى نهايته.


   في ذات الوقت لا يرى بعودة روسيا بشير خير مطلق ولكنها ستحفظ التوازن ولو قليلا أمام القوة الأمريكية والوقوف في طريقها البعيدة من أن تكون دائما طريق عدل وسلام.


المبادرة الروسية المتعلقة بالسلاح الكيماوي الروسي تثبت أنه ليست كل قضية يفترض حلها بالقنابل الذكية، مهما بلغ ذكاءها، بل يجب تجريب الدبلوماسية احيانا وهذا الدور يمكن لروسيا أن تلعبه في ايران ايضا، وهو ما يجب تشجيعها عليه وعدم النظر ( من وجهة نظر اسرائيلية) اليها مسبقا كعدو.


الكاتب يختم مقاله بدعوة الرئيس اوباما لتوجيه الشكر الى الرئيس بوتين، الذي انزله عن شجرة قصف سوريا ودعوة العالم الى شكر موسكو التي خلصته من ورطة جديدة ودعوة اسرائيل الى الكف عن التجهم كلما تم منع حرب أو قصف ضد عرب في المنطقة. ويهتف، بالعبري والروسي، شكرا روسيا على انك أريتنا وجود طريق اخر غيرالقاء القنابل.
 

التعليقات