"هارتس": اربعة ملايين شيكل ثمن التغطية على رجال الموساد و"الشاباك"

وبشكل خاص في الموساد و"الشاباك". الثمن هو اربعة ملايين شيكل، 60% منها نقدا و40% بالربع دفعات متساوية على امتداد اربع سنوات هذا ثمن السكوت والاسكات الذي تدفعه دولة اسرائيل لعائلة عميل الموساد والمهم ان لا تخرج الحقيقة الى النور، وفق "هارتس".

تناولت صحيفة "هارتس" في تقرير نشرته، الاثنين ، في موقعها على الشبكة، ما وصف بلائحة اسعار اسكات قضية عميل الموساد الذي قيل انه انتحر في سجن أيلون، بيني زايغر، والتي عرفت بقضية السجين اكس.

"هارتس" تساءلت في مستهل تقريرها اذا كان أي انسان أو منظمة على استعداد لدفع مبلغ اربعة ملايين شيكل على حدث لا يتحمل أي مسؤولية عنه، في اشارة الى الصفقة التي ابرمت مع عائلة زايغير والتي تعهدت فيها دولة اسرائيل بتعويضها بمبلغ اربعة ملايين شيكل، هي نوع من مقايضة تبرئة ساحة اجهزة دولة اسرائيل وعلى رأسها "الشاباك" والموساد بالمال.

الصفقة مثيرة للتساؤلات لأن دولة اسرائيل رفضت الاعتراف بمسؤوليتها عن أي نوع من الفشل المرتبط بحياة عميل الموساد وموته. لا بتجنيده الغريب للموساد وفشل تفعيله ولا بالتحقيق معه واعتقاله في ظروف شديدة الصعوبة ولا بموته في زنزانة 15 في سجن ايالون، دون ان يعقب ذلك التحقيق او اعتقال أي شخص.

وبفيد تقرير الصحيفة انه بموجب الاتفاق الذي ابرم بين دولة اسرائيل وبين عائلة عميل الموساد، الذي وجد ميتا في زنزانته في سجن ايالون في كانون اول 2010 وكشف عن ذلك لاحقا،  وافقت دولة اسرائيل على دفع اربعة ملايين شيكل للعائلة دون الاعتراف بأي مسؤولية عن موته.
   
الصفقة التي كشف عنها الصحفي امنون ابراموفيتش في القناة الثانية، دارت تفاصيلها ووقعت في الظلام مثلها مثل قضية السجين اكس برمتها، لأن هناك الكثير ما يجب اخفاءه في هذه القضية ولأن هناك اطرافا عديدة تفضل ان لا يجري التحقيق في هذه القضية والنشر عنها. جواب وزارة القضاء يعترف بان الدولة وافقت على دفع هذا المبلغ لمنع التداول بالقضية في المحكمة وانتشار تفاصيل من شأن نشرها التسبب بضرر لأمن الدولة. 

"هارتس" لا تأخذ بهذا الكلام وهي تشير الى ان قضية التخوف من المس بامن الدولة يمكن التغلب عليها باقامة الجلسات بابواب مغلقة وفرض اوامر حظر نشر على القضية، موضحة ان ما يقف وراء اسكات القضية هو ليس امن الدولة، بل التغطية على مجموعة من حالات الفشل لدى بعض الاجهزة وتقصد الموساد خصوصا.

وفي نهاية تقريرها تلفت "هارتس" الى الغرابة التي لا تقتصر على الصفقة ومبلغ التعويض فقط بل تمتد الى شروط الدفع حيث يتم دفع 2.4 مليون شيكل نقدا والباقي على اربع دفعات قيمة كل دفعة 400 الف شيكل، وهو ما يشي حسب هارتس بان استمرار الدفعات مرهون. وطبعا هو ليس مرهونا بان يقوم بن زايغير من قبره في مالبورن، بل بان يحافظ افراد عائلته على سلوك حسن وان يحافظوا على صمتهم المطبق، كما ان بنودا في الاتفاقية تنص على ذلك، لان هناك اشخاصا واجهزة من المهم لهم ان تبقى هذه القضية مظلمة ومجهولة، والعائلة من جهتها لاسباب خاصة بها ولكن من السهل تخيلها وتفهمها مستعدة لابقائها كذلك مقابل ان تواصل حياتها.

نستطيع ان نفهم من الصفقة كم يساوي ثمن التغطية على اصحاب المناصب في مصلحة السجون ولكن وبشكل خاص في الموساد و"الشاباك". الثمن هو اربعة ملايين شيكل، 60% منها نقدا و40% بالربع دفعات متساوية على امتداد اربع سنوات هذا ثمن السكوت والاسكات الذي تدفعه دولة اسرائيل لعائلة عميل الموساد والمهم ان لا تخرج الحقيقة الى النور، وفق "هارتس".

 

التعليقات