مراسل هآرتس في نيويورك: فشل إسرائيل في تشديد العقوبات نتيجة متوقعة للمواجهة مع أمريكا

لذلك ليس من السهل أيضا أن نحدد ما الذي يشكل مصدر خطر واضح وفوري لأمن الدولة: هل هو إمكانية استغلال الإيرانيين للاتفاق للمضي قدما في سعيهم نحو امتلاك أسلحة ذرية، كما تشك إسرائيل، أم الاحتمال بأن تختار إسرائيل مجددا إدارة نزاع علني خاسر مسبقا، ضد الإدارة الأمريكية، وأن تكشف على الملأ الإسفين العميق بينها وبين حليفتها الرئيسية، وهي حاليا ، الحليف الوحيد.

مراسل هآرتس في نيويورك: فشل إسرائيل في تشديد العقوبات نتيجة متوقعة للمواجهة مع أمريكا

اعتبر مراسل صحيفة هآرتس، في نيويورك حامي شاليف، أن الفشل الإسرائيلي في تشديد العقوبات على إيران ومنع إبرام الاتفاق الذي أعلن فجر اليوم عن التوقيع عليه بين إيران والدول الغربية، هو نتيجة متوقعة لإصرار نتنياهو على المواجهة مع الولايات المتحدة.
وقال شاليف في تحليل له نشره في موقع هآرتس: إنه من الصعب التحديد ، صباح اليوم مم على سكان إسرائيل أن يقلقوا أكثر هذا الصباح، هل عليهم أن يقلقوا من حقيقة التوقيع على اتفاق فجر اليوم في جنيف، وصفه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو بأنه اتفاق سيء للغاية وخطير جدا أم من أن إسرائيل "ناورت نفسها" للوصل إلى عزلة دولية للغاية فباستثناء موقف عدة شيوخ سعوديين ومشرِعين أمريكيين لا أحد يقف اليوم إلى جانبها".

ويضيف شاليف: لذلك ليس من السهل أيضا أن نحدد ما الذي يشكل مصدر خطر واضح وفوري لأمن الدولة: هل هو إمكانية استغلال الإيرانيين للاتفاق للمضي قدما في سعيهم نحو امتلاك أسلحة ذرية، كما تشك إسرائيل، أم الاحتمال بأن تختار إسرائيل مجددا إدارة نزاع علني خاسر مسبقا، ضد الإدارة الأمريكية، وأن تكشف على الملأ الإسفين العميق بينها وبين حليفتها الرئيسية، وهي حاليا ، الحليف الوحيد.

السؤال المطروح الآن م ليس ما إذا كانت إسرائيل محقة أم لا؟ هل الصراخ، ومشاعر الإهانة، والتشكيك وقذف الاتهامات تخدم أم تضعف مصالح حيوية، هل التباكي هو بالضرورة سياسة أيضا. على أية حال هذه هي الطريق التي قادتنا إلى وضعنا الحالي."

"من الأفضل ألا يعيش أحد بالوهم: سيحظى الاتفاق الذي تم التوقي عليه أمس في جنيف، بتأييد واسع في صفوف الرأي العام الأمريكي، وبضمن ذلك تأييد المواطنين الأمريكيين اليهود.  وسيُعتبر إنجازا باهرا للإدارة ، خاصة على خلفية فشل الإدارة الأمريكية في تسويق قانون التأمين الصحي الجديد. وسيوصف الاتفاق بأنه متشدد جدا بشأن الالتزامات الإيرانية أكثر مما أعتقد في البداية، وكأقل تهاونا مع العقوبات المفروضة على إيران مما كان يمكن التكهن به. بل إنه حتى المشككون في الاتفاق سيقولون هذا الصباح إن الاتفاق قوي بما فيه الكفاية ليحظى بفرصة مؤيدة له".

وبحسب شاليف، نحن "أمام تكتيك مخطط مسبقا: فخلافا للإيرانيين الذين قطعوا وعودا وتعهدات عالية على مدار المفاوضات، ولاقوا صعوبات في الوفاء بوعوداتهم، حافظ البيت الأبيض الأمريكي ووزارة الخارجية على انضباط منع رشح التسريبات، بغية تركيز جهودهم في المرحلة المصيرية من معركة الألاعيب الإعلامية التي بدأت أمس. لم يكن صدفة مثول الرئيس الأمريكي أمس أمام الكاميرات في ساعة متأخرة ، غير تقليدية، دقائق معدودة قبل بث البرنامج الشعبي "ستريدي نايت لايف" ليزف للأمة الأمريكية خبر التوصل إلى الاتفاق "الذي يحقق الكثير" فقد أراد أن يحدد بنفسه النبرة قبل أن يستيقظ منتقديه في الشرق الأوسط ويطلقوا نار انتقاداتهم ضده".

"يكمن ميدان المواجهة الرئيسي لمعارضي الاتفاق في البند الذي يحدد أن الدول 5+1 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)ستمتنع عن فرض عقوبات جديدة خلال التفرة المرحلية، إذا وفى الإيرانيون بوعودهم. فقد أعلن أعضاء سينات أمريكيين، من كلا الحزبين الأسبوع الماضي أن هذا هو بالضبط ما يريدونه كما نشر اللوبي المؤيد لإسرائيل بيانا علنيا،خارجا عن المألوف، يضع اللوبي، وإسرائيل بصورة ضمنية، كمن يقفوا وراء المبادرات الجديدة."

والآن، يقول شاليف: " بات واضحا للجميع  أن مثل هذه الخطوات ستفشل الاتفاق، وتربك الإدارة، وتفكك الائتلاف الدولي ضد إيران، وتزرع الفوضى في الساحة الدولية. سيبذل الرئيس أوباما كل جهده، ويستخدم كل بنادقه ومدافعه الثقيلة لإحباط هذه الخطوات الجديدة، بما في ذلك فرض الانضباط الكتلوي على أعضاء السينات من حزبه، والتوجه للرأي العام الأمريكي، وفي نهاية المطاف، فيحال لم يبق لديه خيار، فإنه سيستخدم حق النقض الرئاسي ضد سن عقوبات جديدة".

ستكون هذه حرب بقاء سياسية، يجوز فيها استخدام كل الوسائل، وسيبدو، مقارنة بها، الصراع والمواجهة الشديدة التي دارت في الأسابيع الأخيرة بين إسرائيل وواشنطن كلعبة أطفال.إنها من الحروب العقلانية التي تشنها الدول فقط إذا كان النصر فيها مضمونا، وليس فقط من أجل تغذية الشعور "لقد ضربناهم".

ويخلص شاليف إلى القول: إننا نتحدث في مثل هذه الحالة عن مسار مواجهة واصطدام نهايته معروفة مسبقا، لكن مسؤوليته ستكون علينا. وهذا صحيح أكثر غذا قررت إسرائيل أنه لا خيار لها سوى تولي مسؤوليتها عن مصيرها وشن هجوم ضد إيران، كما في الاقتباس المشهور عن "الجيد والسيء والقبيح": إذا كان عليك أن تطلق النار فأطلق النار ولا تتكلم، خاصة إذا كان الذين تتحدث عنهم سلبا، هم نفس الذين ستتوجه إليهم غدا كي ينقذوك، إذا وعندما  تتعقد الأمور".
 

التعليقات