هآرتس: شركات غربية تسعى لعقود بالمليارات مع إيران

الهرولة باتجاه توقيع عقود مع طهران لم تتجاوز السعودية، التي وصفها الكاتب تسفي برئيل بـ"حليفة إسرائيل" والتي يستخدمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كغطاء لادعاءاته. .

هآرتس: شركات غربية تسعى لعقود بالمليارات مع إيران

بضائع في دبي معدة للتصدير إلى إيران

كتب تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، أن فنادق طهران امتلأت هذا الأسبوع بممثلي دول مشاركة في اجتماع مجلس الوزراء للتعاون الاقتصادي (ECO)، الذي انتخبت إيران لرئاسته. وأشارات إلى أنه في "الصف الطويل" من الدول التي تسعى لضمان مكان لها في "العهد الجديد"، بعد العقوبات، كانت تركيا وباكستان والهند وأذربيجان وجنوب أفريقيا ودول أخرى من أمريكا اللاتينية.

وأضاف أنه كان هناك أيضا ممثلون لشركات غربية سعت لدراسة إمكانية التوقيع على اتفاقيات مستقبلية مع إيران، مشيرا إلى أن المدير العام لشركة النفط الفرنسية "طوطال" أعلن أن شركته ستجدد العقود مع إيران مع تخفيف العقوبات.

وأشارت الصحيفة إلى أن شركات السيارات "بيجو" و"سيتروان" ضمن الشركات التي ستجدد العقود مع طهران، حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسية هذا الأسبوع أن بلاده تستطيع إزالة العقوبات ذات الصلة بقطع المركبات في أواسط كانون أول/ ديسمبر.

وتابعت الصحيفة إلى أنه جانب التوقعات بأن ترتفع المبيعات الفرنسية من المركبات لإيران إلى 500 مليون دولار خلال ستة شهور، فإن شركات ألمانية سوف تنضم أيضا للمشاركة في استثمارات مستقبلية، كما أن إيران بانتظار تصدير مركبات إيرانية إلى المنطقة وإلى روسيا أيضا.

كما لفتت الصحيفة إلى أن شركة "سيمنز" الألمانية التي خسرت عقد بناء المفاعل النووي في بوشهر لصالح روسيا، فإن من المتوقع أن تفضل إيران التوجه إلى ألمانيا أو كورية الجنوبية لبناء مفاعلات نووية كهربائية.

وبالنسبة لتركيا، فقد لفتت الصحيفة إلى أنه رغم التوتر الذي حصل في العلاقات بين إيران وتركيا، على خلفية موقف أنقرة من سورية، فقد صرح وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو، هذا الأسبوع، أن "إيران صديقة، ولا مثيل للعلاقات بين الطرفين".

وقال أوغلو إن تركيا تطمح في توسيع التجارة مع إيران لتصل إلى 30 مليار دولار في العام 2015، و 100 مليار دولار في العام 2020. كما من المتوقع أن ترتفع صادرات الذهب من تركيا إلى إيران بعد أن تراجعت في العام الحالي إلى 1.6 مليار دولار، علما أنها وصلت في العام الماضي إلى 6.5 مليار دولار. وفي المقابل فإن تركيا تسعى لرفع واردتها النفطية من إيران من 35 ألف برميل يوميا إلى 140 ألف برميل. وتحدث أوغلو أيضا عن مشروع سكة حديد يربط بين باكستان وإيران وتركيا.

وكتبت الصحيفة أيضا أن شركات طيران كندية وأمريكية أرسلت مندوبين لها إلى طهران من أجل مناقشة تجديد الرحلات المباشرة من وإلى طهران. كما أن الطائرات الإيرانية التي تضررت بسبب العقوبات تنتظر الحصول على قطع غيار في كانون أول/ ديسمبر، وأنه من المتوقع أن تتمكن إيران من تصليح 100 طائرة خلال شهور، كما من المتوقع أن تبدأ الرحلات المباشرة بطائرات كندية وأمريكية، بدون التوقف في أوروبا، في كانون ثاني/ يناير القادم.

ولفت الكاتب أيضا إلى أن شركات أمريكية تخشى من أنه إلى حين تقترب من السوق الإيراني ستكون الشركات المنافسة الأجنبية قد حصلت على غالبية الصفقات الجيدة. وكان وزير النفط الإيراني قد أعلن أنه يجري اتصالات مع شركات نفط كبيرة في إيطاليا وهولندا والنرويج.

ويقول الكاتب إن الهرولة باتجاه إيران لم تتجاوز السعودية، التي وصفها بـ"حليفة إسرائيل" والتي يستخدمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كغطاء لادعاءاته. ولفت إلى أن السعودية قد صرحت مؤخرا بأن التزام إيران ببنود الاتفاق سيكون تطورا جيدا، وأن وزير الخارجية الإيرانية يخطط لزيارة رسمية للسعودية.

وعقب الكاتب على ذلك بالقول إن "تجارب الماضي تشير إلى أن السعودية لا تجيد قراءة الخارطة السياسية فحسب، وإنما صياغتها أيضا، وتقديم تنازلات عندما تدرك أن الأوراق الموجودة لديها لا تقودها إلى الانتصار. كما أن السعودية لا ترغب بالبقاء في النادي الصغير المعارض للاتفاق إلى جانب إسرائيل".  

التعليقات