"هآرتس": الأهمية الإستراتيجية لغور الأردن زالت مع زوال الجبهة الشرقية

ويشير المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أنه في زمن تمثل فيه الصواريخ والقذائف الخطر المركزي القادم من الشرق، لا يوجد أهمية ولا أية فائدة من تواجد قوات الجيش الإسرائيلي في غور الأردن

تحت عنوان "يمكن التنازل عن غور الأردن" تناول المحلل العسكري والباحث في معهد "يافة" للشؤون الإستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب رؤوبين فدهيتسور، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، -تناول- التمسك الإسرائيلي برفض الانسحاب من غور الأردن والمستند إلى "مشروع ألون" الذي اعتبر، في حينه، إبقاء السيطرة على غور الأردن بأيدي إسرائيل ضرورة لا يمكن التنازل عنها.

فدهيتسور يذكر أن أربعة عقود قد مرت منذ ذلك الحين تفككت خلالها الجبهة الشرقية، وزال خطر حرب الجيوش المنظمة، التي كان من الممكن أن تنطلق من أراضي الأردن، الأمر الذي أسقط أهمية غور الأردن كمنطقة عازلة في وجه هجوم عسكري بري ممكن من جهة الشرق.

ويشير المحلل العسكري الإسرائيلي، إلى أنه في زمن تمثل فيه الصواريخ والقذائف الخطر المركزي القادم من الشرق، لا يوجد أهمية ولا أية فائدة من تواجد قوات الجيش الإسرائيلي في غور الأردن. وحول الادعاء القائل بعدم إمكانية التنبؤ بالتطورات والتحولات في منطقة مثل الشرق الأوسط ويجب الاحتياط إلى وقوع هجوك عسكري بري من جهة الشرق ما يجعل البقاء الدائم في غور الأردن ضرورة أمنية، يشير إلى أن القوات الإسرائيلية التي ستبقى في غور الأردن بشكل دائم ستكون محدودة العدد وفي وضع طوبوغرافي متدن بسبب ظروف الطبيعة، ناهيك عن كونها مكشوفة للنيران من الشرق والغرب ومعرضة لخطر الحصار بشكل دائم.

ويلفت المحلل الإسرائيلي إلى قدرة الجيش الإسرائيلي على تدمير قوات وافدة في عمق الأراضي الأردنية. وفي حال لم يتسن تدمير القوات المهاجمة التي تشق طريقها غربا، فإن قوات الجيش الإسرائيلي ستدخل إلى أراضي الضفة الغربية من الشمال ومن الجنوب، كما أن الجيش قادر على نقل قوات بواسطة الجو، وإنزالها لغرض إغلاق المحاور التي يمكن عن طريقها التقدم من غور الأردن غربا.

وفيما يتعلق بحرب "العصابات" و"الإرهاب" التي تشنها التنظيمات، فإن الطريقة الناجعة لمواجهتها، كما يقول، هي الدمج بين العمل الاستخباري والجدار الفاصل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، التي ستقوم، وبالاستناد إلى ترتيبات أمنية مشتركة، بحيث تصبح مصلحة الفلسطينيين إحباط تشكيل بنية "إرهابية" في الضفة الغربية، ومنع دخول "إرهابيين" من الأردن. في حين تمنع قوات الأمن الأردنية دخولهم من الضفة الشرقية للنهر.

وفي شأن تهريب وسائل قتالية إلى داخل حدود الدولة الفلسطينية من جهة الشرق، فإنه إضافة إلى عمل الأردن وفلسطين في منع التهريب المذكور، يدعو فدهيتسورإلى تعزيز السياج الحدودي على امتداد نهر الأردن والتواجد الإسرائيلي على المعابر، إضافة إلى إقامة محطات إنذار مبكر على المناطق المرتفعة. ويؤكد على عدم التنازل عن السيطرة الالكترو مغناطيسية والجوية لإسرائيل، والتي ستساهم في جمع المعلومات الاستخبارية، كما يقول.

بالاستناد إلى كل ذلك يعتبر المحلل الإسرائيلي مقولة نتنياهو "سأوقع على تسوية دائمة فقط إذا شملت بقاء إسرائيل في غور الأردن"، مقولة سياسية غير مؤسسة على تحليل عسكري مهني. ويختم مقاله بالقول، إن نتنياهو يستطيع المحاولة للحصول على موافقة فلسطينية لبقاء قوات عسكرية إسرائيلية في غور الأردن، بمساعدة طاقم جون كيري، ولكن عليه أن يعرف أن الفائدة الأمنية لذلك هي هامشية، إذا ما وضعت بموازاة المكسب الأمني الإستراتيجي الذي سينشأ من توقيع اتفاق سلام مع الفسطينيين.   

 

التعليقات