"هارتس": اسرائيل غير معنية بالتصعيد مع قطاع غزة

لأن حماس تنظر الى الضفة وغزة كجبهتين منفصلتين، فهي معنية بالحفاظ على الهدوء مع السماح باحتكاك محدود مع الجيش الاسرائيلي عند الضرورة على الحدود مع غزة. في حين تدير في الضفة، التي تدار من قبل منافستها فتح، عن بعد "شبكات ارهاب" بنجاح محدود حتى الان، كما يقول، على امل ان يوقعوا خسائر في الجانب الاسرائيلي ويتسببوا بمشاكل للسلطة الفلسطينية.

موجة التصعيد الحالية على حدود قطاع غزة لم تبدأ امس، مع قيام قناص فلسطيني بقتل عامل اسرائيلي على السياج الحدودي، بل بدأت يوم الجمعة عندما قامت قوات الجيش الاسرائيلي باطلاق النار باتجاه فلسطينيين، اقتربوا من السياج في اكثر من موقع ما ادى الى قتل فلسطيني واصابة اربعة اخرون، الأمر الذي برره الجيش الاسرائيلي بمحاولات وضع عبوات ناسفة على مقربة من السياج الحدودي تحت غطاء التظاهرات المدنية.

صحيفة "هارتس" التي ذكرت بهذه الحقائق في قراءة لمحللها العسكري عاموس هارئيل، نشرته في موقعها على الشبكة، اليوم الاربعاء، قالت ان سلطة حماس التي تمنع عادة الاقتراب الى السياج الحدودي، سمحت هذه المرة بتنظيم المظاهرات على خلفية تدهور الوضع الانساني في القطاع. الوضع الذي ساهم في تفاقمه قيام النظام المصري الجديد باغلاق الانفاق، ما ادى الى عرقلة الحياة اليومية وحدوث نقص حاد في الوقود، ضاعف من اسعاره وأدى الى انقطاعات منظمة في الكهرباء قد تمتد احيانا الى نصف يوم لمدة اسابيع.

الغضب الناتج عن تفاقم الاوضاع المعيشية في القطاع، جرى تنفيسه بموافقة حماس وبتشجيعها في المظاهرات، التي جرت نهاية الاسبوع الفائت على الجدار الحدودي وحساب القتيل والجرحى الذين سقطوا برصاص الجيش الاسرائيلي تم اغلاقه بواسطة عملية القنص، التي اسفرت عن مقتل اسرائيلي امس الثلاثاء. ولكن الرد الاسرائيلي الذي تمثل بغارات جوية ادت الى مقتل فلسطينيين، اثنين بينهما طفلة بعمر ثلاث سنوات فتح حسابا جديدا.

ولكن اسرائيل من جهتها تطمح بتلك الغارات الى انهاء موجة العنف الحالية، كما يقول المحلل العسكري في "هارتس" وبذلك تشي ايضا رسائل حماس بواسطة مصر، التي تضيف تهديدات خاصة بها للقيادة الغزاوية، ما سيجعل حماس تلجأ خلال الايام القادمة الى استخدام وسائل الفرملة التي تملكها لمنع اشتعال الوضع مجددا.

ويرى المحلل العسكري الاسرائيلي، ان الربط الذي قام به بعض اعضاء الكنيست بين ما تشهده الضفة من تصعيد وبين ما حدث على الحدود مع غزة غير وثيق، لأن حماس تنظر الى الضفة وغزة كجبهتين منفصلتين، فهي معنية بالحفاظ على الهدوء مع السماح باحتكاك محدود مع الجيش الاسرائيلي عند الضرورة على الحدود مع غزة. في حين تدير في الضفة، التي تدار من قبل منافستها فتح، عن بعد "شبكات ارهاب" بنجاح محدود حتى الان، كما يقول، على امل ان يوقعوا خسائر في الجانب الاسرائيلي ويتسببوا بمشاكل للسلطة الفلسطينية.

محاولات حماس تلك تلتقي بما يحدث عمليا في ساحة الضفة من موجة تفجيرات، بعضها قاتل تتم بمبادرات محلية فردية او على ايدي مجموعات صغيرة لا تنتمي الى تنظيمات. والحال كذلك فان اسرائيل لا يمكنها التوجه بادعاءات للسلطة الفلسطينية، على ما يحدث في غزة ولكن في الضفة تستطيع ذلك عبر تعزيز التنسيق الامني، بهدف احباط عمليات وضبط التحريض الممارس في جهاز التعليم ووسائل الاعلام.

كل ذلك يحدث على ارضية العملية السياسية والجهد الامريكي لانجاز تقدم في مدة قصيرة، حيث تشير التسريبات الى ان كيري يرغب بعرض اتفاق اطار، ستعتبر المصادقة عليه نقطة اختراق جدية في المفاوضات، لكن في الواقع ربما يختار الامريكيون اتفاقا غامضا ومخففا، الى جانب اطالة امد المفاوضات لمدة اضافية، الامر الذي لن يجلب السلام الى منطقتنا خلال اشهر، مثلما تأمل كيري، ولكنه قد يؤجل انفجار جولة العنف الكبيرة القادمة، وفق "هارتس". 

التعليقات